St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

52- التبشير في السامرة

 

1- التبشير في السامرة(10):

لقد أدى الاضطهاد إلى تشتت المسيحيين، وهذا وسع حقل نشاطهم الكرازي، فبدأوا يلتقون -وللمرة الأولى- بالوثنية المتصوفة لذلك العصر، التي جمعت في عقائدها الغامضة الشرق والغرب... لقد انتظرهم هذا الخصم الجديد في إحدى مدن السامرة التي اتجه إليها بعضهم...

لم تكن السامرة -في واقع الحال- بلدًا وثنيًا خالصًا... كان سكانها سلالة ذلك الخليط من بقية الأسباط العشر وبعض المستعمرين الأجانب، الذين انتقلوا إليها بأمر شلمناسر ملك آشور(11) (2مل 17: 24). بعد أن عاد اليهود من بابل، حاول السامريون أن يشتركوا معهم في إعادة بناء الهيكل، لكنهم طردوا باحتقار (عزرا 4: 1-3)، فصمموا أن يشيدوا هيكلًا ليهوه على جبل جرزيم في السامرة(12)... وقد حل بالسامريين ما حل باليهود من جراء الاضطرابات التي حدثت في آسيا الصغرى، فهدم هيكلهم على يد يوحنا هيركانوس(13) Hyrcanus... لكن على الرغم من ذلك، فقد استمر جبل جرزيم موضعًا مقدسًا لهم(14)... ثم وقعت السامرة في قبضة الرومان، وصارت مستعمرة رومانية، شأنها في ذلك شأن جيرانها من اليهود.

St-Takla.org Image: Map: Galilee, Sychar, Jerusalem, Region of Samaria, Region of Judea: There was a history of feuds and grudges between the Jews and Samaritans and they did not talk to each other. At noon, Jesus and His disciples arrived at a well on the edge of a town called Sychar. (John 4: 5) - "Jesus talks with Samaritan woman" images set (John 4:1-42): image (2) - The Gospels, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: الجليل، سوخار، أورشليم، منطقة السامرية، منطقة اليهودية: لم تكن هناك علاقة جيدة بين اليهود والسامريين: "فأتى إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه" (يوحنا 4: 5) - مجموعة "يسوع يتحدث مع المرأة السامرية" (يوحنا 4: 1-42) - صورة (2) - صور الأناجيل الأربعة (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Map: Galilee, Sychar, Jerusalem, Region of Samaria, Region of Judea: There was a history of feuds and grudges between the Jews and Samaritans and they did not talk to each other. At noon, Jesus and His disciples arrived at a well on the edge of a town called Sychar. (John 4: 5) - "Jesus talks with Samaritan woman" images set (John 4:1-42): image (2) - The Gospels, Bible illustrations (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: الجليل، سوخار، أورشليم، منطقة السامرية، منطقة اليهودية: لم تكن هناك علاقة جيدة بين اليهود والسامريين: "فأتى إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه" (يوحنا 4: 5) - مجموعة "يسوع يتحدث مع المرأة السامرية" (يوحنا 4: 1-42) - صورة (2) - صور الأناجيل الأربعة (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ظل السامريون أوفياء للعبادة التوحيدية. وكان انفصالهم عن اليهود في بداية العصر النبوي الكبير، سببًا في عزلتهم عن التطور الكبير في العهد القديم... لقد اعترفوا بقانونية أسفار موسى الخمسة فقط، مع سفر يشوع خليفة موسى. وباستثناء أقلية ضئيلة، فقد أنكروا قيامة الموتى(15). وقد شارك السامريون اليهود إلى حد ما في انتظارهم للمسيا (يو 4: 25). لكن رجاءهم في المسيا كان مطبوعًا بطابع مادي أكثر من اليهود... اعتقد السامريون أن المسيا يملك على كل الأمم ليعيد الناموس المقدس، ويعيد بناء هيكل جرزيم، ويضمن سيادة موسى على العالم. وليس أدل على طبيعة آمالهم الأرضية من السهولة التي استطاع بها سيمون الساحر أن يخلب عقولهم.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

أما عن كراهية اليهود للسامريين والقطيعة بينهم، فهي كراهية تقليدية. وقد غذت بعض الأحداث الكراهية بين الشعبين المتجاورين... ويقدم لنا الإنجيل أدلة كثيرة على ذلك... فأشر النعوت التي صاغها اليهود وقالوها عن المسيح، أنه سامري (يو 8: 48)، حتى أن المرأة السامرية اعترتها الدهشة لكلام المسيح معها. ويحذر التلمود اليهودي أي إسرائيلي من مؤاكلة السامري، ويعتبره كمن يأكل لحم خنزير!!

وهكذا نرى أن ذهاب الرسل والتلاميذ إلى السامرة للكرازة فيها لا بُد وأنه أثار كوامن عداء شعبهم اليهودي. لكنها كانت ولا شك خطوة كبيرة نحو الاتساع الحقيقي للمسيحية... هكذا وضعت الكنيسة الأولى قدمها على الطريق الذي افتتحه استفانوس بموته، وأتى استشهاده بثماره الأولى...

كان أول من كرز في السامرة هو فيلبس المبشر أحد السبعة شمامسة... وقد أيد الرب كرازته بآيات كثيرة، حتى أن كثيرين -رجالًا ونساءً- اعتمدوا على يديه، بل أن سيمون الساحر نفسه آمن واعتمد، لكن لم يكن قلبه مستقيمًا أمام الله... كانت نتيجة كرازة فيلبس "فرح عظيم في تلك المدينة" (أع 8: 5-8)... ترامت هذه الأخبار السارة إلى الكنيسة الأم في أورشليم، فأرسلت إلى السامرة الرسولين بطرس ويوحنا ليهبا -بصلواتهما ووضع أيديهما- الروح القدس لأولئك الذين عمدهم فيلبس(16)... فلما وصل بطرس ويوحنا صليا لأجل من اعتمدوا، ووضعا عليهم الأيادي فقبلوا الروح القدس (أع 8: 15 - 17).

ولم تقف الكرازة في السامرة عند حد هذه المدينة فقط، بل أن الرسولين بطرس ويوحنا، وهما في طريق العودة إلى أورشليم "بشرا قرى كثيرة للسامريين" (أع 8: 25)... هكذا تمت كلمات الرب يسوع لرسله في أعقاب حديثه مع المرأة السامرية في مدينة سوخار -إحدى مدن السامرة- "ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول، إنها قد ابيضت للحصاد.." (يو 4: 35).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(10) De Pressense, Vol. 1, pp. 64 -; Hill, pp. 59-.

(11) Josephus; Antiquities, 11.8.6.

(12) Ibid, 12.1.1.

(13) Ibid, 13.9.

(14) Ibid, 13. 14.1.

(15) أوريجبينوس في تفسيره لسفر العدد، مقال 25: 1.

(16) كان فيلبس شماسًا فقط، ولم يكن له من درجات الكهنوت ما يخوله ممارسة سر التثبيت، الذي كان يتم بوضع أيدي من هم في درجة الأسقفية في الكنيسة الأولى.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/samaria.html

تقصير الرابط:
tak.la/2d954k7