1- "خشنة هي الملابس"! ولكن البتولية لا تُقيّم بالملابس أو بصبغ الجلد، بل هي في داخل النفس والجسد. ولأنه بالنهاية: أليست هذه سخافة (أن نحكم على المظهر الخارجي)؟ فإننا لا نحكم على الفيلسوف لا من شعره ولا من عصاته ولا من كيس طعامه، بل من سلوكه ومما في نفسه من الداخل. والجندي نقيّمه لا من ردائه ولا من جراب سيفه، بل من قوته وشجاعته. أما الشابة التي هي مثار إعجابنا فنعتبرها فاقت كل ما هو بشري لأنها أهملت تصفيف شعرها وخفضت عيونها حياء وترتدي ملابس قاتمة اللون، هل لمثل هذه الأسباب الظاهرية والثانوية ننسب إليها صفة العذراوية؟ أم بدلًا من ذلك نكشف ما بداخل نفسها ونبحث باعتناء عن ودافعها الخفية والعميقة من تصرفاتها؟
2- ولكن الذي وضع قوانين هذا الجهاد لم يسمح ولم يرد أن الذين تجردوا لهذا الجهاد أن يُحكم عليهم من ملابسهم بل من اعتقاداتهم ومن أنفسهم، وهو يقول: "كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء" (1كو 9: 25)، أي من كل ما يمكن أن يمرض نفسه، وأيضًا قال: لا يُكلل إن لم يجاهد قانونيًا.
حسنًا فما هي قوانين ذلك الجهاد؟ فلنسمع أيضًا كلماته أو بالحري كلمات المسيح نفسه الذي أسس هذا الجهاد: العذراء فلتكن مقدسة جسدًا وروحًا" (1كو 7: 34)، وأيضًا يقول: "والزواج فليكن مكرم والمضجع غير دنس" (عب 13: 4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/inner-character.html
تقصير الرابط:
tak.la/y8gzpzz