12- لقد سمعتم اليوم أن بولس الطوباوي الذي خطب الكنيسة للمسيح كعروس لعريسها (2كو 11: 2) يخبرنا في رسالته إلى أهل كورنثوس قائلًا "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو 5: 17) ولكي يمنعنا من تفسير هذا النص وتطبيقه على خليقة مرئية فقال "إن كان أحد في المسيح" يعلّمنا بهذا أن أي شخص انحاز إلى جانب أولئك الذين يؤمنون بالمسيح فهو مثال للخليقة الجديدة. أخبروني إن رأينا سماوات جديدة وأجزاء أخرى من خليقته، هل في هذا منفعة يمكن أن تباري المنفعة التي ننالها من رؤية إنسان تحول من الشر إلى الفضيلة ومن جانب الضلال إلى جانب الحق؟ هذا ما دعاه بولس الطوباوي خليقة جديدة، لذلك مضى في الحال قائلًا "الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو 5: 17). لهذا هو يظهر باختصار أن أولئك الذين بإيمانهم في المسيح قد خلعوا عنهم حمل خطاياهم مثل رداء قديم والذين قد تحرروا من ضلالهم واستناروا بنعمة التبرير قد لبسوا هذا الرداء الملوكي اللامع الجديد - لهذا السبب قال بولس "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو 5: 17).
 |
13- كيف لا يصير شيئًا جديدًا ولم يُسمع به ذاك الذي كان بالأمس واليوم الذي قبله يقضي وقته في حياة الشر والخلاعة، يتبنى فجأة حياة العفة والبساطة (الطهارة)؟ كيف لا يصير شيئًا جديدًا ولم يُسمع به ذاك الذي كان في السابق شهواني ومنهمك في ملذات هذه الحياة، يرتفع فجأة فوق أهوائه وكأنه غير ملتحف بالجسد يسعى بمثابرة في حياة العفة وضبط النفس؟
14- هل ترون كيف صارت الخليقة الجديدة شيئًا حقيقيًا؟ إن نعمة الله قد دخلت هذه النفوس وسبكتها من جديد وشكّلتها وجعلتها مختلفة عما كانت عليه من قبل. إنها لم تغير طبيعتهم (الجسدية) بل غيرت الإرادة. إنها لم تعد تسمح لعيني الذهن (التي تميز الأمور) أن تتبنى رأيًا خاطئًا، بل بانقشاع الضباب الذي كان يعمي عينيها، فإن نعمة الله جعلت عيني الذهن تريان القباحة المشوهة (التي) للشر، وإشراق جمال الفضيلة على حقيقتها كما هما.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
15- هل ترون كيف يصنع الرب الخليقة الجديدة؟ اخبروني من سواه الذي اقنع الإنسان الذي أمضى كل عمره في ملذات هذا العالم وعبد الحجارة والخشب معتقدًا أنهم آلهة، للارتفاع فجأة لمثل هذا العلو من الفضيلة حتى أنه يحتقر ويسخر من كل هذه الملذات ويرى الحجارة على أنها مجرد حجارة وبنفس الطريقة يرى الخشب على أنه خشب وليس إله؟ وبناء على ذلك فهو يعبد الآن خالق كل هذه الأشياء ويضع إيمانه به فوق كل الأشياء في هذه الحياة؟
16- هل ترون لماذا الإيمان بالمسيح والعودة إلى الفضيلة يُدعيان خليقة جديدة؟ لذلك إنني أحث كلًا منكم يا من قد اعتمدتم من قبل وأنتم أيضًا الذين تستمتعون الآن بنعمة الرب بسخاء، لنسمع كلينا لحث الرسول الذي يخبرنا "الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا" لننسى الماضي كله وكمواطنين في عالم جديد لنعيد تشكيل حياتنا ولنضع في اعتبارنا كرامة الساكن فينا في كل قول نقوله وعمل نعمله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cmtt3x8
