![]() |
25- أوقف غضبك وأكمد سخطك. إن أساء إليك أحد وعنفّك فابك لأجله. لا تغتظ بل أظهر له شفقة لكي لا تصير ساخطًا وتقول: إن نفسي قد تأذت. لا يمكن لنفس أحد أن تتأذى ما لم نؤذ نفوسنا. كيف يكون الأمر هكذا؟ دعني أخبرك بهذا. هل سرق أحد ثروتك؟ إنه لم يؤذ نفسك، بل أذى حافظتك، ولكن إن حملت ضغينة ضده فقد آذيت نفسك ذاتها. إن فقدان الثروة لا يؤذيك في نفسك، بل بالعكس يساعدها. لكن إن لم تضع غضبك جانبًا، ستدفع لذلك ثمن عقوبة الضغينة التي تحملها بعد ذلك. هل أساء إليك أحد وأهانك؟ إنه لم يؤذ لا نفسك ولا جسدك. لكن هل رديت له إهاناته وإساءاته من نفس الصنف؟ إذًا فقد آذيت نفسك وستدفع العقوبة -بعد ذلك- ثمنًا للكلمات التي تفوهت بها.
26- إنني أرغب فوق كل شيء أن تفهموا أنه ليس لأحد قوة أن يؤذي نفس المؤمن المسيحي ولا حتى إبليس نفسه. إنه شيء عجيب إذ ليس فقط أن الله جعلنا غير مقهورين من أية خيانة، بل قد أهلنا لممارسة الفضيلة. إن وافقنا فلا يوجد شيء يمكنه أن يوقفنا (عن ممارسة الفضيلة) حتى لو كنا فقراء، ضعاف الجسد، منبوذين، بلا اسم أو حتى إن كنا عبيد. لأنه لا الفقر أو الضعف الجسدي أو العاهات الجسدية أو العبودية أو أي شيء آخر من مثل هذه الأشياء يمكن أن يكون عقبة للفضيلة.
27- لماذا أتكلم عن الإنسان الفقير والعبد والذي بلا اسم؟ بل حتى لو كنت في السجن فلا توجد عقبة للسعي إلى الفضيلة. دعني أخبرك كيف يكون الأمر هكذا. هل يوجد أحد من أهل بيتك آذاك وأسخطك؟ تخلى عن غضبك ضده فلا السجن أو الفقر أو نقص الشهرة يكون عقبة لتصرفك هكذا. إن كان الأمر كذلك فلماذا تدعو هذه الأشياء عقبة بينما هي على العكس تساعدنا وتعمل في صفنا لقمع غرورنا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
28- هل ترى بعضًا من الآخرين ينعمون بالثروة؟ لا تحسده لأن الفقر ليس عقبة، ولذا عندما يحين وقت الصلاة افعل هذا بقلب يقظ وصاح ولن يوجد شيء هنا يعيقك. أظهر وداعتك وكل رقة قلبك وتعففك وقداستك وهذه الأمور لا تحتاج لوسائل أو معونة خارجية. هذا هو أكثر الأمور أهمية عن الفضيلة وهو أنها لا تحتاج لثروة أو قوة أو مجد أو أي شيء آخر من مثل هذه الأشياء الأخرى. يكفي أن تكون النفس مقدسة والفضيلة لا تطلب شيء آخر سوى هذا.
29- لاحظوا جيدًا أن نفس هذا الأمر يسري في حالة النعمة وحتى لو كان الإنسان أعرج أو عينيه مقلوعتين أو مشوه أو صار في منتهى الضعف فلا شيء من هذه يمنع النعمة من الإتيان إلى النفس. لأن النعمة تطلب فقط النفس المشتاقة للأخذ وتتجاهل كل الأمور الظاهرية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8gvdg49