كثيرًا ما يتردد في تعبيراتنا الدارجة اليومية فنقول “اسمع الكلام” ولا نقصد مجرد سماع الكلام بالأذن إنما المقصود هو طاعة القلب. فإذا سألت ابنك أن يسمع الكلام تقصد أن يطيع. لأن مجرد سماع الألفاظ؛ هو أمر تلقائى تستقبل فيه الأذن الموجات الصوتية دون أن يطلب منها أحد. لذلك يقول الكتاب المقدس: “مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ” (رؤ2: 7، 11، 17)، أي من يسمع ويدخل الكلام إلى قلبه ويؤثر على حياته. بينما يوجد من يقولون عنه ما ورد في المثل القائل "وِدن من طين، ووِدن من عجين" بمعنى؛ أذن لا تسمع..
القديس الأنبا أنطونيوس دخل إلى الكنيسة وكانت أذناه مائلتين للسمع وقلبه مستعدًا للطاعة، فسمع الإنجيل يقول له “إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي” (مت19: 21) فذهب ووزع كل ماله على الفقراء، وخرج إلى البرية لكي يعيش حياة الزهد والفقر الاختيارى والصلاة الدائمة. وصار هو القديس أنطونيوس أب جميع الرهبان.. مجرد عبارة قرأها الشماس في الإنجيل، وسمعها كل الشعب الحاضر في الكنيسة، سمعها كل إنسان غنى وكل شاب في مقتبل العمر. لكن مَن مِن هؤلاء أثّرت فيه هذه الآية؟! القديس أنبا أنطونيوس فقط هو الذي تأثَّر بها. ما أكثر الكلام الذي نقرأه في الكتب المقدسة، لكن من هو الذي يسمع..؟
فالذي يقصده الروح القدس بعبارة “مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ” (مت13:9)؛ أي مَنْ له أذنٌ روحية تسمع كلام الله، وبها يستطيع أن يقول مع المرتل “إني أسمع ما يتكلم به الرب الإله لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولقديسيه وللذين رجعوا إليه بكل قلوبهم” (مز84: 8). هؤلاء هم الخمس عذارى الحكيمات اللائى لهن حواس تستطيع أن تتعامل مع الله حيث مصابيحهن ممتلئة زيتًا..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/five-senses/he-who-has-an-ear.html
تقصير الرابط:
tak.la/4kpyrvh