مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب البتولية: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "So when they had all done this together, and had craved mercy of the Lord with weeping and fasting, lying prostrate on the ground for three days continually" (2 Maccabees 13: 12) - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: آية من الكتاب المقدس: "ففعلوا كلهم وتضرعوا إلى الرب الرحيم بالبكاء والصوم والسجود مدة ثلاثة أيام بلا انقطاع" (المكابيين الثاني 13: 12). - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

1- إنه من المفضل أن نبحث كذلك هذه النقطة أيضًا: لماذا إذ أن "الزواج مكرم والمضجع غير نجس" (عب 13: 4) - لماذا لم يصرح بالعلاقة الزيجية أثناء فترة الصوم والصلاة؟ لأن هذا إذ تم سيكون شيئًا سخيفًا تمامًا، لأنه إن كان اليهود الذين كانت الاحتياجات الجسدية مغروسة في أعماقهم وكانت لهم الحرية أن يقتني الواحد زوجتين وإن شاء طردهما أو استبدلهما -كان لهم اهتمام عظيم بضبط النفس، فعند سماع الكلمات الإلهية كانوا يمتنعون عن العلاقات الزيجية التي هي شرعية، وكان الامتناع ليس ليوم أو يومين بل لأيام عديدة. أما نحن الذين تكملنا بفيض النعمة الإلهية وأخذنا الروح القدس- نحن الذين متنا ودفنا مع المسيح واُعتبرنا مستحقين للتبني الإلهي وارتفعنا إلى مثل هذه الكرامة العظيمة، وبعد كل هذه النعم، ويا لها من نعم، لا نصل بعد كل هذا حتى لمستوى الغيرة والحماس الذي أظهره هؤلاء الأطفال الصغار (يقصد اليهود).

2- وإن كان هناك أيضًا إصرار للبحث لمعرفة السبب الذي لأجله قد منع موسى على اليهود مثل تلك العلاقة الزيجية فأجيب: حتى لو كان الزواج مكرمًا، فإن منتهى طموح الشخص الذي يمارسه هو تحاشي النجاسة، ولكن صنع القديسين ليس في قدرة الزواج بل البتولية. وليس موسى فقط هو الذي يبشر بهذا التعليم، بل اسمع ما يقوله يوئيل "قدسوا صومًا نادوا باعتكاف، اجمعوا الشعب، احشدوا الشيوخ" (يؤ 2: 15-16). ولكن ربما تريد أن تعرف أين الموضع الذي أمر فيه بعدم الاقتراب من امرأة؟ "ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها" (يؤ 2: 16)، وهذه الكلمات تذهب إلى أبعد مما أمر به موسى. لأن العريس والعروس وهما في قمة الاشتعال بالشهوات الجسدية حيث حميتهم الشبابية على أشدها ورغبة العشق والحب لديهم لا تُقاوم - لا يجب أن تكون لهم علاقات زيجية في فترة الصلاة والصوم، فكم بالأولى يكون المنع شيئًا مفروغًا منه بالنسبة لكل الآخرين الذين لا يتعرضون بنفس القدر لإلحاحات العلاقة الزيجية الضاغطة.

من يرغب أن يصلي كما يجب ويصوم -يجب أن يلقي عنه كل رغبة أرضية- وكل اهتمام وكل أسباب التشتت وليعتزل من كل شيء وليخلو تمامًا بنفسه ليتقدم أمام الله. لهذا السبب فإن الصوم شيء حسن إذ ينزع من النفس كل الاهتمامات وينفض الفتور الذي يغمر روحنا ويركز فكرنا كله في داخلنا. هذا هو ما قصده بولس الرسول عندما أوصى بالامتناع عن العلاقات الزيجية مستخدمًا تعبيرًا مناسبًا تمامًا، وهو لم يقل "لكي لا تكونوا نجسين" بل قال "لكي تتفرغوا للصوم والصلاة"وكأن الاقتراب للزوجة ليس سبب للنجاسة وإنما هو تضييع وقت.

بولس ينهي عن العلاقات الزيجية لمن يريدون تكريس وقتهم للصلاة

البتولية: للقديس يوحنا ذهبي الفم كتب القمص أنجيلوس المقاري

"لا يسلب أحدكم الآخر" هي حض على البتولية