 |
1- يجب إذن كما قلت إنه حتى ولو كانت تهم مماثلة لا تمثل أي خطر (بالنسبة لكم)، فيجب علينا على الأقل أن نمتنع من أجل الأسباب السابق ذكرها، ولكن بالحق فإن هذا الاتجاه هو جد خطير، فليس فقط سُيعاقب "الذي يجلس يتكلم على أخيه ولابن أُمه يضع معثرة" (مز 50: 20)، ولكن أيضًا الرجل الذي يتكلم بالسوء على الأعمال التي يستحسنها الله. اسمع بالحري ما يقوله نبي آخر: "ويل للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا، الجاعلين الظلام نورًا والنور ظلامًا، الجاعلين المر حلوًا والحلو مرًا" (إش 5: 20)، وأي شيء أكثر جاذبية وجمالًا ونورًا عن البتولية؟ فهي تشع ببريق أكثر بهاء من أشعة الشمس، وهي تحولنا عن كل الأرضيات وتدفعنا لنتأمل بلا انقطاع بعينين نقيتين شمس البر، وهذا الكلام قاله إشعياء وهو يوجهه لمن لهم آراء وأحكام فاسدة.
2- وهوذا نبي آخر يقول معاتبًا اليهود: "لقد سقيتم النذيرين خمرًا" (عا 2: 12)، فإن كان تقديم الخمر للنذيرين يؤدي إلى عذاب مثل هذا، فكم تكون العقوبة المستوجبة لمن يصب السم في نفوس البسطاء؟ وإن كان مجرد الإغضاء عن العمل بناموس النذر يتوجب عقاب لا يوصف، فكم تكون العقوبة المنُتظرة لمن مزقوا إربًا القداسة ذاتها؟ لقد قيل لنا إن من أعثر أحد هؤلاء الصغار، فخير له أن يعلّق حول عنقه حجر رحى ويغرق في لجة البحر (مت 18: 6)، فماذا نقول إذن لمن أعثروا ليس أحد هؤلاء الصغار ولكن أعدادًا غفيرة؟ إن كان تحميق الأخ يؤدي إلى نار جهنم مباشرة، فذاك الذي يسب هذا النمط من الحياة المعادل لحياة الملائكة، أي غضب هذا الذي سيجتذبه على رأسه؟
3- لقد تكلمت يومًا ما مريم ضد موسى (عد 12: 1)، (إنما) ليس بنفس القدر الذي تفعلونه الآن ضد البتولية، بل كلمات مريم كانت أقل حدة وبلهجة أكثر اعتدالًا، (فهي) لم تسخر من موسى ولم تستهزئ بفضيلة ذلك المطوّب إذ كانت تُكنّ له إعجابًا شديدًا، بل كل ما قالته إنها تتمتع بنفس المميزات التي يتحلى بها، فاجتذبت على نفسها غضب الله لدرجة أن الصلوات الحميمة لذاك الذي اُعتبر أنه أُهين منها، لم تستطع أن تشفع لها، بل إن عقوبة مريم طالت عما كان ينتظره ويتوقعه موسى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/great-danger.html
تقصير الرابط:
tak.la/hm65hmj
