17- دعوني الآن أن أحدثكم عن الأسرار نفسها والعقد الذي سيتم بينكم وبين الرب. عندما يرغب شخص -فيما يختص بالشئون الدنيوية- أن يوكل أعماله إلى أي شخص فينبغي أن يكتب عقدًا بين صاحب العمل ومن سيعمل لديه. نفس الشيء ينطبق هنا الآن حيث الرب مزمع أن يوكل إليكم ليس أمورًا فانية خاضعة للفناء والموت، بل أمورًا روحية تنتمي إلى الأبدية - لذلك هذا العقد يُدعى أيضًا الإيمان(97)حيث ليس له شيء مادي بل كلها أشياء تُرى بعيني الروح. ينبغي أن تكون هناك اتفاقية بين الأطراف المتعاقدة. مع ذلك فهذا العقد ليس مكتوبًا على ورق أو بحبر لكن هو عقد مع الله مكتوب بالروح. إن الكلمات التي تنطقونها هنا تسجلت في السماء والاتفاقية التي صنعتموها بألسنتكم تبقى غير ممحاة عند الرب.
 |
18- انظروا هنا أيضًا الوضع الظاهري للعبودية. إن الكهنة يُدخلونكم ويأمرونكم أولًا أن تصلوا وأنتم ساجدين على ركبكم وأيديكم ممدودة نحو السماء ولتذكروا أنفسكم بوضعكم (هذا) من أي شر تحررتم وإلى صلاح ستكرسون أنفسكم. ثم يأتيكم الكاهن الواحد بعد الآخر ويسألكم عن عقدكم واعترافكم ويُعدّكم لنطق تلك الكلمات الرهيبة المخيفة والتي تقول "أجحدك أيها الشيطان".
19- إن دموعًا وتأوهًا مرًّا يجتاحني الآن لأنني تذكرت اليوم الذي حُسبت فيه أنا أيضًا مستحقًا أن أنطق هذه الكلمات. عندما انظر حمل الخطايا الذي وضعته على كاهلي منذ ذلك الوقت إلى الآن، فإن ذهني يرتبك ويتوجع قلبي عندما أرى أي خزي جلبته على نفسي بإهمالي المتواصل. لذلك أطلب منكم أن تظهروا نحوي بعض الجود خصوصًا وأنتم على وشك أن تلاقوا الملك، وهو سيستقبلكم بشوق عظيم وسيلبسكم هذا الثوب الملكي ويعطيكم عطايا على قدر ما ترغبون ومن أي صنف تريدون، إنما فقط إن طلبنا أشياء روحية. أسألوه نعمة لأجلي أن لا يطلب مني حسابًا عن خطاياي بل يمنحني الغفران ويجعلني جديرًا بمعروفه. لست أشك أنكم ستفعلون هذا لأنكم أظهرتم ودًا عظيمًا (عميقًا) لمن يعلمونكم.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
20- والآن لنعود مرة ثانية إلى مجرى الحديث... إن الكاهن آنذاك يجعلك تقول: "أجحدك أيها الشيطان وكل قوتك وأجحد خدمتك وأعمالك وبهرجاتك". إن هذه الكلمات وإن كانت قليلة، لكن قوتها عظيمة. إن الملائكة والقوات غير المرئية الواقفة بجانبكم تتهلل لكلامكم هذا وتستقبل هذه الكلمات من أفواهكم وتحملها لرب الكل حيث تُسجل في أسفار هناك في السماء.
21- هل ترون ما هي بنود الاتفاقية؟ فبعد جحد الشيطان وكل الأشياء التي تهمه يجعلكم الكاهن تقولون أيضًا "وأدخل في خدمتك أيها المسيح". هل ترون الصلاح غير المحدود لله؟ إذ ينال منكم مجرد هذه الكلمات فيتعهدكم هكذا بكنوزه الحقيقية! وقد نسى كل جحودكم السابق ولا يذّكركم بشيء من أعمالكم الماضية بل يقنع بهذه الكلمات القليلة.
_____
(97) هذا يشير بالتأكيد إلى طقس الجحد والالتصاق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jafm78k
