محتويات: (إظهار/إخفاء) |
كنيستنا القبطية تؤمن بتاريخية العهد القديم (1) الطوفان (2) انقلاب سدوم وعمورة (3) العُليقة (4) المَن (5) الحيَّة النحاسية (6) قصة داود (7) قصة يونان |
ثالثًا: أحداث في العهد القديم يشهد السيد المسيح لصحتها تاريخيًا:
يعتقد البعض أن كثيرًا من الأحداث التي ذُكرت في العهد القديم هي مجرد أساطير خرافية لم تحدث تاريخيًّا، أو في أحسن الأوضاع هي مجرد قصص خيالية ذكرها الوحي، ليشرح من خلالها حقائق يريد الله أن يبلغها للناس ولكنها لم تحدث تاريخيًا.
أي أن جميع ما ورد في العهد القديم هو قصص حقيقية حدثت تاريخيًّا، وتدل على تدخل الله في تاريخ البشرية بالمكافأة والعقوبة والتنبيه والتحذير والصداقة والتكلّم والظهور.. كما قيل: "اللهُ، بَعدَ ما كلَّمَ الآباءَ بالأنبياءِ قَديمًا، بأنواعٍ وطُرُقٍ كثيرَةٍ" (عب1: 1).
وهذه القصص التاريخية تحمل أيضًا اتجاهات تعليمية، يريد الله من خلالها توصيل مقاصده الإلهية للبشر، حتى نتعلّم فكره وطريقة تعامله معنا ومع التاريخ والأحداث.. فنحن نؤمن بكلا الاتجاهين: التاريخي والتعليمي.. ما لم يتضح غير ذلك مثل سفر نشيد الأنشاد الذي يُعبِّر كله عن علاقة الحب بين الله والنفس البشرية، دون أن يكون هناك قصة غرامية حقيقية بين سليمان الملك وإحدى البنات كما يدّعي البعض.
ويشهد السيد المسيح ببساطة وتلقائية لمصداقية وتاريخية هذه القصص والأحداث، كما يتضح لنا من هذه الشواهد من الأناجيل الأربعة:
* "وكَمَا كانَتْ أيّامُ نوحٍ كذلكَ يكونُ أيضًا مَجيءُ ابنِ الإنسانِ. لأنَّهُ كما كانوا في الأيّامِ التي قَبلَ الطّوفانِ يأكُلونَ ويَشرَبونَ ويتزَوَّجونَ ويُزَوجونَ، إلَى اليومِ الذي دَخَلَ فيهِ نوحٌ الفُلكَ، ولم يَعلَموا حتَّى جاءَ الطّوفانُ وأخَذَ الجميعَ" (مت24: 37-39).. هنا لم يتكلّم السيد المسيح عن الطوفان كقصة رمزية أو أسطورة خيالية، بل كحقيقة تاريخية ثابتة ومعروفة.
* "الحَقَّ أقولُ لكُمْ: ستَكونُ لأرضِ سدومَ وعَمورَةَ يومَ الدينِ حالَةٌ أكثَرُ احتِمالًا مِمّا لتِلكَ المدينةِ" (مت10: 15).
* "كذلكَ أيضًا كما كانَ في أيّامِ لوطٍ: كانوا يأكُلونَ ويَشرَبونَ، ويَشتَرونَ ويَبيعونَ، ويَغرِسونَ ويَبنونَ. ولكن اليومَ الذي فيهِ خرجَ لوطٌ مِنْ سدومَ، أمطَرَ نارًا وكِبريتًا مِنَ السماءِ فأهلكَ الجميعَ" (لو17: 28-29).
* "اُذكُروا امرأةَ لوطٍ!" (لو17: 32).. التي تحولت إلى عمود ملح.. "ونَظَرَتِ امرأتُهُ مِنْ ورائهِ فصارَتْ عَمودَ مِلحٍ" (تك19: 26).. هنا أيضًا يشهد السيد المسيح لواقعية وتاريخية وحقيقة قصة انقلاب سدوم وعمورة، وتحول امرأة لوط إلى عمود ملح كما وردت في سفر التكوين.
* "وأمّا أنَّ الموتَى يَقومونَ، فقد دَلَّ علَيهِ موسَى أيضًا في أمرِ العُلَّيقَةِ كما يقولُ: الرَّبُّ إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ" (لو20: 37).. لم تكن العُليقة المشتعلة بالنار ولم تحترق مجرد قصة بل حقيقة يشهد لها السيد المسيح.
* "آباؤُكُمْ أكلوا المَنَّ في البَريَّةِ وماتوا" (يو6: 49).
* "هذا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. ليس كما أكلَ آباؤُكُمُ المَنَّ وماتوا" (يو6: 58).. لم يكن المَن النازل من السماء لتغذية شعب الله في البرية لمدة أربعين سنة مجرد رمز فقط لسر الإفخارستيا، بل كان أيضًا حقيقة واقعة وتاريخية.
* "وكما رَفَعَ موسَى الحَيَّةَ في البَريَّةِ هكذا يَنبَغي أنْ يُرفَعَ ابنُ الإنسانِ" (يو3: 14).. مَنْ يُصدِّق أن الملدوغ من الحيَّات السامة يحتاج فقط أن يرفع عينيه إلى الحيَّة النحاسية فيبرأ من التسمم ويُنقذ من الموت؟! "فصَنَعَ موسَى حَيَّةً مِنْ نُحاسٍ ووَضَعَها علَى الرّايَةِ، فكانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إنسانًا ونَظَرَ إلَى حَيَّةِ النُّحاسِ يَحيا" (عد21: 9). إنها معجزة حدثت في البرية، وذكرت في سفر العدد، وصادق على صحتها السيد المسيح بل وفسَّر معناها أنها كانت رمزًا لصليب السيد المسيح، الذي قيل عنه: "اِلتَفِتوا إلَيَّ واخلُصوا يا جميعَ أقاصي الأرضِ، لأني أنا اللهُ وليس آخَرَ" (إش45: 22).
* "أما قَرأتُمْ قَطُّ ما فعَلهُ داوُدُ حينَ احتاجَ وجاعَ هو والذينَ معهُ؟ كيفَ دَخَلَ بَيتَ اللهِ في أيّامِ أبيأثارَ رَئيسِ الكَهنةِ، وأكلَ خُبزَ التَّقدِمَةِ الذي لا يَحِلُّ أكلُهُ إلاَّ للكَهَنةِ، وأَعطَى الذينَ كَانوا مَعهُ أَيضًا" (مر2: 25-26).. أيضًا هذه قصة وردت في سفر صموئيل الأول.. "والآنَ فماذا يوجَدُ تحتَ يَدِكَ؟ أعطِ خَمسَ خُبزاتٍ في يَدي أو المَوْجودَ". فأجابَ الكاهِنُ داوُدَ وقالَ: "لا يوجَدُ خُبزٌ مُحَلَّلٌ تحتَ يَدي، ولكن يوجَدُ خُبزٌ مُقَدَّسٌ إذا كانَ الغِلمانُ قد حَفِظوا أنفُسَهُمْ لا سيَّما مِنَ النساءِ"... فأعطاهُ الكاهِنُ المُقَدَّسَ، لأنَّهُ لم يَكُنْ هناكَ خُبزٌ إلا خُبزَ الوُجوهِ المَرفوعَ مِنْ أمامِ الرَّب لكَيْ يوضَعَ خُبزٌ سُخنٌ في يومِ أخذِهِ" (1صم21: 3-4، 6).. وهنا يُصادق السيد المسيح على صحة حدوثها تاريخيًّا.
* "لأنَّهُ كما كانَ يونانُ في بَطنِ الحوتِ ثَلاثَةَ أيّامٍ وثَلاثَ لَيالٍ، هكذا يكونُ ابنُ الإنسانِ في قَلبِ الأرضِ ثَلاثَةَ أيّامٍ وثَلاثَ لَيالٍ. رِجالُ نينَوَى سيَقومونَ في الدينِ مع هذا الجيلِ ويَدينونَهُ، لأنَّهُمْ تابوا بمُناداةِ يونانَ، وهوذا أعظَمُ مِنْ يونانَ ههنا!" (مت12: 40-41).. لم تنل قصة في الكتاب المُقدَّس من التشكيك مثلما نالت قصة يونان والحوت.. ولكن ربنا يسوع المسيح قد شهد بصدق هذه القصة وحقيقتها وتاريخيتها.. ونحن يكفينا شهادة السيد المسيح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/credibility-of-revelation/events.html
تقصير الرابط:
tak.la/c55caz9