![]() |
1- كيف تريدنا أن نكون بلا هم إن كنت أنت تضع علينا هماّ آخر؟ إن ذاك ليس همًا ومثل ذلك فإن التألم من أجل المسيح ليس ألم، ليس كأن طبيعة الأشياء قد تغيرت، لكن عزيمة من يحتمل هذه بفرح تتيح له الانتصار حتى على الطبيعة. إن الهم (القلق) على الأشياء التي فرحتها قصيرة وغالبًا غير موجودة تستحق بالصواب أن تُسمّى همّ ولكن ذاك الذي يجمع من (تلك) الهموم الأشياء المفيدة التي تعوض بسخاء، بكل صواب سيكون بارًا واعتقد بإدراجه ضمن الناس الخاليين من الهم.
فضلًا عن ذلك فإن الفرق بين هذين النمطين من الهموم من الدرجة بحيث أن الثاني إن قورن بالأول لا يستحق حتى أن يُدعى همًا، إذ أنه أكثر خفة عن الآخر ومن كل الوجوه أكثر احتمالًا. كل هذا سبق أن أظهرناه "غير المتزوج يهتم فيما للرب، أما المتزوج فيتهم في ما للعالم"، ولكن العالم يمضي والله دائم.
2- ألا يكفي هذا السبب بحد ذاته لكي يثبت القيمة العالية التي للبتولية؟ لأن البون شاسع بين الله والعالم، وعلى هذا القدر يعلو هذا الهم مقارنة بالآخر - كيف يمكن أن تسمح للزواج أن يبعدنا عن الأمور الروحية؟ إنه لهذا السبب يقول الرسول - قد أعلنت: "لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو 7: 29)، لكن الذين في السابق كانوا مقيدين أو في طريقهم ليكونوا هكذا بطريقة ما يجعلوا هذا القيد أكثر ارتخاء، حيث سيكون لك إمكانية أكثر للسعي بأن تجعله أكثر احتمالًا من أن تكسره مرة واحدة، لأننا نستطيع إن أردنا أن نقطع أنفسنا عن كل ما هو زائد ولا نضيف همومًا على الهموم التي تأتي علينا من طبيعة الزواج، همومًا أخرى أعظم سببها تهاملنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/free-from-worry.html
تقصير الرابط:
tak.la/rcdvvs8