مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العناية الإلهية: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

St-Takla.org Image: Gold-beater - History of Rome, and of the Roman people, from its origin to the invasion of the barbarians (Volume 4), book by Jean Victor Duruy, 1884. صورة في موقع الأنبا تكلا: طرق الذهب - من كتاب تاريخ روما، والشعب الروماني، من نشأته إلى غزو البرابرة (جزء 4)، جان فيكتور دوروي، 1884 م.

1- لم يبحث الأبرار كيف وبأي وسيلة تتحقق مواعيد الله. حتى عندما كانوا يرون كل الأمور قد تعقدت للغاية بحسب الفكر البشري، لم يتأثروا ولا اضطربوا بل احتملوا (كل هذا) في سمو. ودليلهم على المستقبل المبُشر هو قدرة ذاك الذي وعد. لهذا لم ييأسوا أمام تكذيب الأحداث للوعود.

2- لقد عرفوا غنى طرق الله وحكمته، فإنه حتى إن بدا الموقف مناقضًا للوعد، لكن الله قادر أن يحوله لحال أفضل، وأن ما وعد به الله يمكن أن يتحقق في سهولة بالغة.

وأنت أيضًا يا عزيزي، إن زادت تجاربك في هذه الحياة مجّد الله، وإن صارت الأحداث نحو الأسوأ أشكره أيضًا ولا تعثر، عالمًا أن عناية الله لا نهائية، ولا يمكن تفسيرها، وأنها حتمًا تبلغ إلى الهدف المناسب سواء في الحياة الحاضرة أو في الحياة الآتية.

3- نقول لمن فقد صبره وهو يسمعنا نتحدث عن الحياة العتيدة مشتهيًا في خوفه أن يرى تحقيق الأمور، أن الحياة الحقة والحقائق الدائمة تنتظرنا في المستقبل. فإن الحياة هنا وأمورها مجرد طريق، أما وطننا فهو في الدهر الآتي. أمور هذه الحياة تشبه زهور الربيع (التي تذبل سريعًا)، أما أمور الحياة الأخرى تشبه صخورًا لا تتزعزع. هناك أكاليل ومكافآت أبدية، هناك ثمن الجهاد والكفاح، أما هنا فالعقوبات والتأديبات الشاقة محفوظة لمن تصرفوا بطريقة خاطئة.

4- لكن ماذا ستقول عن الذين لم يكفوا عن التعثر؟⁽⁸⁵⁾ إنك لا تحدثني عن الذين وسامهم لامع وتذكر لي من كانوا لابسين قناع التقوى والآن هزمهم الخطأ!

 ألم تر الذهب يُصفى، والرصاص يُكشف عنه؟ والتبن يفصل عن القمح، والذئاب عن الخراف والمرائين عن الذين يعيشون في تقوى حقيقية؟ عندما ترى العثرات التي يسببها هؤلاء، فكر في الكرامة التي يتمتع بها أولئك (الذين صمدوا في وجه العثرات).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

5- لقد سقط البعض لكن كثيرون لا يزالون قائمين، مهيئين أنفسهم لأعظم جعالة إذ أنهم لم يتزعزعوا، لا بقوة الأعداء ولا بقسوة الأحداث.

أما الذين تعثروا فليتأملوا في حالهم. إن الثلاثة فتية قد أُبعدوا في الواقع عن الكهنة والهيكل والمذبح وكل فروض الناموس، وهم متروكين في بلد بربرية ومع ذلك ظلوا متمسكين بوصايا الناموس بدقة. وأيضًا دانيال وغيره كثيرون. لقد سُبي البعض منهم ولم يخطئوا، بينما الذين بقوا في ديارهم وتمتعوا بخيرات بلادهم ضلوا واستحقوا أن يدانوا (ويُعاقبوا).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(85) هذا اعتراض يتخيله ذهبي الفم موجه إليه وسيرد عليه في السطور التالية.

لماذا سمح الله بوجود الأشرار والشياطين في العالم؟

العناية الإلهية: للقديس يوحنا ذهبي الفم كتب القمص أنجيلوس المقاري

أبرار العهد القديم انتظروا نهاية الأحداث

---