St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-virginity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب البتولية: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

58- الزواج حتى ولو لم يُصب بأي ضيقات، فليس هذا بالشيء العظيم

 

St-Takla.org Image: "And as I knew that I could not otherwise be continent, except God gave it, and this also was a point of wisdom, to know whose gift it was: I went to the Lord, and besought him, and said with my whole heart" (Wisdom 8:21) صورة في موقع الأنبا تكلا: آية "ولما علمت باني لا اكون عفيفا ما لم يهبني الله العفة وقد كان من الفطنة ان اعلم ممن هذه الموهبة توجهت الى الرب وسالته من كل قلبي قائلا" (سفر الحكمة 8: 21)

St-Takla.org Image: "And as I knew that I could not otherwise be continent, except God gave it, and this also was a point of wisdom, to know whose gift it was: I went to the Lord, and besought him, and said with my whole heart" (Wisdom 8:21).

صورة في موقع الأنبا تكلا: آية "ولما علمت باني لا أكون عفيفا ما لم يهبني الله العفة وقد كان من الفطنة ان اعلم ممن هذه الموهبة توجهت الى الرب وسألته من كل قلبي قائلا" (سفر الحكمة 8: 21).

1- أتريد أيضًا أن نغض الطرف عن كل هذا، فلنفترض المستحيل ونجعل كل ألوان السعادة تنضوي تحت لواء الزواج: أطفال كثيرون وذوي وجوه حسنة، مال كثير، زوجة حكيمة وجميلة وذكية، اتفاق وتفاهم وعمر مديد، ولنضف أيضًا شرف الأصل والجاه العريض، ولنفترض أن الداء الذي يؤلمنا كلنا ألا وهو الخوف من انقلاب الأيام والحظ لا يثقل عليهم، ولنطرد كل موضوع للحزن وكل ما يسبب الهم والقلق ولنفترض أنه لن يكون هناك أي دافع أو موت مبكر يفصم هذه العلاقة الزوجية، وأنهما سيموتان في يوم واحد وأيضًا لأجل اكتمال بهجتهم يكون لهم أولاد ورثة لهم... وما النتيجة (لذلك)؟ ما المنفعة التي نجنيها من بهجة هكذا كاملة في لحظة خروجنا إلى العالم الآخر؟ أن نترك أولاد عديدين وأن يكون لنا زوجة جميلة، وأن تكون لنا كل تلك المميزات التي عددناها للتو، وأن نصل لسن الشيخوخة (سويًا).

 

2- بماذا يستطيع كل هذا أن يفيدنا في الدينونة في مقابل الأشياء الأبدية والحقيقية؟ لا شيء.

ألن يكون كل هذا مجرد ظل أو حلم؟ ثم في الدهور التي ننتظرها فوق والتي ليس لها نهاية لن نستطيع أن ننتزع من خيرات الأرض أي منفعة أو نحظى (منها) بأي تعزية. إنه يجب علينا أن يستوي لدينا تملك مثل هذه الخيرات الأرضية أو عدم تملكها.

فلنفترض أن رجلًا في بحر ألف سنة لم يكن له إلا حلم واحد ممتع، فهل نحن نقر له ونعتبر بأي ميزة لما لم يتمتع به في هذه الرؤيا، وحتى هذه الكلمات لم تعبّر تمامًا عما يجول بفكري، لأنه يوجد فرق شاسع بين الحلم والحقيقة، لا يوجد تناسب على الإطلاق بين حياة الأرض والحياة الأبدية، ولا حتى ليلة واحدة في ألف سنة لا تمثّل بالضبط وقت الأرضيات بمقارنته بالدهر الآتي لسبب مهم جدًا وهو أن الأبدية لا نهاية لها.

ليس قدر ونصيب العذراء هكذا، فهي تركت بالأولى تجارة العالم الزائلة من البداية (وعن طيب خاطر) ولكن فلنأخذ الأمور من البداية.

العذراء ليست مجبرة أن تستفهم عن عريسها ولا تخاف أن تكون مكروهة لأن عريسها هو الله وليس بإنسان، إنه السيد وليس رفيق في العبودية، وهذا هو الفرق بين العريسين، ولنعتبر (ننظر) أيضًا ظروف اتحادهما. وليس من سؤال عن كثرة الأطيان أو العبيد أو ما لديه من وزنات الذهب العديدة، ولكن السماوات والخيرات السمائية هي هدايا العريس لتلك الخطيبة. ومن ناحية أخرى فإن كانت المرأة المتزوجة تخاف الموت ضمن مسببات أخرى تحرمها من زوجها، فالعذراء تشتاق الموت، والحياة هي ثقل وعبء بالنسبة لها وهي تسرع بهذا القدر لرؤية عريسها وجهًا لوجه ولتستمتع بمجده.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/not-a-great-thing.html

تقصير الرابط:
tak.la/qdtay4q