يوجد أناس يهاجمون الرهبنة ويقولون ما هي فائدة الرهبنة؟
يحكى لنا تاريخ الكنيسة أنه عندما اشتدت الحرب على القديس أثناسيوس في الإسكندرية أضطر الأنبا انطونيوس أن ينزل من البرية، ليس لأجل أن يترك البرية ويعيش في العالم، لكن لكي يشهد للإيمان الصحيح، فكان الناس يسألونه هل إيمان أثناسيوس هو الصحيح أم إيمان أريوس؟
كان أريوس يؤلف الترانيم الكنسية وكان الناس تعجبون بها ويحفظونها، وهذه الترانيم كانت تحوى عقيدته الخاطئة. فعندما رأى الناس الأنبا أنطونيوس بوجهه النوراني سألوه أي إيمان هو الصحيح؟ فكان يقول لهم إن إيمان أثناسيوس هو الصحيح.
هناك أناس يحتاجون لمن يسندهم لأنه ليست لديهم القدرة على الجدل العقائدي واللاهوتي. وهنا ينطبق على الأنبا أنطونيوس نفس المثل القائل أن [القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود]. كان الأنبا أنطونيوس في زمانه مثل مظهر مجيء إيليا النبي في وقت عصيب على الكنيسة.
لقد ساند القديس أنطونيوس البابا أثناسيوس في الإسكندرية، لأن الناس كانت تصدِّق كلام الأنبا أنطونيوس فتتبع البابا أثناسيوس.
إن تاريخ الأريوسية يسجل أن سبعمائة شمامسة مكرسة تبعوا تعاليم أريوس، وسبعة من القسوس وأسقفين وحوالي اثني عشر شماس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أن مؤشر سبعمائة شماسة مكرسة يدل على تأثر المرأة العاطفي بشخصية أريوس، لأن شخصيته كانت ساحرة وكان يعمل أمورًا خلابة. فقد ذكر شاف Schaff المؤرخ الكاثوليكي وهو من أكبر المؤرخين في تاريخ المسيحية، أن شخصية أريوس كانت جذابة، وأنه كان وسيمًا، وكان بليغ في خطابه، وكان شاعرًا أيضًا لأنه عمل ترانيم كثيرة جدًا. وأعتقد أنه كان موسيقار أيضًا لأن الترانيم تحتاج إلى موسيقى. فكان موهوبًا بصورة غير عادية.
كان القديس أثناسيوس لاهوتيا ودارسًا للكتاب المقدس، لكن ربما لم تكن عنده كل هذه المواهب والفن الذي كان عند أريوس. لذلك كان يحتاج إلى مساندة القديس الأنبا أنطونيوس.
علاوة على ذلك، فإنه من المعروف أن القديس أثناسيوس عاش ثلاثة سنوات يغسل أيدي أنبا أنطونيوس في البرية. أي أن الرهبنة كانت لها تأثيرها في حياته وجعلته أن لا يتضايق عند نفيه عن كرسيه. فقد قضى القديس أثناسيوس خمسة وأربعون سنة على الكرسي المرقسي منها تسعة عشر سنة في الإسكندرية، وستة وعشرون سنة قضاها في المنفى، إذ حُكم عليه بالنفي خمس مرات. لكن الله لم يسمح أن تكتسح الأريوسية الإسكندرية في أيام أريوس.
كان البابا ألكندروس قد جمع مجمعًا من مائة أسقف تم فيه حرم أريوس، فرحل عن الإسكندرية. لكن لم ينته الأمر برحيله ولا بحرمه لأنه كان له أتباع ينشرون أفكاره، فاستمر الصراع مع الأريوسية مدة طويلة.
وعمل أريوس نفسه نشاطًا كبيرًا جدًا في نيقومدية وقيصرية وفي كبادوكية. فكان ذلك يتسبب في صدور أحكام بالنفي من وقت لآخر ضد القديس أثناسيوس. إلى أن تم حسم الأمور وانتصرت الأرثوذكسية بصورة حاسمة في مجمع القسطنطينية سنة 381م، بعد نياحة البابا أثناسيوس، عندما تأكد قانون الإيمان النيقاوي وتم استكماله بالجزء الخاص بالروح القدس.
ما يهمنا هو أن القديس أثناسيوس قضى ثلاث سنوات في البرية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/monasticism/benefits.html
تقصير الرابط:
tak.la/v5hcm2r