St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-virginity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب البتولية: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

4- الهراطقة الذين يراعون البتولية أسوأ حظًا من اليونانيين

 

St-Takla.org Image: The heretic - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 06 January 2025. صورة في موقع الأنبا تكلا: الهرطوقي - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 06 يناير 2025 م.

St-Takla.org Image: The heretic - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 06 January 2025.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الهرطوقي - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 06 يناير 2025 م.

1- كم أنتم أيضًا أسوأ حظًا من اليونانيين! فاليونانيين حتى لو رعبة جهنم تنتظرهم، فعلى الأقل هم يتمتعون بمسرات الحياة، فهم يتزوجون ويذوقون أفراح الثروة وكل مباهج الحياة (حرفيًا الوجود)، ولكن أنتم معذبون وتعانون الآلام والضيق من ناحيتين، هنا في هذا العالم اختياريًا وهناك في العالم الآخر بالرغم منكم. اليونانيون لن يحصلوا على مكافأة أو يتحملوا عقوبة كثمن للصوم وللبتولية (اللذين لم يلتزما بهما)، وأنتم على العكس، فهذا العمل الذي ترجون منه مديحًا أبديًا ستحتملون لأجله عقوبة عظيمة ومع الآخرين ستسمعون تلك الكلمات: "ابعدوا عني إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وكل ملائكته" (مت 25: 41)، لأنكم صمتم وحفظتم البتولية.

 

2- لأن الصوم والبتولية ليسا بخير أو شر في حد ذاتهما ولكن يصيرا خيرًا أو شرًا بحسب نية من يمارسونهما. وبالنسبة لليونانيين، فمثل هذه الفضيلة عقيمة لأنهم أبعدوا عن أنفسهم المكافأة لأنهم يمارسوها دون أن يكون خوف الله مُلهمهم في ذلك، أما أنتم فتحاربون الله وتستهزئون بأعماله، فلهذا أيضًا ليس فقط لن تجنوا أي مكافأة، بل أيضًا سُتعاقبون.

عقائديًا صرتم في مصاف الوثنيين وعلى مثالهم رفضتم الإله الحقيقي وقبلتم آلهة كثيرة. وبالنسبة لواقعية الحياة، فهم أفضل منكم فعقابهم سيكون قاصرًا على عدم حصولهم على أي مكافأة. أما أنتم فإضافة على ذلك عليكم أن تتحملوا العقاب، وهم قد استمتعوا بكل ملذات الحياة وأنتم سُتحرمون من خيرات هذه الحياة والحياة الأخرى.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

3- هل هناك عقاب أكثر مرارة من ألا يجني الإنسان من تعبه وعرقه إلا العذابات؟ الزناة والجشعون ومن يستغلون خيرات الآخرين ومن يسرق قريبه، يستمتع على الأقل بلذة ما وإن كانت بالحق قصيرة جدًا، لكنه يستمتع بها، وهم سيُعاقبون على الشرور التي تلذذوا بها في الأرض. ولكن الإنسان الذي ارتضى بالفقر طواعية من أجل أن يكون غنيًا في العالم الآخر، والذي تحمل حروب البتولية من أجل أن يكون في مصاف الملائكة، هذا الإنسان الذي فجأة وعكس كل التوقعات يرى نفسه معاقبًا لذلك المسلك الذي كان يأمل منه التمتع بخيرات لا حصر لها، فإنه من العسير أن نصف الآلام التي سيعانيها بتحمله العذابات على عكس كل آماله. وكم ستكون النار التي تعذب ضميره -كما اعتقد (أنا)- عندما يلاحظ أن الذين تحملوا تجارب وضيقات مشابهة لتلك التي له وهم بجانب المسيح، بينما هو عليه أن يتحمل عقوبة شديدة للأعمال التي هي بالنسبة لهم مصدر خيرات لا ينضب، و(يتحسر)كيف أن حياة صارمة جلبت له عقاب أشد من تلك التي عوقب بها الزناة والفاسقين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/heretics-who-observe-celibacy.html

تقصير الرابط:
tak.la/7pcct4c