3- يوم الخمسين:
في اليوم الخمسين لقيامة السيد المسيح، وفي الساعة الثالثة بالتوقيت العبري (التاسعة صباحًا بتوقيتنا)، أثناء احتفالات اليهود في أورشليم بأحد أعيادهم الكبرى -وهو عيد الخمسين- حل الروح القدس على الرسل والتلاميذ -جميع الموجودين بالعلية- بينما كانوا مجتمعين بها بنفس واحدة، إذ صار بغتةً من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين... وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس (أع 2: 1-4).
لقد اختار الرب هذه المناسبة عند اليهود موعدًا لمولد كنيسته، حيث تتم رموز وإشارات... لذا يَحسُن أن نقف قليلًا لنعرف شيئًا عن هذا العيد عند اليهود...
كان لهذا العيد اليهودي ثلاث تسميات: عيد الحصاد (خر 23: 16)، وعيد أوائل الثمار (عد 28: 26)، وعيد الأسابيع (تث 16: 9، 10؛ لا 23: 15). وأُطلق عليه عيد الخمسين لأنه يقع في اليوم الخمسين بعد الفصح اليهودي... كان هذا العيد من حيث تسميته بعيد الأسابيع، يبدأ مباشرةً بعد عيد الفصح، بتقديم أول حزمة من حصاد الشعير، وينتهي في عيد الخمسين بتقديم أول رغيفين من حصاد القمح. وكان يُحتفل بعيد الخمسين يومًا واحدًا. وهو من أعياد اليهود الثلاثة الكبرى السنوية(50)، التي كان على جميع ذكور بني إسرائيل أن يظهروا فيها أمام الرب إلههم (تث 16).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
كان هذا العيد عند اليهود عيد فرح وبهجة. وكان يقع في ألطف فصول السنة. ولذا كان يجذب أعدادًا ضخمة من اليهود الزائرين من البلاد والأقاليم الأخرى إلى أورشليم. ويصف يوسيفوس المؤرخ اليهودي هذا العيد ويتكلم عن عشرات الآلاف الذين كانوا يجتمعون حول الهيكل في هذه المناسبة(51)... وكان عدد كبير من اليهود الوافدين من بلاد بعيدة إلى أورشليم لحضور عيد الفصح، يبقون فيها حتى يحضروا هذا العيد أيضًا.
كان عيد الخمسين إذن -بحسب ما جاء في الكتب المقدسة- هو عيد الحصاد أو عيد أوائل الثمار أو عيد الأسابيع... لكنه كان أيضًا -طبقا لتقليد الربيين في التلمود- هو عيد الاحتفال السنوي بتذكار تسلم الشريعة في سيناء... فقد قيل أن موسى استلم الشريعة فوق جبل سيناء، في اليوم الخمسين لخروج بني إسرائيل من مصر. ومن هنا جاءت تسميته بالعبرية "عيد البهجة بالناموس". كانت هناك عادة يهودية قديمة حرص اليهود عليها في العصر الرسولي... كانوا يقضون الليلة السابقة لعيد الخمسين في تقديم الشكر لله من أجل عطية الناموس(52)...
_____
(50) الأول عيد الفصح "عيد الفطير"، والثاني عيد الحصاد "الخمسين" حيث يقدمون فيه أبكار غلاتهم التي يزرعونها في الحقل، والثالث عيد المظال وهو عيد الجمع في نهاية السنة عندما يجمعون غلاتهم من الحقل.
(51) Josephus; Antiquities, 14 13. 4.
(52) ما زال اليهود حتى الآن يحرصون على هذه العادة، فيزينون بيوتهم ويتزينون هم أيضًا تعبيرًا عن ابتهاجهم بإعطائهم الشريعة - انظر:
Schaff, Vol. 1, pp. 225-227.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/pentecost.html
تقصير الرابط:
tak.la/hp8sfr8