يقول القديس ساويرس الأنطاكي:
"وكما أننا حينما نُبَشِّر بفضل القيامة نُبَيِّن أن بها قمنا من سَقْطَة الخطية القديمة".[200]
القديس البابا أثناسيوس الرسولي:
"المسيح قَدَّم ذبيحة نفسه أيضا نيابة عن الجميع، إذ سَلَّم هيكله للموت عوضًا عن الجميع لكي يحرر البشر من المعصية الأصلية".
“Christ offered the sacrifice on behalf of all, delivering His own shrine to death instead of all that He might set all free from the liability of the original transgression.”[201]
كلمة "أرخياس" ἀρχαίας التي استخدمها القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه (تجسد الكلمة، فصل 20، فقرة 2) تعني الأصلية أو بداية الشيء، أي، أصله، ولا تعنى الأولى كترتيب أو رقم.
"ὑπὲρ πάντων τὴν θυσίαν ἀνέφερεν, ἀντὶ πάντων τὸν ἑαυτοῦ ναὸν εἰς θάνατον παραδιδούς, ἵνα τοὺς μὲν πάντας ἀνυπευθύνους καὶ ἐλευθέρους τῆς ἀρχαίας παραβάσεως ποιήσῃ."[202]
وقد استخدمها القديس أثناسيوس عدة مرات، مثلًا في شرح سفر المزامير:
""لأني هوذا بالآثام حُبل بي، وبالخطايا حبلت بي أمي". أي أن الهدف لله كان سابقًا ألا نُولد خلال الزواج (الشهوة الجسدية في الزواج) والفساد، ولكن مخالفة الوصية أدخل الزواج (شهوة الجسد في الزواج) بسبب تعدي آدم؛ أي أنه بسبب أنه خالف الوصية التي أُعْطِيَت له من قبل الله. إذًا فإن كل ذرية آدم حُبل بها في الإثم وخاضعة لإدانة سلفه. أما "وبالخطايا حبلت بي أمي". تعني أن حواء أمنا جميعًا، حملت أولًا الخطية حينما تَمَلَّكَتْهَا الرغبة في المتعة، لأجل هذا فنحن أيضًا نسقط في الإدانة التي للأم الأعلى، قائلين إنه حُبل بنا في الخطايا. يثبت ذلك أنه بسبب عصيان حواء فإنه مباشرةً منذ البداية سقطت الطبيعة الإنسانية في الخطية والولادة بالتالي خضعت للعنة.
من ناحية أخرى فإنه يتكلم عن الوقائع التي حدثت منذ البداية، لأنه يريد أن يُظهِر عظمة عطية الله.
""لأنك هوذا قد أحببت الحق، إذ أوضحت لي غوامض حكمتك ومستوراتها". إن المعنى هو الآتي: يقول إنك يا رب الذي أنت هو الحق وتحب الحق وتريد أن نحيا في الحق، ستُطهِرنا تمامًا من الخطية الأولى وستطهرنا بالزوفا حتى نصير أبيض من الثلج. من ناحية أخرى يُشبه عمل الروح القدس والذي هو حار ويمتص كل دنسنا بالزوفا."[203]
في الأصل اليوناني القديم أتت كلمة "الخطية الأولى" كالتالي " ἀρχαίας ἁμαρτίας"، فالترجمة الأدق هي "الخطية الأصلية":
"Ἰδοὺ γὰρ ἀλήθειαν ἠγάπησας, τὰ ἄδηλα καὶ τὰ κρύφια τῆς σοφίας σου ἐδήλωσάς μοι. Ὁ νοῦς οὗτος· Σὺ, φησὶ, Κύριε, ὁ ἀλήθεια ὢν, ἀληθείας ἀγαπῶν, βουλόμενος ἡμᾶς ἐν ἀληθεία διάγειν, ἀπο-καθαριεῖς ἡμᾶς τῆς ἀρχαίας ἁμαρτίας· καὶ οὕτως ἀποκαθαριεῖς ἡμῖν δι' ὑσσώπου ὡς καὶ ὑπὲρ χιόνα λευκανθῆναι."[204]
وهذا ما تؤكده القواميس التالية:
ἀρχαῖος, from the beginning, original[205]
ἀρχαῖος (archaios), ancient; old; original[206]
ἀρχαῖος, original, primitive; ancient[207]
يستخدم تعبير "العُري الأصلي".
"For this reason a Lamb was chosen for its innocence, and its clothing of the original nakedness".[208]
"من أجل هذا السبب أُختير حَمَل (خروف) من أجل براءته، ومن أجل لباس العُري الأصلي".(208ب)
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
أيضًا القديس باسيليوس الكبير:
استخدم كلمة أخرى، وهي πρωτοτυπον والتي تعني الأصلية:
St. Basil of Caesarea [At a Time of Famine and Drought 8, 7]:
"Little given, much gotten; by the donation of food the original sin is discharged. Just as Adam transmitted the sin by his wicked eating, we destroy that treacherous food when we cure the need and hunger of our brother."[211]
"قليل مُعطي، كثير يُحصَل عليه؛ بواسطة التبرع بالطعام الخطية الأصلية تُبرأ. تمامًا كما أن آدم نقل الخطية بأكله الشرير، نحن نهدم ذلك الطعام المُخَادِع عندما نعالج احتياج وجوع أخينا".[212]
Another translation:
"Give but a little, and you will gain much; undo the primal sin by sharing your food. Just as Adam transmitted sin by eating wrongfully, so we wipe away the treacherous food when we remedy the need and hunger of our brothers and sisters."[213]
"أعط قليلًا، وأنت سوف تربح كثيرًا؛ تَخَلَّص من الخطية الأولية (الرئيسية) بتقاسم طعامك. تمامًا كما أن آدم نقل الخطية من خلال الأكل بشكل خاطئ، هكذا نحن نزيل الطعام المُخَادِع عندما نعالج احتياج وجوع أخوتنا وأخواتنا."
وكلمة "الخطية الأصلية" في النص السابق أتت في الأصل اليوناني القديم:
"Δὸς ὀλίγα, καὶ πολλὰ κτῆσαι· λῦσον τὴν πρωτότυπον ἁμαρτίαν τῇ τῆς τροφῆς μεταδόσει."[214]
την πρωτοτυπον αμαρτιαν = the original sin.
πρωτοτυπον: original, primal.
"πρωτό-τυπος, ον, original, archetypal. τὸ πρωτότυπον, the original”.[215]
استخدم القديس كيرلس الكبير المصطلح ἀρχαίας عدة مرات، سأعرض لكم مثالين من الترجمات الإنجليزية، وترجمة أخرى عربية:
"قد كان من المستحيل بالنسبة لنا، نحن الذين سقطنا عن طريق التعدي الأصلي، أن نُستعاد إلى مجدنا القديم، إلا بحصولنا على شركة لا يُنطق بها ووحدة مع الله."[216]
ذات النص من ترجمة إنجليزية:
"It was impossible for us to be restored, once we had fallen because of the original transgression, back to our original beauty except by attaining an ineffable communion and union with God."[217]
"قد كان من المستحيل بالنسبة لنا، حينما سقطنا بسبب التعدي الأصلي، أن نُعود لجمالنا الأصلي إلا بتحقيق شركة لا توصَف وإتحاد مع الله."[218]
ترجمة إنجليزية أخرى:
"It was, perhaps, impossible for us who had once fallen away through the original transgression to be restored to our pristine glory, except we obtained an ineffable communion and unity with God."[219]
"قد كان من المستحيل بالنسبة لنا نحن الذين سقطنا مرة من خلال التعدي الأصلي أن نُسْتَعَاد إلى مجدنا القديم، إلا بحصولنا على شركة لا يُنْطَق بها وإتحاد مع الله."
واضح هنا مصطلح "التعدي الأصلي" ونحن سقطنا بالخطية الأصلية، فالقديس كيرلس لا يذكر فقط المصطلح، بل أيضًا يؤكد وِرَاثة الخطية الأصلية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
أيضًا من الآباء الأولين السريان، القديس مار يعقوب السروجي، وهو من القرن الخامس، وقام بترجمة النص آباء الكنيسة السريانية عن الأصل السرياني:
"أن المسيح الفادي هو رب السلام وهو الذبيحة التي بها تُبَرِّر الخطاة، وَالمَلِك الأزلي لا بداية لِمُلْكه ولا نهاية، وصار وسيطًا وسالَم الجانبين المتخاصمين، سحق أبواب الجحيم ولم يعد العالم بحاجة إلى هارون، لأن الابن أخذ مكانه وجاء ليحرر الأرضيين من قيود الخطيئة الأصلية".[222]
يقول مؤسس الرهبنة القديس الأنبا أنطونيوس الكبير، في رسالته الأولى:
"وعندئذ يبدأ الروح الذي يرشده، أن يفتح عيني نفسه لكي يعطيھا التوبة أيضا لكيما تتطهَّر، ويبدأ العقل أيضا في التمييز بين الجسد والنفس، وذلك عندما يبدأ أن يَتَعَلَّم من الروح كيف يطهرهما بالتوبة. وعندما يتعلم العقل من الروح، فإنه يصبح مرشدًا لكل أعمال الجسد والنفس، مَعَلِّمًا إيانا كيف نطھرھما. ويفصلنا عن كل الثمار اللحمية التي اختلطت بأعضاء الجسد منذ المعصية الأولى. ويعيد كل عضو من أعضاء الجسد إلى حالته الأصلية دون أن يكون فيه أي شيء من روح الشيطان. ويصبح الجسد تحت سلطان العقل المتعلم من الروح، كما يقول الرسول بولس "أقمع جسدي وأستعبده" (1كو9: 27)، لأن العقل يطهره في أكله وفي شربه وفي نومه وبكلمة واحدة فإنه يطهره في كل حركاته حتى أنه من خلال طهارة العقل يَتَحَرَّر الجسد، حتى من الحركات الطبيعية التي فيه".[223]
_____
[200] عظة الصعود للقديس ساويرس الأنطاكي، مترجم عن الفرنسية من الكتاب الأول من الجزء الثاني من مجموعة الآباء الشرقيين العظة رقم 71 ترجمة الشماس المتنيح يوسف حبيب.
[201] Dratsellas, Ph.D., Constantine., Questions of the Soteriological Teaching of the Greek Fathers: with Special Reference to St. Cyril of Alexandria. Athens 1969. p. 25; De Incarn. Verbi 20. BEII 30,90.
[202] Migne, Patrologia Graeca, Vol. 25, KEΠE, Athens 1998, p. 132.
[203] القديس أثناسيوس الرسولي، تفسير سفر المزامير الجزء الثالث، المزمور (50)، ترجمة د. جورج ميشيل أندراوس، الطبعة الأولى 2021، ص 66، 67.
[204] Athanasius Theol., Expositiones in Psalmos (2035: 061); MPG, Volume 27, page 241, line 5
[205] Lampe, G. W. H. (Ed.). (1961). ἀρχαῖος. A Patristic Greek Lexicon (p. 232). Oxford: At The Clarendon Press.
[206]) 2011). The Lexham Analytical Lexicon to the Greek New Testament. Logos Bible Software.
[207] Souter, A. (1917). A Pocket Lexicon to the Greek New Testament (p. 38). Oxford: Clarendon Press.
[208] St Gregory of Nazianzus. (2008). Festal Orations. (J. Behr, Ed., N. V. Harrison, Trans.) (Vol. 36, p. 172). Crestwood, NY: St Vladimir’s Seminary Press. Greg. Naz., Orat. 45.13.
(208ب) القديس إغريغوريوس النزينزي، العظة 45 ، على البصخة، فقرة رقم 13 .
καὶ τὸ ἔνδυμα τῆς ἀρχαίας γυμνώσεως
Gregorius Nazianzenus Theol., In sanctum pascha (orat. 45) (2022: 052); MPG, Volume 36, page 640, line 40.
[211] Jurgens, W. A. (Trans.). (1970-1979). The Faith of the Early Fathers (Vol. 2, p. 23). Collegeville, MN: The Liturgical Press.
[212] القديس باسيليوس الكبير، عظة عن المجاعة والجفاف، الفقرة السابعة.
[213] Basil of Caesarea. (2009). On Social Justice. (C. P. Schroeder, Trans.) (p. 86). New York: St Vladimir’s Seminary Press. In Time of Famine and Drought, 7.
[214] Basilius, Homilia dicta tempore famis et siccitatis, PG, Volume 31, page 324, line 32.
[215] Sophocles, E. A. (1900). Greek Lexicon of the Roman and Byzantine Periods (From B. C. 146 to A. D. 1100) (Memorial Edition, p. 959). New York: Charles Scribner’s Sons.
[216] مؤسسة القديس أنطونيوس، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، القديس كيرلس الكبير، شرح إنجيل القديس يوحنا الرسول، الإصحاح السابع عشر، تفسير (يو17: 20-21).
[217] Cyril of Alexandria. (2013-2015). Commentary on John. (J. C. Elowsky, T. C. Oden, & G. L. Bray, Eds., D. R. Maxwell, Trans.) (Vol. 2, p. 302). Downers Grove, IL: IVP Academic: An Imprint of InterVarsity Press. Cyr. Alex., In (Jo. 11.11; John 17:20-21).
[218] القديس كيرلس الكبير، شرح إنجيل القديس يوحنا الرسول، الإصحاح السابع عشر، تفسير (يو17: 20-21).
[219] Cyril of Alexandria. (1885). Commentary on the Gospel according to S. John (Vol. 2, p. 545). London: Walter Smith, (John 17:20-21).
[222] كتاب "مختارات من قصائد مار يعقوب أسقف سروج" ترجمها من السريانية إلى العربية مار ملاطيوس برنابا متروبوليت حمص وحماة وتوابعها للسريان الأرثوذكس، تقديم ونشر غريغريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب، الناشر: دار الرها - حلب، ص. 83 في قول داود عن الرب يسوع أنت حبر إلى الأبد على مثال ملكي صادق.
[223] القديس أنطونيوس الكبير، رسائل القديس أنطونيوس، ترجمة بيت التكريس لخدمة الكرازة. المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية. الطبعة الثالثة يناير 1997.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/term-patrology.html
تقصير الرابط:
tak.la/jbtdf52