![]() |
12- إن شئتم دعوني أولًا أخبركم بالأسماء التي نعطيها لهذا التطهير السري، لأنه ليس له اسم واحد بل يتم الحديث عنه بطرق كثيرة ومختلفة. إن هذا التطهير يُدعى حميم الميلاد الثاني، فبولس الرسول يقول "إنه خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تي 3: 5) إنها تُدعى استنارة وبولس الرسول دعاها هكذا إذ قال "ولكن تذكروا الأيام السالفة التي فيها بعدما أُنرتم صبرتم على مجاهدة آلام كثيرة" (عب 10: 32) وأيضًا يقول "لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة" (عب 6: 4-6). وتُدعى أيضًا معمودية "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غلا 3: 27)، وتُدعى أيضًا دفن وبولس الرسول يقول "ودفنا معه بالمعمودية للموت" (رو 6: 4)، وتُدعى أيضًا ختان "وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع باليد بخلع جسم خطايا البشرية" (كو 2: 11) وتُدعى أيضًا صليب "إن إنساننا العتيق قد صُلب ليبطل جسد الخطية" (رو 6: 6).
13- توجد أشياء كثيرة ليست نجسة بالطبيعة، لكن لأن الضمير ضعيف تُعتبر نجسة. إن الأقنعة وكل العفاريت الأخرى والتي هي بالطبيعة ليست مخيفة بل هي في عيون الأطفال مخيفة، فهذا راجع إلى ضعفهم الطبيعي. كذلك أيضًا في حالة الأشياء التي ذكرتها. فعلى سبيل المثال أن تلمس جثة فليس هذا نجاسة بالطبيعة، بل عندما تصيب ضميرًا ضعيفًا تجعله يتنجس عندما يلمس الجثة. إن نفس من أقام الناموس قد أوضح أن لمس الجثة ليس هو بالطبيعة فعل نجاسة، وذلك عندما حمل معه رفات يوسف ومع ذلك لم يتنجس.
14- وهكذا بولس في حديثه عن هذه النجاسة التي لا تأتي من الطبيعة بل من ضعف الضمير مضى قائلًا: "ليس شيء نجسًا بذاته إلا من يحسب شيئًا نجسًا فله هو نجس" (رو 14: 14). هل ترون أن النجاسة لم تأت من طبيعة الأشياء بل من ضعف الذهن؟ وأيضًا بولس الرسول يقول "كل الأشياء طاهرة لكنه شر للإنسان الذي يأكل بعثرة" (رو 14: 20). هل ترون أنه ليس الأكل بل الأكل بعثرة هو سبب النجاسة؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7w84jjx