15- هكذا النجاسة التي يتطهر منها اليهودي بالحميم، لكن حميم النعمة لا يزيل مثل هذه الشائبة، بل يزيل النجاسة الحقيقية للجسد والتلوث الذي وضع على النفس. إنها تطهر ليس فقط الذين لمسوا جثث الموت، بل (أيضًا) أولئك الذين اقترفوا أعمال الموت. حتى لو كان مأبون أو زاني أو عابد أوثان أو عمل فعلًا مميتًا أو كائن فيه كل الخبث البشري، فبعد أن ينزل إلى حميم الماء، يخرج من هذا الماء الإلهي أطهر من أشعة الشمس.
![]() |
16- ولكي لا تظنوا إنني أتكلم افتخارًا، فاسمعوا ما يقوله بولس عن قوة هذا الحميم "لا تضلوا. لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت السموات" (1كو 6: 9-10). وربما تتساءل ما دخل هذا بما قلته؟ برهن على ما نطلبه وهو أن قوة هذا الحميم تطهر من كل هذه الخطايا.
اسمعوا إذن الآية التالية حيث يقول بولس "وهكذا كان أناس منكم لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا" (1كو 6: 11).
17- لقد وعدنا أن نبين (كيف) أن أولئك الذين يدخلون هذا الحميم يصيروا متطهرين من كل زنا، لكن حديثنا برهن على أكثر من هذا، إذ أنهم ليس فقط تطهروا بل صاروا أيضًا مقدسين وتبرروا، لأن بولس لا يقول فقط "اغتسلتم" بل قال أيضًا "بل تقدستم بل تبررتم".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
18- أي شيء يمكن أن يكون غير متوقع أكثر من التبرير الذي يأتي من الولادة بدون كد أو عرق أو أعمال صالحة؟ لأنه هكذا هي المحبة الحانية للعطية الإلهية أن تجعل الناس أبرارًا دون بذل جهد من جانيهم. إن كان خطاب من الإمبراطور يتكون من كلمات قليلة يمكنه أن يطلق سراح المتهمين بجرائم كثيرة، بل ويقلد (أي ينّصب) آخرين أرفع المناصب، فهكذا بالأولى جدًا روح الله القدوس الذي يمكنه أن يصنع كل الأشياء ويفصلنا (أي يخلصنا) من كل شر ويمنحنا تبريرًا فائضًا ويعطينا دالة عظيمة. وكما أن النيزك الذي يسقط في عرض البحر ينطفئ في الحال ويختفي إذ يغوص في أعماق المياه، كذلك الإثم البشري عندما ينزل إلى حميم المياه الإلهية، فإنه يغرق ويختفي (يتلاشى) بسرعة عظيمة وبسهولة أكثر من النيزك الذي تحدثت عنه.
19- وقد يقول شخص ما: ولماذا -إن كان الحميم ينزع كل خطايانا- لا يُدعى حميم مغفرة الخطايا أو حميم التطهير بدلًا من حميم الميلاد الثاني؟ السبب هو أن هذا الحميم ليس فقط يغفر خطايانا أو يطهرنا فقط من تعدياتنا بل هو يجعلنا كما لو كنا قد ولدنا من جديد، لأنه يخلقنا من جديد ويعيد تشكيلنا، ليس من التراب يصنعنا، بل يخلقنا من عنصر مختلف من طبيعة الماء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5jj4dvb