بينما كان صموئيل الطفل في الهيكل مع عالى الكاهن سمع صوتًا ينادى قائلًا: “صَمُوئِيلُ صَمُوئِيلُ” (1صم3: 10)، فبالرغم من وجود عالى الكاهن في الهيكل إلا أنه لم يسمع ما سمعه الطفل صموئيل.. فهكذا ينادى الله إنسانًا؛ فيسمع هذا الشخص صوت الرب بينما لا يسمعه من حوله!
فكان صموئيل يذهب إلى عالى الكاهن ويقول: “هَاأنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي. فَقَالَ: لَمْ أَدْعُ. ارْجِعِ اضْطَجِعْ. فَذَهَبَ وَاضْطَجَعَ” (1صم3: 5) ولما تكرر الأمر، فهِم عالى الكاهن أن الرب يدعو الصبى فقال لصموئيل: “اذْهَبِ اضْطَجِعْ، وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ. فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَاضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ. فَجَاءَ الرَّبُّ وَوَقَفَ وَدَعَا كَالْمَرَّاتِ الأُوَلِ: صَمُوئِيلُ صَمُوئِيلُ. فَقَالَ صَمُوئِيلُ: تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ. فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: هُوَذَا أَنَا فَاعِلٌ أَمْرًا فِي إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ. أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ. وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ. وَلِذَلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ” (1صم3: 9-14).
في الصباح خاف الطفل صموئيل أن يخبر عالى الكاهن بالرؤيا لصعوبة الرسالة. ولكنه ألّح عليه كثيرًا وسأله ما الكلام الذي كلّمك به الرب لا تُخفِ عنى، فأخبره. وللأسف بدلًا من أن يتّعظ عالى من هذه الرسالة تهاون ولم يفعل شيئًا (انظر 1صم 3).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لماذا لم يسمع عالى الكاهن صوت الرب عندما تكلم مع صموئيل؟ لأن عالى لا يريد أن يطيع صوت الله في قلبه ولم يُرجِع أولاده عن أخطائهم وزناهم؛ لم يؤدبهم؛ لم يفصلهم عن الكهنوت. فكانت النتيجة، غضب الرب على عالى الكاهن، ولم يسمع عالى صوت ربنا كما سمعه صموئيل الذي كانت لديه الأذن الروحية المدربة لسماع صوت الله. وهذا كله لأن عالى الكاهن لم يطهّر الهيكل من خطية أولاده، لذلك كان لا بُد أن يزول المجد ويزول الكهنوت من بيت عالى “لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ” (1صم3: 14).
كان صموئيل النبي يسمع صوت ربنا لأنه ذا قلب نقى؛ قلب طاهر. أما عالى الكاهن فقد كان قلبه مغلقًا، لذلك لم يقدر أن يسمع صوت ربنا. لم يصل إليه صوت ربنا مباشرةً، لكن وصل له عن طريق شاهد يشهد أن هذه الكلمات قد وصلت.
ليت شعارك يكون: “إني أسمع ما يتكلم به الرب الإله لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولقديسيه وللذين رجعوا إليه بكل قلوبهم” (مز84: 8).
“موسى وهرون بين كهنته، وصموئيل بين الذين يدعون باسمه. كانوا يدعون الرب، فيستجيب لهم. بعمود الغمام، كان يكلمهم” (مز98: 5-8) كان الرب يكلِّم موسى النبي مثلما كان يكلِّم صموئيل النبي.. كانوا يدعون الرب وكان يستجيب لهم، وكان الرب يكلمهم وهم يستمعون لصوته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/five-senses/speak-lord.html
تقصير الرابط:
tak.la/n63a67m