1- شفاء الطبيعة البشرية:
جاء ربنا يسوع المسيح طبيبًا[59] شافيًا، وخلصنا، بأن شفانا من الفساد. (المسيح الطبيب الحقيقي).
إنه الطبيب الذي بحث عنه إرميا النبي في نبوته: “أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَادَ، أَمْ لَيْسَ هُنَاكَ طَبِيبٌ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تُعْصَبْ بِنْتُ شَعْبِي؟” (إر 8: 22)
وكانت نظرة الرب يسوع للخاطئ، أنه مريض يحتاج العلاج، أكثر من كونه مجرم يستحق العقوبة.
«لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ ٱلْمَرْضَى. فَٱذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً، لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى ٱلتَّوْبَةِ».” (مت 9: 12-13)
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يقول القديس اكليمندس السكندري:
" كثير من الشهوات يتم معالجتها بالعقوبة وبفرض أوامر قاسية (شديدة) وعلى وجه الخصوص، بواسطة تعليم مبادئ معينة. التوبيخ يُشبه القيام بعملية جراحية لشهوات الروح؛ الشهوات تشبه مرض الحقيقة، الذي يحتاج إلى الاستئصال بواسطة سكين الجراح." [60]
بهذا العمل الشفائي تم معالجة الفساد الذي أصاب الطبيعة البشرية: "وهكذا باتخاذه جسدًا مماثلًا لجسد جميع البشر وباتحاده بهم، فإن ابن الله عديم الفساد ألبس الجميع عدم الفساد بوعد القيامة من الأموات. ولم يعد الفساد الفعلي بالموت له أي سلطان على البشر بسبب الكلمة الذي جاء وسكن بينهم بواسطة جسده".[61]
“ وَهُوَ مَجْرُوحٌ لِأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لِأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلَامِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.” (إش 53: 4-5).
فالجسد الخاص الذي لربنا يسوع المسيح، بسبب اتحاده باللاهوت غير المائت، صار أقوى من الموت[62]، وهزم الموت، وهدمه(250)، وصار مصدر حياة من الموت، وشفاء من فساد الطبيعة، التي أصابتنا، بسبب خطية آدم، وخطايانا الشخصية، وذلك لكل من يتحد به، في المعمودية، والإفخارستيا.
_____
[59] "أيها الطبيب الحقيقي، الذي لأنفسنا، وأجسادنا" (أوشية المرضى).
[60] القديس اكليمندس السكندري، كتاب المربي، الكتاب الأول، الفصل الثامن.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/you-desired-to-renew-him/human-nature.html
تقصير الرابط:
tak.la/jyn38b5