St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-virginity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب البتولية: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

75- كيف يكون ممكنًا مَنْ له امرأة كأن ليس له

 

St-Takla.org Image: Jesus is the way, the truth, and the life (John 14: 6) - from "Illustrations of the Life of Christ", "From Christ in Art"; & "The Gospel Life of Jesus", artwork by Alexandre Bida, publisher: Edward Eggleston, New York: Fords, Howard, & Hulbert, 1874. صورة في موقع الأنبا تكلا: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6) - من كتب "حياة المسيح المصورة"، "من المسيح في الفن"، و"الحياة الإنجيلية ليسوع"، للفنان أليكساندر بيدا، إصدار إدوارد إجيلستون، نيويورك: فوردز، هاورد وهيلبيرت، 1874 م.

St-Takla.org Image: Jesus is the way, the truth, and the life (John 14: 6) - from "Illustrations of the Life of Christ", "From Christ in Art"; & "The Gospel Life of Jesus", artwork by Alexandre Bida, publisher: Edward Eggleston, New York: Fords, Howard, & Hulbert, 1874.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6) - من كتب "حياة المسيح المصورة"، "من المسيح في الفن"، و"الحياة الإنجيلية ليسوع"، للفنان أليكساندر بيدا، إصدار إدوارد إجيلستون، نيويورك: فوردز، هاورد وهيلبيرت، 1874 م.

1- إن أردنا أن نتعرف بوضوح أكثر عما يقصد بقوله: "من له امرأة كأن ليس له"، فلنفتكر في حياة المصلوبين (للعالم)، عن الذين ليس لهم. فما هي إذن تلك الحياة؟

إنهم ليسوا مجبرين لشراء عبيد كثيرين، حلي ذهبية، عقود من اللآلئ، مساكن فاخرة وواسعة، وأراضي شاسعة، وإذ يهملوا كل هذه الخيرات لا يهتمون إلا بلباسهم الوحيد وبقوتهم (إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما)، أنه من الممكن أيضًا للرجل الذي له زوجة أن يقبل هذه الحكمة، لأن الكلمة المذكورة أعلاه "لا يسلب أحدكم الآخر" (1كو 7: 5) تختص فقط بالعلاقات الجسدية - عن هذه النقطة يوصي الرسول الزوجين بطاعة متبادلة ولم يسمح لأحدهم بأن يكون سيد نفسه، ولكن من أجل ممارسة القواعد الأخرى للحكمة فيما يختص بالملابس ونوع الحياة وكل الأشياء الأخرى، فليس لأحد الزوجين أن يعطي حسابًا عن هذا لآخر! إنه مسموح للأزواج حتى ولو ضد إرادة نسائهم أن يستغنوا عن كل ترف مع جميع ما يرتبط بالترف، والزوجة من جانبها لا يمكن بالمثل أن يُفرض عليها رغمًا عنها زينات وحلي المجد الباطل وسائر الاهتمامات النافلة. وهذا صواب، لأن الشهوة غريزة طبيعية، لهذا يحق لها تساهل كبير، فأحد الزوجين لا يستطيع أن يسلب الآخر رغمًا عنه، بينما الرغبة في الترف وسبل الرفاهية الزائدة والاهتمامات الباطلة ليست طبيعية المنشأ ولكنها ناتجة عن تكاسل وكبرياء عظيمة، لهذا السبب فإن الرسول لم يجبر الزوجين أن يخضعا لبعضهما البعض في هذا الأمر كما أمرهم وأوصاهم في الآخر.

 

2- فهذا هو ما يعنيه قوله "من له زوجة كأن ليس له" أي رفض الاهتمامات الباطلة التي رخاوة النساء ونزواتها هي السبب، الاهتمامات الباطلة التي لا توافق ألا على تزايد الهم المفروض علينا طبيعيًا بخلاص نفس الشريك الآخر وبأن يبتغي حياة الحكمة والبساطة.

هذا هو فكر الرسول وما يلي يُظهره حسنًا: "والذين يبكون كأنهم لا يبكون والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون" (1كو 7: 30)، لأن الذين لا يفرحون لم يعودوا منشغلين بثروتهم والذين يبكون لا يستطيعوا أن يتألموا من الفقر ولا حتى يشمئزوا من التقشف. هذا هو معنى من له زوجة كأن ليس له ومن يستعمل العالم دون إفراط وانغماس فيه.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

3- المتزوج يهتم في ما للعالم وهكذا سواء هذا أم ذاك فالموضوع موضوع هم ولكن هنا "هم" باطل وغير مفيد، بل بالأحرى مصدر للضيق والقلق، لأن "مثل هؤلاء يكون لهم ضيق في الجسد" ولكن هناك على العكس يكون مصدر لخيرات لا يُنطق بها، فلماذا لا نفضّل هذا الهم الأخير الذي ليس فقط يمنحنا مكافآت عظيمة عديدة، بل بطبيعته أكثر خفة من الآخر؟ فبماذا تهتم المرأة غير المتزوجة؟ هل بالمال والخدم ورؤسائهم والممتلكات والأشياء الأخرى؟ هل لتلاحظ الطباخين ومن يعملون في صناعة النسيج وسائر الخدم؟ حاشا! فلا شيء من هذا يمس روحها، فليس لها إلا همًا واحدًا أن تبني نفسها وتزين هيكلها المقدس (إنسانها الداخلي) ليس بعقود من الذهب أو اللآلئ ومساحيق التجميل والماكياج وأثقال وتعاسات أخرى، بل بقداسة الجسد والروح.

 

4- بينما قال الرسول: "المتزوجة تهتم في ما للعالم كيف ترضي زوجها" (1كو 7: 34)، فبمنتهى المهارة لم يتعرض لفحص مثل هذه الأشياء ولم يقل أن النساء من أجل إرضاء أزواجهن يتألمن في أجسادهن وأنفسهن، هذا الجسد الذي يعذبنه ويلطخنه بمساحيق التجميل وبعذابات أخرى أيضًا، والنفس التي يعرضونها بشدة للدناءة والتملق والرياء والخسة والاهتمامات الزائدة وغير النافعة، وبالاختصار فإن الرسول اقترح كل هذا تاركًا لضمير سامعيه تقصي هذه الأمور حسنًا، بعد أن أظهر عظمة البتولية وسموها ومجدها حتى وصل بها للسماء ثم عاد للحديث عن السماح بالزواج وهو حريص دائمًا ألا يجعل البتولية كوصية ملزمة، ولم يكتفي بنصائحه السابقة، ولكن بعد الكلمات "ليس لدي أمر من الرب"، "إن تزوجت العذراء لم تخطئ"، فأضاف في هذا المقام "هذا أقوله لخيركم ليس لكي ألقي عليكم وهقًا" (1كو 7: 35).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/wife-as-if-none.html

تقصير الرابط:
tak.la/9gkbsvc