![]() |
22- بعد عقد الجحد (للشيطان) والالتصاق (بالمسيح) وبعد أن اعترفتم بتملك الرب عليكم ولصقتم أنفسكم بالمسيح بالكلمات التي نطقتموها والآن كما لو كنتم محاربين تم اختياركم للمضي إلى حلبة المصارعات الروحية، فإن الكاهن يدهنكم على جباهكم بزيت الروح ويرشمكم (بعلامة الصليب) قائلًا: فلان الفلاني يُمسح باسم الآب والابن والروح القدس.
23- إن الكاهن يعلم أن العدو من الآن سيصير شرسًا ويجز أسنانه مثل أسد زائر عندما يرى من كانوا خاضعين في السابق لسلطانه قد عصوه فجأة وهم ليس فقط يتنكرون له، بل انضموا إلى جانب (عدوه) المسيح. لذلك فإن الكاهن يمسح الجبهة ويرشمكم بعلامة الصليب لكي ما يحول الشيطان عينيه عنكم، لأنه لا يجرؤ على التطلع إلى وجوهكم عندما يرى النور الساطع يشع منه ويعمي عينيه. لذلك من الآن فصاعدًا سينشب هناك نزاع وعراك معه، لهذا السبب فإن الكهنة يقودونكم إلى حلبة المصارعات الروحية كمصارعين لحساب المسيح بقوة هذه المسحة.
24- بعد هذا في ظلام الليل ينزع (الكاهن) عنك رداءك كما لو كان سيقودك إلى السماء ذاتها عن طريق الطقس ليجعل جسدك كله يُدهن بزيت الزيتون الروحي لكي تتقوى كل أطرافك ولا تنهزم من السهام التي يوجهها نحوك المعاند.
25- بعد هذا يُنزلك الكاهن إلى الماء المقدس ليدفن الإنسان العتيق وفي نفس الوقت يقيم الإنسان الجديد الذي تجدد على صورة خالقه. إنه في هذه اللحظة عن طريق كلمات ويد الكاهن يحل عليك الروح القدس. وعوض الإنسان الذي نزل الماء يطلع إنسان مختلف، إنسان مُحي كل دنس خطاياه، إنسان خلع عنه رداء الخطية القديم وارتدى اللباس الملوكي.
26- ولكيما تتعلم من هذا أن جوهر الآب والابن والروح القدس هو واحد، فإن المعمودية تتم على النحو التالي: عندما يقول الكاهن فلان الفلاني يُعمد باسم الآب والابن والروح القدس، فهو يغطس رأسك في الماء ثلاث مرات ويصعدها من الماء ثلاث مرات ليعدّك بهذا الطقس السرائري أن تنال حلول الروح عليك، لأنه ليس الكاهن فقط هو الذي يلمس رأسك بل المسيح أيضًا نفسه بيده اليمنى. وهذا الأمر يتوضح من نفس كلمات الكاهن المعمد فهو لا يقول: "إنني أعمد فلان" بل يقول: "فلان الفلاني يُعمّد" مظهرًا بهذا أنه مجرد خادم للسر. وهو يضع يده لأنه قد رُسم بالروح لهذه الغاية أن الذي يتمم كل شيء هو الآب والروح القدس الثالوث غير المنقسم.
إن الذي يُعطي نعمة الغفران هو الإيمان بهذا الثالوث وهذا الاعتراف (بالثالوث) ذاته هو الذي يمنحنا هبة التبني لله.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
27- ما يلي ذلك كافٍ لأن يظهر لنا ما الذي تحرر منه أولئك الذين اُعتبروا جديرين لهذا الطقس السرائري وما الذي نالوه لأنه بمجرد صعودهم من الماء المقدس يحتضنهم كل الحاضرين ويقبّلونهم ويحيّونهم ويفرحوا معهم ويهنأونهم، لأن أولئك الذين كانوا في السابق عبيدًا وأسرى (لإبليس) قد صاروا فجأة أناس أحرارًا وأبناء لله ومدعوين للمائدة الملوكية. لأنهم بعد صعودهم من الماء المقدس مباشرة يؤخذون إلى المائدة المهيبة المحملة بأنعام لا تُعد حيث يأكلون جسد الرب ويشربون دمه ويصيروا مسكنًا للروح القدس. وحيث أنهم لبسوا المسيح نفسه فحيثما ذهبوا فهم مثل ملائكة على الأرض ومنافسين لأشعة الشمس في ضيائها.
_____
(98) هذه المسحة وهذا الزيت هو زيت الاستحلاف بخلاف زيت المسحة المقدسة (الميرون).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7sg7c9p