St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   you-desired-to-renew-him
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب وأردت أن تجدده - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

10- الموت نيابة عن البشر

 

2- الموت نيابة عن البشر

فإذ هو غير مائت، أخذ جسدًا قابلًا للموت؛ ليذوق به الموت(251)، المحكوم به على الجميع بسبب خطية آدم، وخطايانا الشخصية، فيموت نيابة عنا، وبذلك يدفع الدين الذي كان علينا، ويصون صدق[63] الآب من جهة الجميع، لأن حكم الآب هو أن "أجرة الخطية موت" (رو 6: 23)، "يوم أن تأكل منها، موتًا تموت" (تك 2: 17).

يقول القديس كيرلس الكبير: "فاللعنة موضوعة لنا وليس غيرنا. أولئك المتهمون بتعدي الناموس والذين يميلون بسهولة للانحراف عن وصاياه هم الأشخاص الذين يستحقون العقوبة. لذلك الشخص الذي لم يعرف خطية (أي السيد المسيح) كان ملعونًا من أجلنا (أي حمل اللعنة نيابة عنا)؛ لكي يُنقذنا من اللعنة القديمة. الله، الذي هو فوق الجميع، كان كافيًا ليُعاني هذا نيابة عن الجميع ولشراء فداء لأجل الجميع بواسطة موت جسده الخاص."[64].

St-Takla.org Image: Jesus Christ on the cross, with the two thieves, by jeffjacobs1990. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح على الصليب، ومعه اللصين، لجيفجيكوبز1990.

St-Takla.org Image: Jesus Christ on the cross, with the two thieves, by jeffjacobs1990.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح على الصليب، ومعه اللصين، لجيفجيكوبز1990.

وفي شرح (لماذا الصليب بالذات) قال القديس أثناسيوس: "لأنه إن كان قد جاء ليحمل اللعنة الموضوعة علينا، فكيف كان ممكنًا أن (يصير لعنة) بأي طريقة أخرى ما لم يكن قد قَبِلَ موت اللعنة الذي هو (موت) الصليب؟ لأن هذا هو المكتوب:" ملعون كل من علق على خشبة"[65]. وإضافة إلى ذلك، إن كان موت الرب هو فدية عن الجميع، وبواسطة موته هذا نقض "حائط السياج المتوسط"[66] وصارت الدعوة لجميع الأمم، فكيف كان ممكنًا أن يدعونا إليه لو لم يكن قد صُلِبَ؟"[67]

حقًا قال الرب يسوعأَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ.” (يو 10: 11) “وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ ٱلْخِرَافِ" (يو 10: 15)

لقد كان لابد من موت المسيح على الصليب ليحمل عنا عقوبة خطايانا.

 ويشرح معلمنا القديس أثناسيوس الرسولي حقيقة الموت النيابي في كتاب تجسد الكلمة، في أكثر من موضع: "وهكذا تم (في جسد المسيح) فعلان متناقضان في نفس الوقت: الأول هو: أن موت الجميع قد تم في جسد الرب (على الصليب). والثاني: هو أن الموت والفساد، قد أبيدا من الجسد بفضل اتحاد الكلمة به. فلقد كان الموت حتميًا، وكان لابد أن يتم الموت نيابة عن الجميع؛ لكي يوفى الدين (أي الموت) المستحق على الجميع."[68].

 

هذان الفعلان المتناقضان هما:

1- الموت نيابة عن الجميع.

2- منح الجميع نعمة الحياة الأبدية.

الأول تم يوم الجمعة العظيمة، والثاني تم يوم الخميس الكبير، ويتمم كل يوم بالافخارستيا. لذلك قيل عن السيد المسيح أنه الحمل حامل خطية العالم “«هُوَذَا حَمَلُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!” (يو 1: 29) وفي نفس الوقت هو “خُبْزَ ٱللهِ.. ٱلنَّازِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ ٱلْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ.” (يو 6: 33).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وتكلم الآباء عن مبادلة المسيح عنا: "بذل ابنه الوحيد كفدية لأجلنا، القدوس من أجل العصاة، والذي بلا لوم من أجل الأشرار، والبار من أجل الأثمة، وغير الفاسد من أجل الفاسدين، وغير المائت من أجل المائتين ... ما أجمل هذه المبادلة!"(252)

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(251) "يا مَن ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة" (الأجبية).

[63] القديس أثناسيوس الرسولي: "لأنه كان هو وحده القادر أن يأتي بالفاسد إلى عدم الفساد وأيضًا أن يصون صدق الآب من جهة الجميع. وحيث إنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، كان هو وحده القادر أن يعيد خلق كل شيء وأن يتألم عوض الجميع وأن يكون شفيعًا عن الكل لدى الآب" (تجسد الكلمة 7/ 5).

[64] The curse applies to us and not to others. Those who are charged with the transgression of the law and who are very prone to stray from its decrees would be the ones who deserve punishment. So the one who knew no sin was cursed for us in order to rescue us from the ancient curse. God, who is over all, was sufficient to suffer this on behalf of all and to purchase redemption for all through the death of his own flesh.

Cyril of Alexandria. (2013–2015). Commentary on John. (J. C. Elowsky, T. C. Oden, & G. L. Bray, Eds., D. R. Maxwell, Trans.) (Vol. 2, pp. 342343). Downers Grove, IL: IVP Academic: An Imprint of InterVarsity Press. Cyr. Alex., In Jo. 12, John 19:16–18.

 تفسير انجيل يوحنا الإصحاح التاسع عشر، للقديس كيرلس الكبير، (يو19: 16-18).

[65]اَلْمَسِيحُ ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ ٱلنَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لِأَجْلِنَا، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». (غل 3: 13).

[66]لِأَنَّهُ هُوَ سَلَامُنَا، ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلِٱثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ ٱلسِّيَاجِ ٱلْمُتَوَسِّطَ، أَيِ ٱلْعَدَاوَةَ. مُبْطِلًا بِجَسَدِهِ نَامُوسَ ٱلْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ ٱلِٱثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، صَانِعًا سَلَامًا،” (أف 2: 14-15).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/you-desired-to-renew-him/death.html

تقصير الرابط:
tak.la/d59ms53