 |
الفصل الأول:
سؤال: ما إذا كان كل فرد نال المعمودية بحسب إنجيل يسوع المسيح مُلزم بأن يموت للخطية ويحيا لله في المسيح يسوع؟
1- إن كنا نحن الذين نرغب ملكوت الله نسعى إلى طلب نعمة المعمودية تحت ضرورة ملزمة لجميعنا بمقتضى وصية الرب الذي قال "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5)، فنحن كذلك ينبغي لنا بالمثل أن نسلك وفق نفس التعليم المختص بالمعمودية والذي قد صاغه الرسول لكل الذين اعتمدوا بقوله لهم "أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ. فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ..." (رو 6: 3-4). وفي موضع آخر ينقل لنا نفس التعليم بتوضيح أكثر وبطريقة مؤثرة جدًا فيقول "لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (غلا 3: 27-28). وبطريق مماثلة يؤكد أيضًا موجهًا كلامه للكل "وَبِهِ أيْضًا خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ. مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ" (كو 2: 11-12). بالتالي فكل شخص اعتمد بمعمودية الإنجيل ينبغي له أن يحيا بمقتضى الإنجيل كما يشير إلى ذلك الأمر هذا التصريح الآخر "أشهد أيضًا لكل إنسان مختتن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس" (غلا 5: 3).
2- لذلك ينتج من هذا بوضوح أن كل من اعتمدوا -بمثل ما هو مكتوب- في المعمودية الواحدة (أف 4: 5)، يكونوا مرتبطين أيضًا بإقتدائهم بمن مات وقام لأجلنا وإتمام ما كتبه نفس الرسول بقوله "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ" (2كو 5: 14-15). وإن كان من أتم الختان بحسب ناموس موسى في جزء من جسمه مُلزم بإتمام الناموس كله، فكم بالأولى من أتم الختان بحسب المسيح -والذي هو بمثلما هو مكتوب عبارة عن خلع الجسم كله لجسد الخطية (كو 2: 11)- يكون ملزمًا بإتمام كلمة الرسول القائلة "إنني صُلبت للعالم والعالم لي، فلم أعد أحيا أنا بل المسيح يحيا فيّ!" (غلا 6: 14؛ 2: 20). لهذا السبب فمن هو بالمعمودية قد اعتمد حقًا لموت المسيح (رو 6: 3)، (عليه أن) يميت نفسه أيضًا عن الخطية بحسب ما قاله نفس الرسول في حديثه عن المعمودية "إن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضًا للخطية (رو 6: 6). أضف إلى هذا أنه مرتبط بعهد غير قابل للانتهاك ليتبع الرب في كل شيء بمعنى أنه يحيا لله بالكامل متممًا ما قاله الرسول سواء قوله "فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ" (رو 12: 1)، أو قوله "إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ. وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ لِلَّهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرٍّ لِلَّهِ" (رو 6: 12-13). هأنذا أكرر القول أنه حينما يتعلق الأمر بمثل هذه العقيدة وعقائد أخرى مشابهة فإنه هناك "ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر ولا أنثى، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع" (غلا 3: 28). وهكذا كلنا -كإنسان واحد- نصير مؤهلين لسماع هذه الكلمة "تعال أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك" (مت 25: 21). إننا سنصير مستحقين لهذا الفرح إن كان كل واحد منا في الدعوة التي دُعي إليها والتي قد تعينت له يثمر ثمرًا متضاعفًا -بمهارة شديدة وحماس لا يكل- بالوزنة الروحية التي سُلّمت له بحسب ما هو مكتوب (انظر مت 25: 14-30).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/basil-baptism/die-to-sin.html
تقصير الرابط:
tak.la/awnkb26
