في زواج إبراهيم من سارة.. ألا تجد معي صديقي القارئ إشارة بديعة هنا إلى علاقة المسيح بالكنيسة (البشرية)، فهي أخته ابنة الآب السماوي، وهو قد صار "بكرًا بَينَ إخوَةٍ كثيرينَ" (رو8: 29)، ثم صارت له زوجة لأن الكنيسة هي عروس المسيح.. "خَطَبتُكُمْ لرَجُلٍ واحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذراءَ عَفيفَةً للمَسيحِ" (2كو11: 2).
بالرغم من أن إبراهيم كان متزوجًا من سارة، ولكنه تزوج بهاجر.. إشارة إلى المسيح الذي ارتبط كعريس بالكنيسة التي من خلفيتيْن يهودية وأممية.. "أمِ اللهُ لليَهودِ فقط؟ أليس للأُمَمِ أيضًا؟ بَلَى، للأُمَمِ أيضًا" (رو3: 29). "فإنَّهُ مَكتوبٌ: أنَّهُ كانَ لإبراهيمَ ابنانِ، واحِدٌ مِنَ الجاريَةِ والآخَرُ مِنَ الحُرَّةِ. لكن الذي مِنَ الجاريَةِ وُلِدَ حَسَبَ الجَسَدِ، وأمّا الذي مِنَ الحُرَّةِ فبالمَوْعِدِ. وكُلُّ ذلكَ رَمزٌ، لأنَّ هاتَينِ هُما العَهدانِ، أحَدُهُما مِنْ جَبَلِ سيناءَ، الوالِدُ للعُبوديَّةِ، الذي هو هاجَرُ. لأنَّ هاجَرَ جَبَلُ سيناءَ في العَرَبيَّةِ. ولكنهُ يُقابِلُ أورُشَليمَ الحاضِرَةَ، فإنَّها مُستَعبَدَةٌ مع بَنيها. وأمّا أورُشَليمُ العُليا، التي هي أُمُّنا جميعًا، فهي حُرَّةٌ. لأنَّهُ مَكتوبٌ: "افرَحي أيَّتُها العاقِرُ التي لم تلِدْ. اِهتِفي واصرُخي أيَّتُها التي لم تتمَخَّضْ، فإنَّ أولادَ الموحِشَةِ أكثَرُ مِنَ التي لها زَوْجٌ". وأمّا نَحنُ أيُّها الإخوَةُ فنَظيرُ إسحاقَ، أولادُ المَوْعِدِ. ولكن كما كانَ حينَئذٍ الذي وُلِدَ حَسَبَ الجَسَدِ يَضطَهِدُ الذي حَسَبَ الرّوحِ، هكذا الآنَ أيضًا. لكن ماذا يقولُ الكِتابُ؟ "اطرُدِ الجاريَةَ وابنَها، لأنَّهُ لا يَرِثُ ابنُ الجاريَةِ مع ابنِ الحُرَّةِ". إذًا أيُّها الإخوَةُ لسنا أولادَ جاريَةٍ بل أولادُ الحُرَّةِ" (غل4: 22-31).
هنا يشرح مُعلِّمنا بولس الرسول أن هاجر رمز للناموس والعهد القديم والعبودية، أما سارة الحرة فترمز إلى العهد الجديد عهد الحرية والنعمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/christ-in-genesis/abraham-wives.html
تقصير الرابط:
tak.la/2x8mj5m