يَتَأَسَّس اللاهوت الخلاصي في الفكر المسيحي، على الفداء، والكفارة، التي صنعها عنا، ومن أجلنا، ربنا يسوع المسيح على الصليب. ونحن نؤمن أن ربنا يسوع ابن الله الوحيد، هو المُخَلِّص الوحيد، وأنه ليس بأحد غيره الخلاص.[336] وأن هذا الخلاص، هو بدمه الثمين المسفوك عنا،[337] على خشبة الصليب المقدسة.[338]
وقد قَبِلتَ الكنيسة منذ البداية هذا الإيمان، ببساطة وفرح، وعاشته يوميًا في صلواتها الليتورجية، ومن خلال الاتحاد الحقيقي، والسرائري،[339] والسري، المستمر بعريسها السماوي ربنا يسوع المسيح، في الأسرار المقدسة، ولا سيما في المعمودية، والإفخارستيا.
هذا هو إيماننا الثابت، غير المتغير، والذي لا يمكن أن نتنازُل عنه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يقول القديس أثناسيوس الرسولي:
"لم يكن ممكنًا أن يُقْضَى على فساد البشرية بأي طريقة أخرى سوى الموت نيابة عن الجميع. ومن غير الممكن أن يموت الكلمة لأنه غير مائت بسبب أنه هو ابن الآب غير المائت. ولهذا اتخذ لنفسه جسدًا قابلًا للموت حتى إنه عندما يتحد هذا الجسد بالكلمة الذي هو فوق الجميع، يصبح جديرًا ليس فقط أن يموت نيابة عن الجميع، بل ويبقى في عدم فساد بسبب اتحاد الكلمة به".[340]
كان العلاج أن يتجسد الله الكلمة متحدًا بالطبيعة البشرية، ويتم في جسده الخاص حُكْم الموت المحكوم به على آدم ونسله، ثم يعطينا حياته بأن نتحد به؛ لننال فيه البر، والحياة، والقيامة، وعدم الفساد.
_____
"وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلَاصُ. لِأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ." (أع 4: 12).
"لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ." (يو 3: 16).
"اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَا يُدَانُ، وَٱلَّذِي لَا يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لِأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ ٱللهِ ٱلْوَحِيدِ.." (يو 3: 18).
"ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَٱلَّذِي لَا يُؤْمِنُ بِٱلِٱبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ ٱللهِ". (يو 3: 36).
"وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا:»هَذَا هُوَ جَسَدِي ٱلَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي". (لو 22: 19).
"وَكَذَلِكَ ٱلْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ ٱلْعَشَاءِ قَائِلًا: «هَذِهِ ٱلْكَأْسُ هِيَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِدَمِي ٱلَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ". (لو 22: 20).
"ٱلَّذِي لَنَا فِيهِ ٱلْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا". (كو 1: 14).
"قَدِ ٱشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَلَا تَصِيرُوا عَبِيدًا لِلنَّاسِ". (1كو 7: 23).
"لِأَنَّكُمْ قَدِ ٱشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا ٱللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ ٱلَّتِي هِيَ لِلهِ". (1كو 6: 20).
[339] أي من خلال أسرار الكنيسة الخلاصية.
[340] القديس أثناسيوس الرسولي. "تجسد الكلمة" (9/ 1) مرجع سابق، ص24.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/doctrine-salvation.html
تقصير الرابط:
tak.la/p25dxky