في قصة إرسال الرب صموئيل النبي إلى بيت لحم ليَمسح ملكًا على إسرائيل من أولاد يسىّ (انظر 1صم16) كان صموئيل النبي هو الوحيد الذي يستطيع أن يسمع صوت الرب في وسط كل من كان حوله في بيت يسىّ في اختيار الرب للملك من أولاد يسىّ؛ حيث كانت له أذن روحية.
من الممكن أن يكون شخص في وسط مجموعة، ويكون هو الوحيد الذي يسمع صوت الرب يكلمه؛ صوت في الأذن؛ صوت داخل القلب يقول له: قم انهض اعمل العمل الفلاني..
عندما رأى صموئيل النبي أليآب شقيق داود الأكبر، قال: “إِنَّ أَمَامَ الرَّبِّ مَسِيحَهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ” (1صم16: 6، 7). وعندما جاء داود النبي وهو الصغير بين إخوته؛ قال الرب لصموئيل النبي: “قُمِ امْسَحْهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ” (1صم16: 12). ففي كل مرة كان صموئيل النبي هو الوحيد الذي يسمع صوت الرب حينما يتكلم ولم يسمع معه أحد هذا الصوت.
“فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا” (1صم16: 13)، وصار هو رأس مملكة يهوذا؛ الذي جاء من نسله السيد المسيح وجلس على كرسيه. وحينما استقبلت الجموع السيد المسيح وهو داخل إلى أورشليم، كانت تصرخ وتقول: “مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ” (مر11: 10). وصار داود جد السيد المسيح.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
داود الشاب الصغير هو الذي أنقذ شعب إسرائيل من رعب ورهبة جليات الوثني الجبار “فَسَأَلَ دَاوُدُ الرِّجَالَ الْوَاقِفِينَ مَعَهُ: مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُ ذَلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَيُزِيلُ الْعَارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ؟” (1ص17: 26).
عندما سمعه أخوه الأكبر أليآب، غضب وقال لداود: “لِمَاذَا نَزَلْتَ، وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِتَرَى الْحَرْبَ. فَقَالَ دَاوُدُ: مَاذَا عَمِلْتُ الآنَ؟ أَمَا هُوَ كَلاَمٌ؟” (1ص17: 28، 29).. كان داود إنسانًا متواضعًا وبه روح ربنا وجبار بأس بالرغم من منظره البسيط.
“قَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَمًا، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ. فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فَمِهِ. وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ” (1ص17: 34، 35). وانتصر داود الشاب الصغير على جليات الجبار، لأن داود كان ممتلئًا من الروح القدس وروح الرب كان قد حلّ عليه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/five-senses/spiritual-ear.html
تقصير الرابط:
tak.la/vx674pz