الآباء المعتبرون أعمدة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
الآباء الرسوليون - آباء ما قبل نيقية - آباء نيقية - آباء ما بعد نيقية
كليمنضس الروماني، بوليكاربوس أسقف أزمير، أغناطيوس الأنطاكي، بابياس.
إيرينئوس، يوستينوس الشهيد، كليمنضس السكندري، القديس بطرس خاتم الشهداء، القديس البابا ديونيسيوس السكندري، القديس ديديموس الضرير، كبريانوس أسقف قرطاجنة.
3- آباء نيقية:
أثناسيوس الرسولي، البابا ألكسندروس.
القديس ثيؤفيلس، القديس كيرلس الكبير، غريغوريوس النيزيانزي، باسيليوس أسقف قيصرية، أغسطينوس أسقف هيبو، يوحنا ذهبي الفم، جيروم، أمبروسيوس، القديس ساويرس الأنطاكي، القديس ديسقورس، القديس غريغوريوس النيصي، والقديس غريغوريوس الأرمني.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
اِحْتَرَمَ الآباء كتابات مَنْ كتبوا قبلهم، واستفادوا بها، وبنوا إلى أساسها، ولكنهم بالطبع استبعدوا ما لا يتفق مع تعليم الكنيسة الجامعة.
يقول القديس كيرلس الكبير:
"أعتقد أن الذين يدرسون الأسفار المقدسة، يمكنهم الاستعانة بكل الكتابات الأمينة، والصالحة، الخالية من الأخطاء، وهكذا يجمعون أفكار الكثيرين في وِحْدَة واحدة، لخدمة الرؤيا وإدراك الحق، هؤلاء يرتفعون إلى مستوى جيد من المعرفة، ويتشبهون بالنحلة العامِلَة الحكيمة النشيطة التي تجمع شهد العسل، الذي للروح القدس".[14]
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي العظيم:
"لقد كتبتُ هذا الشرح المختصر حسبما تعلمتُ، أمّا بالنسبة لك، فأرجو أن تقبل هذا الشرح، ليس كتعليم كامل وتام في ذاته، بل كبداية تحتاج إلي أن تُكَمِّلَها مُعتَمِدًا علي نصوص الأناجيل والمزامير".[15]
ويقول القديس كيرلس الكبير أيضًا:
"على المرء أن يُفَسِّر الكتب المقدسة، حتى لو سبقه آخرون".[16]
وكان الآباء يفتخرون بآبائهم الذين تتلمذوا لهم وتربّوا عليهم، وفي هذا يقول القديس كيرلس الكبير: "وبنعمة مخلصنا كنت دائمًا أرثوذكسيًا، وتربيت أيضًا على يدَّي أب أرثوذكسي".[17]
والخبرة الشخصية لهؤلاء الآباء، لا تنفصِم ولا تنفصِل، عن الخبرة الكنسيَّة الجماعيَّة على مر الأجيال في التلامُس مع الصليب، وفِهم عمل المسيح الخلاصي. فلذلك، لم تقبل الكنيسة الجامعة الأرثوذكسية، منذ البداية أي رأي ليس عليه إجماع.[18] وفَهمت تفاسير الآباء، بطريقة تكامُلِيَّة، لا تَصَادُمِيَّة. وفهمُ العمل الإلهي العظيم، لا بُد أن ينطلق من إيمان الكنيسة، وحياتها المُعاشَة، مُذاقة في الليتورجيا، وحياة الآباء، وخبرتهم الروحية، مُتَّسِقًا مع الإعلان الإلهي في الكتاب المقدس.
كان الكتاب المقدس هو المرجع الأساسي في شرح الآباء لكل الإيمان الْمُسَلَّمِ لنا من القديسين.
يقول القديس إيريناؤس:
"نحن متأكدون بصواب أن الكتب المقدسة هي كاملة حقًا، لأن الذي نَطَقَ بها هو كلمة الله وروحه، أما نحن، فطالما أننا أقل من كلمة الله وروحه، وجئنا إلى الوجود بعده، فإننا لهذا السبب معدمون من معرفة أسراره."[19]
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي:
"لأن علامات الحق تكون أدق عندما تؤخَذ من الكتاب المقدس، منها عندما تؤخَذ من أي مصادر أخرى".[20]
ويقول القديس يوحنا ذهبيّ الفم:
"في الكتب المقدسة لن نتردد مِثقال ذرة أو نقطة، إنما يلزمنا أن نبحث كل شيء، فإن الروح القدس هو الذي نطق بالكل، وليس شيء من المكتوب جاء بغير فائدة".[21]
لذلك، فإنه من الخطأ الجسيم، أن يُنظر إلى عمل المسيح الخلاصي، في اتجاه واحد، ورؤية واحدة منعزلة عن الخبرة الكنسية الجماعية، والرؤى التفسيرية الممتدة للآباء الأولين. فهناك أوجه متعددة قد كُشِفَت لنا عبر هؤلاء. فليس الطريق للاقتراب من هذا السر ومحاولة فهمه، أُحَادِيًّا، بل هو طريق متعدد المداخِل، أو بالأحرى طرق متنوعة نستطيع من خلالها معًا أن نقترب بخشوع من فهم وإدراك سر المسيح".
من المُلاحَظ، أن القديس أثناسيوس الرسولي، حينما أراد أن يشرح سر تجسد الكلمة، كتب كتابًا من 57 فصل، وختمه بهذه العبارات الدالة على أن سر التجسد لا يمكن الانتهاء من شرحه، ولا يمكن الوصول إلى مُنْتَهَاه، ولا يمكن حصر شرحه في اتجاه واحد:
"وباختصار، فإن الأعمال التي حققها المُخَلِّص بتأنسه، عظيمة جدًا في نوعها، وكثيرة في عددها، حتى أنه إذا أراد أحد أن يحصيها، فإنه يصير مثل الذين يَتَفَرَّسُون في عرض البحر، ويريدون أن يحصوا أمواجه. لأنه كما أن الإنسان لا يستطيع أن يحصي كل الأمواج بعينيه، لأن الأمواج تتتابع بطريقة تبلبل ذهن كل مَنْ يحاول ذلك، هكذا مَن يحاول أن يحصي كل أعمال المسيح في الجسد، فمن المستحيل أن يدركها كلها، إذ إن الأعمال العظيمة التي تفوق ذهنه هي أكثر من تلك التي يظن أنه قد أدركها. إذًا فمن الأفضل ألاّ يحاول الإنسان أن يتحدث عنها كلها، ما دام لا يستطيع أن يوفي ولو جزءًا منها حقه، وإن ذكرنا عملًا آخر منها، فإننا نترك لك باقي الأعمال كلها للتعجب منها. لأنها كلها عجيبة على السواء. وأينما وَجَّه الإنسان بصره فإنه يرى ألوهية الكلمة، وَيَتَمَلَّك عليه الذهول العظيم."[22]
بالإضافة إلى أن فهم العمل الإلهي، يحتاج نقاوة في النفس، وطهارة في الروح، واتضاع قلب، كما قال القديس أثناسيوس الرسولي:
"إن دراسة الكتب المقدسة ومعرفتها معرفة حقيقية تتطلبان حياة صالحة، ونفسًا طاهرة وحياة الفضيلة التي بالمسيح. وذلك لكي يستطيع الذهن -باسترشاده بها- أن يصل إلى ما يتمناه، وأن يدرك بقدر استطاعة الطبيعة البشرية ما يختص بالله الكلمة. فبدون الذهن النقي، والتَّمَثُّل بحياة القديسين، لا يستطيع الإنسان أن يفهم أقوال القديسين. فكما أنه إذا أراد إنسان أن يبصر نور الشمس عليه أن يمسح عينيه ويجليها، لكي تقترب نوعًا ما من نقاوة النور الذي يريد أن يراه، حتى إذا استنارت العين يمكنها أن ترى نور الشمس. أو كما أنه إذا أراد إنسان أن يرى مدينة أو قرية فيجب عليه أن يذهب إلى هناك لكي يراها، هكذا فَمَنْ يريد أن يعرف فِكْر أولئك الذين يتكلمون عن الله يلزمه بالضرورة أن يبدأ بغسل نفسه وتطهيرها بتغيير طريقة حياته ويقترب إلى القديسين أنفسهم بالاقتداء بأعمالهم. وهكذا إذ يشترك معهم في السلوك يمكنه أيضًا أن يفهم ما قد أُعْلِن لهم من الله، وبعد ذلك إذ يكون قد ارتبط بهم ارتباطًا وثيقًا، فإنه يفلت من الخطر المُحْدق بالخطاة والنار في يوم الدينونة، ويحصل على ما أُعِدَ للقديسين في ملكوت السموات، "ما لم تَرَ عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان" ما أُعد للذين يعيشون في الفضيلة، ويحبون الله الآب بالمسيح يسوع ربنا الذي به ومعه يحق للآب نفسه، مع الابن نفسه، في الروح القدس، الكرامة والقدرة والمجد إلى دهر الدهور أمين."[23]
_____
[13] الآباء الرسوليون هم الجيل التالي لعصر الرسل، العصر الذي انتهى بانتقال القديس يوحنا الرسول 100 م.، وهم كُتَّاب القرنين الأول والثاني، والذين يعتبرون المعلمين الأولين بعد الرسل.
[14] Cyril of Alexandria. (2013-2015). Commentary on John. (J. C. Elowsky, T. C. Oden, & G. L. Bray, Eds., D. R. Maxwell, Trans.) (Vol. 1, p. 5). Downers Grove, IL: IVP Academic: An Imprint of InterVarsity Press. Cyr. Alex., In Jo. 1.
[15] القديس أثناسيوس الرسولي. "الرسائل عن الروح القدس" الرسالة الرابعة فقرة 23. ص179.
[16] تفسير إشعياء PG 71.12A.
[17] القديس كيرلس الكبير، الرسالة رقم 33، فقرة رقم 9، ترجمها عن اليونانية الدكتور موريس تاوضروس، الدكتور نصحي عبد الشهيد.
"لِأَنَّهُ قَدْ رَأَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَنَحْنُ،” (أع 15: 28).
"وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا". (2تي 2:2).
"أَمْ مِنْكُمْ خَرَجَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ؟ أَمْ إِلَيْكُمْ وَحْدَكُمُ ٱنْتَهَتْ؟" (1كو 14: 36).
[19] القديس إيرينيوس - ضد الهرطقات، 2: 28: 2 ترجمة د. نصحي عبد الشهيد، إصدار مؤسسة أنطونيوس، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2019. ص259.
[20] القديس أثناسيوس الرسولي، دفاع عن قانون إيمان مجمع نيقية. ترجمة القس أثناسيوس فهمي. الطبعة الأولى 1998. فقرة 32.
[21] القمص تادرس يعقوب ملطي، أقوال الآباء وكتاباتهم علم الباترولوجي، (4) القديس يوحنا الذهبي الفم: سيرته - منهجه وأفكاره - كتاباته، ص 146.
[22] القديس أثناسيوس الرسولي. "تجسد الكلمة" (54/ 4-5). مرجع سابق، ص. 173-174.
[23] القديس أثناسيوس الرسولي. "تجسد الكلمة" (57/ 1-2) مرجع سابق، ص. 180-181.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/church-pillars.html
تقصير الرابط:
tak.la/v7cnvj6