St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

193- سر الكهنوت

 

7 - سر الكهنوت:

وهو السر الذي يحول بعض الخدام، السلطان لمباشرة الخدم الكنسية الروحية، من أسرار وغيرها. ويتم بوضع اليد على رأس المختار لهذه الدرجة... ويسمى في اليونانية شرطونية χειρτονια ومعناها وَضْع اليد.

* وقد مارس الآباء الرسل الخدمات الموكولة إليهم بهذا السلطان الكهنوتي لهم بالروح القدس(188)، وتمموا الأسرار، وأقاموا أساقفةً وقسوسًا وشمامسةً...

* لقد دعى القديس بولس ذاته كاهنًا (يباشر الخدمة الكهنوتية) "ولكني بأكثر وهبت لي من الله، لأكون خادمًا للمسيح يسوع في الأمم، مباشرًا خدمة إنجيل الله الكهنوتية، حتى يكون قربان الأمم مقبولًا ومقدسًا بالروح القدس" (رو 15: 15، 16)(189)... ويقول عن هذه الوظيفة الكهنوتية: "لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه، بل المدعو من الله كما هرون أيضًا" (عب 5: 4)... وقوله: "يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه"، إشارة إلى من يتجرأ ليباشر خدمة الكهنوت من تلقاء ذاته.

وقد تكلمت تعاليم الرسل عن الباكورات، ووجوب تقديمها إلى رئيس الكهنة... وهذا دليل قاطع على وجود الكهنوت المسيحي(190).

St-Takla.org Image: A Coptic Priest giving absolution to a confessor after the Sacrament of Confession, in the presence of Jesus Christ صورة في موقع الأنبا تكلا: كاهن من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يعطي الحل من الخطايا لأحد المعترفين بعد سر الاعتراف، في حضرة السيد المسيح يسوع

St-Takla.org Image: A Coptic Priest giving absolution to a confessor after the Sacrament of Confession, in the presence of Jesus Christ.

صورة في موقع الأنبا تكلا: كاهن من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يعطي الحل من الخطايا لأحد المعترفين بعد سر الاعتراف، في حضرة السيد المسيح يسوع.

* وقد أقام الرسل باكورة شمامسة العهد الجديد وعددهم سبعة الذين منهم استفانوس، بوضع أيديهم (أع 6:6).

* وأقام بولس وبرنابا قسوسًا في الكنائس التي أسسوها، بالصلاة ووضع الأيادي... "وانتخبا(191) لهم قسوسًا في كل كنيسة. ثم صليا بأصوام واستودعاهم للرب، الذي كانوا قد آمنوا به" (أع 14: 23).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

والكلمة اليونانية المُتَرْجَمَة "انتخبا" هي χειροτονησαντες ومعناها الحرفي وضع الأيدي(192) -ويقصد بها الرسامة الكهنوتية- وكلمة χειρτονια مستخدمة في المصطلح الكنسي كما هي شرطونية... واللفظ أكثر وضوحًا في القبطية فقد جاءت العبارة كالآتي:

auxa jij de `e`\rhi ejen \an`nrecbuteroc

وترجمتها الحرفية "وضعا أياديهما على القسوس"، وهو وضع اليد الخاص بالرسامة الكهنوتية. ووردت في الترجمة اللاتينية الشائعة للقديس جيروم They had ordained to them priests.

وهكذا تصبح الترجمة الحرفية الدقيقة لهذه الآية "رسما لهم قسوسًا في كل كنيسة بوضع أياديهما".

وقال القديس بولس لتلميذه الأسقف تيطس: "من أجل هذا تركتك في كريت لكي تكمل الأمور الناقصة وتقيم في كل مدينة قسوسًا كما أوصيتك" (تي 1: 5) والكلمة اليونانية المترجمة "تقيم" هي Kathistemi ومعناها يرسم الرسامة الكهنوتية. ووردت في القبطية هكذا:

ⲟⲩⲟϩ ̀ⲧⲉⲕⲥⲉⲙⲛⲓ ̀ϩⲁⲛ ̀ⲣⲉⲥⲃⲩⲧⲉⲣⲟⲥ وترجمتها يرسم قسوسًا.

* وجاء في كتاب تعاليم الرسل في الفصل الخاص بالأساقفة والشمامسة [لذلك سيموا لكم أساقفة وشمامسة لائقين بالرب](194)... ولفظة سيموا وردت في اليونانية χειροτονέω ومعناها وضع اليد كما سبق أن ذكرنا.

* وفيلبس المبشر أحد السبعة شمامسة، بشر في السامرة (أع 8: 5)، وعمد من آمن منهم... وعلى الرغم من أن آيات كثيرة كانت تجري على يديه (أع 8: 6)، إلا أنه لم يستطيع أن يمنحهم الروح القدس لأنه من أعمال الكهنوت، ولم يكن فيلبس كاهنًا... لذا نجد أن الرسل في أورشليم يرسلون بطرس ويوحنا إلى السامرة "اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس... حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس" (أع 8: 14- 17)... ولقد أدهش هذا الأمر سيمون الساحر حتى أنه قدم دراهم لبطرس ويوحنا قائلًا: "أعطياني هذا السلطان". فكان رد بطرس عليه: "لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم" (أع 8: 18- 20)... نعم في سر الكهنوت هذين الأمرين: "السلطان، والموهبة الخاصة"... هذه الموهبة التي قال عنها القديس بولس لتلميذه الأسقف تيموثاوس: "أذكرك أن تضرم أيضًا موهبة الله التي فيك بوضع يدي" (2تي 1: 6).

* لقد أعطى السيد المسيح الكهنوت لرسله، وهؤلاء -بوضع أيديهم على أساقفة- نقلوا إليهم حقوق الرسامات الكهنوتية. وهذا ما يُعرف باسم الخلافة الرسولية...

وفكرة الخلافة الرسولية مفهومة ضمنًا في سفر أعمال الرسل، ومذكورة صراحةً في الرسالة المعاصرة لإكليمنضس الروماني إلى أهل كورنثوس(195) يقول: [لقد عرف الرسل أيضًا من ربنا يسوع المسيح، أنه سيكون هناك جهاد بسبب وظيفة الأسقفية. ولهذا السبب -وإذ اقتنوا سبق معرفة كاملة- أقاموا أولئك الخدام الذين ذكرناهم لتونا، وأعطوا فيما بعد تعليمات أنه حينما يتنيحوا يجب أن يخلفهم في خدمتهم أناس آخرون لهم تزكية](196).

وقال أيضًا: [لقد بشرنا الرسل بالإنجيل كأمر ربنا يسوع المسيح... ذهب الرسل وأعلنوا قرب ملكوت الله. وفيما يكرزون في الأقاليم والمدن أقاموا باكورات خدمتهم -بعد أن اختبروهم بالروح- ليكونوا أساقفة وشمامسة](197).

وقد سبق لنا أن تكلمنا عن رتب الكهنوت الثلاث: الأسقفية والقسيسية والشماسية.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(188) قال الرب يسوع لتلاميذه قبيل صعوده "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 21، 22)... هذه النفخة اقتبل بها الرسل الروح القدس -لا للامتلاء- بل كسلطان كهنوتي لهم. أما حلول الروح القدس عليهم وامتلاؤهم منه، فقد تم يوم الخمسين.

(189) هكذا في النصين اليوناني واللاتيني. والكلمة المترجمة "خادمًا" ليست diakonos بل leitourgos - وتعني الخادم الذي يخدم خدمة الليتروجية أي خدمة الذبيحة والقداس. والكلمة المترجمة "خدمة إنجيل الله" هي leitourgeo وهي خدمة الكهنوت. انظر:

(Wuest; Romans in the greek N. T., p. 249.

(190) Didache, 13.

انظر هامش ص 381 من مجموعة A. N. F., Vol 7.

(191) الأصلح أن تُتَرْجَم "رسما لهم" أو "شرطنا لهم"...

(192) Liddell and scott’s greek - English Lexicon.

(194) Didache, 15.

انظر هامش ص 381 من مجموعة - (A.N.F., Vol 7).

(195) The History of Christianity in the light of Modern knowledge pp. 456, 457.

(196) 1 Corinthians, 44.

(197) 1 Corinthians, 42.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/priesthood_1.html

تقصير الرابط:
tak.la/j7y3c9z