St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   all-may-be-one
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ليكون الجميع واحدًا - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

18- سر الكهنوت

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

(1) الكنيسة رعيَّة واحدة
(2) سلطان الكهنوت
(3) الكهنوت والأبوة
(4) الأسقف علامة وحدة الكنيسة
الخلاصة

 (5) سر الكهنوت:

 الكهنوت في الكنيسة المسيحية هو سر حفظ ورعاية الوحدة.. فالكاهن بسلطان الكهنوت الممنوح له يجمع الجميع في رعية واحدة، يكون لها أبًا، يقودها في دروب الحب، والإثمار، والتسامح، والخدمة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(1) الكنيسة رعيَّة واحدة:

 لقد أعلن السيد المسيح هدفه من عمله كراعٍ صالح.. أن يكون الجميع "رعية واحدة"، وأن يكون لها "راع واحد" (يو10: 16). لقد كان هدفه دائمًا أن "يجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحدٍ" (يو11: 52).

* وهذه المهمة العظيمة أَوْكَلَهَا رب المجد إلى كهنة الكنيسة المقدسة، ممثلين في شخص القديس بطرس الرسول، حينما كرر عليه ثلاث مرات: "ارعَ خرافي.. ارعَ غنمي.. ارعَ غنمي" (يو21: 15 – 16 – 17).

* وهذا ما أكده مُعلِّمنا بولس الرسول، في اجتماعه الرعوي مع الأساقفة والقسوس في ميليتس، عندما قال لهم: "احترزوا إذًا لأنفسكم ولجميع الرعيَّة التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع20: 28).

* وكذلك مُعلِّمنا بطرس الرسول في حديثه إلى قسوس الكنيسة.. "ارعوا رعيَّة الله التي بينكم نُظارًا... صائرين أمثلة للرعيَّة" (1بط5: 2-3).

 فصار العمل الرعوي الأول للكاهن في الكنيسة المسيحية أن يجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد، وأن يجعل الكنيسة رعية واحدة، تكميلًا لعمل السيد المسيح في كنيسته، وتحقيقًا لهدفه المقدس.

 وعلى الشعب والخدام.. أن يخضعوا للأب الأسقف والأب الكاهن، من أجل حفظ وحدانية الروح في الكنيسة، فمعظم الخلافات في الكنائس تجيء من انعدام روح الخضوع والطاعة والحب.

 وكذلك على الآباء.. ألا يغيظوا أولادهم، بل يقودوهم بروح الأبوة والحب، مُراعين مشاعرهم واحتياجاتهم، وباذلين أنفسهم ووقتهم وجهدهم بكل الحب من أجل رعايتهم، وتجميعهم في حضن المسيح.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) سلطان الكهنوت:

 لقد منح السيد المسيح كهنته سلطانًا ليسوسوا الكنيسة وينظموها ويقودوها.. هذا السلطان يتكلَّم عنه مُعلِّمنا بولس الرسول بكونه "لبُنيانِكُم لا لِهَدمِكُم" (2كو10: 8)، "السلطان الذي أعطاني إيَّاهُ الرب للبُنيانِ لا للهَدمِ" (2كو13: 10).

هذا السلطان يتمثل في:

* سلطان التعميد: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت28: 19).

* سلطان منح الروح القدس: "... حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبِلوا الروح القدس" (أع8: 14-17)، "ولمَّا رأى سيمون أنه بوضع أيدي الرسل يُعطى الروح القدس قدَّم لهما دراهم قائلًا: أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان" (أع8: 18-19).

* سلطان الكرازة والتعليم: "ليس لجميع الشعب، بل لشهود سبق الله فانتخبَهُم. لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات. وأوصانا أن نَكرِز للشعب ونشهدَ..." (أع10: 41-42).

* سلطان الحِّل والربط: "الحقَّ أقول لكم: كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكل ما تحلُّونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت18: 18)، "اقبلوا الروح القدس. مَنْ غفرتُم خطاياه تُغفَر له، ومَنْ أمسكتُم خطاياه أُمسِكَت" (يو20: 22-23).

* سلطان ممارسة الإفخارستيا: "اصنعوا هذا لذِكرِي" (لو22: 19). هذه السلطات الإلهية الممنوحة للآباء الكهنة هدفها في النهاية "للبنيان لا للهدم"..

* ففي المعمودية يضم الكهنة أعضاءً جددًا للكنيسة.

* وفى الميرون يمنحون الروح الواحد لكل عضو في هذا الجسد المقدس العظيم.

* وفى الكرازة والتعليم يحافظون على الإيمان الواحد "المسلَّم مرَّة للقديسين" (يه3).

* وفى سلطان الحِّل والربط يقودون الخروف الضال إلى داخل الحظيرة، والذئب الخاطف إلى خارجها.

* وفى الإفخارستيا يجمعون الشعب في الجسد المقدس بالتناول منه ليكونوا جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا.

وهكذا في باقي الأسرار والأعمال الكهنوتية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) الكهنوت والأبوة:

 وما يضمن أن يكون هذا السلطان للبناء والتجميع ووحدة الكنيسة.. هو أن الكهنة آباء..

* مثلما علَّمنا بولس الرسول.. "لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح, لكن ليس آباء كثيرون. لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل" (1كو4: 15).

* وكان يتكلَّم مع المؤمنين بصفتهم أولاده المحبوبين.. "كأولادي الأحباء أُنذركم" (1كو4: 14)، "أقول كما لأولادي: كونوا أنتم أيضًا مُتَّسعين" (2كو6: 13)، "يا أولادي الذين أتمخَّض بكم أيضًا إلى أن يتصوَّر المسيح فيكم" (غل4: 19).

* ونفس الأحاسيس كان يشعر بها القديس يوحنا الرسول تجاه مخدوميه، فهو أب لهم وهم أولاده بالحق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. "يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تُخطئوا" (1يو2: 1)، "يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحقِّ" (1يو3: 18)، "ليس لي فرح أعظم من هذا: أن أسمع عن أولادي أنهم يَسلُكون بالحقِّ" (3يو4).

 ما أجمل هذه الروح الجميلة التي تكتنف العلاقة بين الكاهن وشعبه.. إذ هم أبناؤه وهو أبوهم في المسيح.. لذلك ننادى الكاهن (أبونا)، ويكون راعى رعاة الكنيسة بالنسبة لنا هو (البابا)، وكلمة البطريرك معناها (رئيس الآباء).

 والأسقف هو أيضًا أب إذ يُنادي في ألحان الكنيسة: "أبونا القديس الأسقف الأنبا...". روح الأبوة في الكنيسة هي التي تحفظ الوحدة والحب والأسرة الواحدة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(4) الأسقف علامة وحدة الكنيسة:

St-Takla.org Image: First day of priesthood for Fr. Bishoy Kamel (1931-1979) صورة في موقع الأنبا تكلا: أول يوم في الكهنوت للأب بيشوي كامل (1931-1979)

St-Takla.org Image: First day of priesthood for Fr. Bishoy Kamel (1931-1979)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أول يوم في الكهنوت للأب بيشوي كامل (1931-1979)

 لا يمكن أن يكون في الكنيسة للإيبارشية الواحدة أكثر من أسقف واحد، ووجود أسقف آخر لنفس المدينة يعنى أنه يرأس كنيسة أخرى غير الأرثوذكسية وهذا برهان انشقاق.

 لذلك ينُادى باسم الأسقف في الكنيسة أثناء الصلاة الليتورجية حتى في غيابه.. علامة انتماء إلى الكنيسة الواحدة التي يرأسها هذا الأب الأسقف.

 وأسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو البابا البطريرك لذلك ينُادى اسمه في كل الكنائس.. مع ذكر شريكه في الخدمة الرسولية الأسقف المحلى.. علامة وحدانية الكنيسة الجامعة (البابا البطريرك)، وعلامة انتماء للكنيسة المحلية (أسقف الإيبارشية).

 والأسقف يجمع الكنيسة العامة، لأنه يهتم بوحدة الإيمان في كل الكنائس المحلية، ويهتم بالجماعة كلها وليس بكنيسة واحدة محلية، ويهتم أيضًا بترسيخ فكرة جامعية الكنيسة، وعمومية عضويتنا في الجسد الواحد، متخطيًا حدود الكنائس المحلية والانتماءات الصغيرة.

 ويهتم بأن تنفق الكنائس المحلية الغنية على الكنائس الفقيرة، من أجل حفظ الوحدة والسلام، مثلما كان يفعل القديس بولس الرسول: "لأن أهل مكدونية وأخائية استحسنوا أن يصنعوا توزيعًا لفقراء القدِّيسين الذين في أورشليم" (رو15:26).

 ويهتم كذلك الأسقف بتنسيق الخدمة والرعاية بين الكنائس المحلية، وفض أي خلافات تحدث من أجل حفظ وحدانية وسلام الكنيسة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الخلاصة:

 الكهنوت إذن في الكنيسة هو سر حفظ الوحدة.. فالجميع في كل رتب الكهنوت من شماس وقس وأسقف يعملون على خدمة رعية الله الواحدة، ورد الضال إلى الحظيرة الواحدة، وحفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل، وتتميم الأسرار التي تهدف إلى الوحدة – كما شُرح - وحفظ الإيمان نقيًا سليمًا واحدًا بغير تغيير، ويعملون بكل جهدهم على حفظ سلام الكنيسة وعدم انشقاقها.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/all-may-be-one/priesthood.html

تقصير الرابط:
tak.la/waq8fns