St-Takla.org  >   books  >   anba-macarious  >   enlightenment
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الاستنارة في حياة الآباء - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

3- سر استنارة الكنيسة

 

St-Takla.org Image: Saint Basil the Great of Caesarea. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس باسيليوس الكبير من قيصرية.

St-Takla.org Image: Saint Basil the Great of Caesarea.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس باسيليوس الكبير من قيصرية.

لا شك أن هبة المعمودية هي سر استنارة الكنيسة، أو بمعنى آخر أن الاستنارة هي هبة إلهيه ُتمنح لنا خلال هذا السر، والمرتبط بعطية الروح القدس في سر التثبيت. وهكذا فإن الإنسان الروحي الذي استنار بالروح القدس فيصبح قادرًا على التمييز بين ما هو جيّد وما هو رديء "الإنسان الروحي يحكم في كل شيء ولا ُيحكم فيه". ويقول القديس باسيليوس الكبير، عن الروح القدس أنه مصدر القداسة والنور العقلي والذي يهب كل الخليقة الاستنارة لفهم كل شيء(1).

إنها إشراقة القلب والدخول بالإنسان إلى النور بعد ظلام طويل مع الخطية والموت (الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورًا عظيمًا والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور (مت 4:16).

لقد صرح السيد المسيح أنه نور العالم (يو8: 12) ثم عاد ليهبنا تلك العطية بأن جعلنا نورًا للعالم (متى 5: 14) وما نور العالم الذي فينا، إلا انعكاس لذلك النور الإلهي الذي نحمله داخلنا، ويشرق فينا بفعل الروح القدس.

يقول القديس اغسطينوس:

 (لنقترب إليه ونستنير لأنه هو النور الحقيقي "بنورك يا رب نعاين النور" وهو النور الذي ينير لكل إنسان" الآتي إلى العالم، ولكونه النور فهولا ُيخزى ولا يسمح لمن يستنير به أن ُيخزى)(2).

وبتحديد أكثر فإن سر الاستنارة يكمن في قيامة الرب، والتي هي -أي القيامة- العمود الفقري في إيماننا المسيحي، فان المعمودية ليست موت فقط مع المسيح ولكنها قيامة أيضا معه، (فالقيامة هي التي أكدت أن الذي مات هو الرب)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولقد قدمت لنا القيامة: الحياة الجديدة التي لن يغلبها الموت ولن تقدر الظلمة أن تغشاها أو يحتويها قبر: لذلك يقول القديس بولس: "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" (اف 5: 14)(3).

ولما كان العماد هو التمتع بقيامة الرب فينا لذا فقد ُدعي هذا السر: "استنارة".

يقول القديس كليمندس السكندري: "إذ نعتمد نستنير، وإذ نستنير ُنتبنى وأذ ُنتبنى ُنكمل"... ويقول أيضًا: "يدعى هذا الفعل -سر المعمودية- بأسماء كثيرة أعنى نعمة واستنارة وكمالاً وحميمًا، فهو استنارة به نرى نور القدوس الخلاصي أعنى أننا به نشخص إلى الله بوضوح..

أما القديس غريغوريوس النزينزي فيقول: "الاستنارة وهي المعمودية، هي معينة الضعفاء، واهبة النور ونقض الظلمة.. وهي -أي الاستنارة- مركب يسير تجاه الله برفقة المسيح أساس الدين. تمام العقل، مفتاح الملكوت، استنارة الحياة.

ويتغنّى القديس يعقوب السروجي بها قائلاً: "المعمودية هي ابنة النهار. فتحت أبوابها فهرب الليل. الذي دخلت إليه الخليقة كلها.."

_____

الحواشي والمراجع:

(1) كتابه عن الروح القدس. فصل 9 - فقرة 22، 23.

(2) ورد حديث القديس اغسطينوس في كتابه مدينة الله. فصل 2، وذلك في إطار المقارنة بين مفهوم الاستنارة عند أفلاطون والمسيحية.

(3) ترنيمة كانت تُقال في العماد .


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-macarious/enlightenment/church.html

تقصير الرابط:
tak.la/p29t5ac