![]() |
21- لقد قلت هذا من قبل وأقوله الآن وسأقوله مرارًا، أنه ما لم يصحح المرء عيوب شخصيته وينمي عاطفة سخية نحو الفضيلة، فلا تدعه يعتمد لأن الحميم يمكنه أن ينزع الخطايا السابق اقترافها، لكن لا يوجد خوف قليل أو خطر تافه في السقوط ثانية في نفس الخطايا، وحينئذ يصير العلاج جرحًا لنا. لأن الذين يخطئون بعد المعمودية تتناسب عقوبتهم مع عظمة النعمة التي نالوها.
22- ولكي لا نعود إلى قيئنا القديم فلنعلّم أنفسنا الآن. ينبغي أن نتوب ونحفظ أنفسنا بعيدًا عن خطايانا السابقة وبهذه الطريقة نقترب إلى النعمة. اسمع ما يقوله يوحنا المعمدان وما يقوله بطرس أول الرسل لأولئك الذين على وشك أن ينالوا (نعمة) المعمودية. لأن يوحنا المعمدان يقول: "اصنعوا أثمارًا تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا لنا إبراهيم أبًا" (مت 3: 8-9). وأيضًا بطرس الرسول قال لأولئك الذين سألوه ماذا يفعلون: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح" (أع 2: 38). أما الذي يتوب لا يعود له أي تعلق بنفس الخطايا التي تاب عنها ولهذا السبب نحن تلقينا أمرًا أن نقول: "أجحدك أيها الشيطان" لكي لا نعود إليه مرة أخرى.
23- دع نفس الأمر الذي يحدث فيما يختص بالرسامين يحدث الآن. فهم يقيمون ألواحًا خشبية ويرسمون حولها خطوطًا بيضاء ويخططوا إطار الصورة الملكية قبل أن يطلوا بالألوان، ولهم مطلق الحرية في محو الصورة واستبدالها بأخرى وتعديل ما صار رديئًا. لكن بعد أن يمضوا ويطلوا بالأوان فلا يمكنهم أن يمحوا أو يستبدلوا شيئًا إذ أنهم بعملهم هذا سيشوهون جمال الصورة وتصير موضع نقد.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
24- افعلوا أنتم نفس الشيء. اعتبروا أن أرواحكم هي صورة، فقبل أن ترسموا باللون على الروح، امحوا أولًا العادات السيئة التي زرعت فيها سواء كان حلفان، كذب، شتيمة، لغة بذيئة، كلام هزء، أو أي أشياء أخرى مشينة تعودنا عليها. امحوا العادة لكي لا تعودوا إليها بعد المعمودية. إن الحميم يلاشي الخطايا لكن ينبغي عليك أن تصحح العادة لكي بعد طلاء اللون ولمعان الصورة الملوكية، لا تعودوا أبدًا بعد ذلك لمحوها لئلا تسبب جروحًا وندبًا في الجمال الذي أعطاه الله لك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/97x9jfd