1. الفترة من سنة 40 إلى سنة 44 م:
بعد أن عاد بولس من خلوته في العربية، بدأ خدمته العامة... بدأها بغيرة زائدة في دمشق، مبشرًا بالرب يسوع، في نفس المكان الذي اقتبل فيه الإيمان ودعى للعمل... أثار نشاطه وخدمته حفيظة اليهود، حتى أنهم استعدوا عليه والى دمشق العربي الحارث الذي شدد في حراسة أبواب المدينة بقصد القبض عليه. لكن الإخوة المؤمنين دبروا أمر هربه بأن دلوه من طاقة في سل بواسطة الحبال (أع 9: 23 - 25؛ 2 كو 11: 32، 33).
بعد ثلاث سنوات صعد إلى أورشليم ليتعرف ببطرس(48) ومكث معه خمسة عشر يومًا. وقد التقى في هذه المرة بيعقوب أخو الرب (غل 1: 19)... وقدمه برنابا إلى التلاميذ الذين كانوا في بادئ الأمر خائفين منه. لكن لما سمعوا بالطريقة التي آمن بها، كانوا يمجدون الله، لأن الذي كان يضطهدهم قبلًا صار يبشر بالإيمان الذي كان قبلًا يتلفه (أع 9: 26، 27؛ غل 1: 18 - 24)... وفي هذه الزيارة الأولى إلى أورشليم أعلنت له رؤيا من الرب يسوع في الهيكل وقال له: "أسرع واخرج عاجلًا من أورشليم لأنهم لا يقبلون شهادتك عني... اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدًا" (أع 22: 17)... وقد دبر اليهود مؤامرة لقتله... لكن الإخوة أرسلوه إلى قيصرية ومنها إلى طرسوس. وظل فيها حتى جاءه برنابا وطلب منه الاشتراك معه في الخدمة في أنطاكية، فذهب معه وظل يخدم فيها لمدة سنة كاملة (أع 11: 25، 26).
لكنه بسبب المجاعة التي كانت وشيكة الوقوع -والتي تنبأ عنها النبي أغابوس- ذهب سنة 44 -خلال السنة التي أمضاها بأنطاكية- إلى أورشليم ومعه برنابا، حاملًا تقدمة المسيحيين في أنطاكية لمساعدة إخوتهم في اليهودية... وقد تمت هذه الزيارة في الظروف التي قُتل فيها يعقوب الكبير ابن زبدي، وسُجن بطرس... ونلاحظ أن جزءًا كبيرًا من السنوات الأربع الخاصة بهذه الفترة صُرفت في أعمال تبشيرية في طرسوس وأنطاكية.
_____
(48) لم يصعد بولس إلى بطرس ليتلقى منه تعليمات، أو ليستمد منه سلطانًا أو تعليمًا. فالرسول بولس يقول إلى أهل غلاطية: "وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان. لأني لم أتسلمه أو أتعلمه من إنسان بل بإعلان يسوع المسيح" ويقول بعدها -مشيرًا إلى حادث إيمانه- "ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي" (غل 1: 11، 12، 17). لكن ليس معنى هذا أن بولس استقى كل معلوماته عن المسيحية من الله رأسًا، لكنه بالتأكيد استلم بعضها من الكنيسة، بالإضافة إلى بعض الأسرار العميقة التي أُعلنت له من الله والتي ميزت شخصيته وتعليمه بين الأمم - انظر:
De Pressensé Vol.1
, p.115.الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/paul-life-40-44.html
تقصير الرابط:
tak.la/rb6snpj