أكمل السيد المسيح تعاليمه السامية فقال: "اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم. لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له" (مت7: 7، 8).
إنها دعوة عجيبة لنيل عطايا الآب السماوي مؤيّدة بوعد من فم ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح بأن كل من يسأل يأخذ.
الله نفسه يدعونا أن نطلب.. وذلك لأنه في خيريته يشتاق أن يمنح خيراته وعطاياه للمؤمنين به وبقدرته ومحبته.
عادة يطلب المحتاج من القادر، فإذا كان القادر محبًا للعطاء فإنه يعطيه بسرور وبلا تردد. أما ما يفوق ذلك فهو أن يسعى القادر نحو المحتاج داعيًا إياه أن يطلب وبلا حدود واعدًا إياه بأنه مهما سأل فسوف يأخذ!
هكذا أحب الله العالم حتى أنه مستعد أن يعطي وبلا حدود حتى ولو بذل ابنه الوحيد الجنس لأجل خلاصنا. إنه عطاء المحبة الذي يفوق كل توقعات السائل المحتاج.
الله يريدنا لا أن نطلب الأشياء التي تفنى، بل التي لا تفنى. يريدنا أن نطلب محبته أن تعمل فينا بقوة، ويريدنا أن نطلب معرفته أن تزداد في عقولنا وقلوبنا وأفهامنا، يريدنا أن نطلب ملكوتًا لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ لنا في السماوات. يريدنا أن نطلب القوة الروحية والنصرة على الشر والخطية وكل قوات الظلمة. يريدنا أن نطلب صداقة الملائكة والقديسين. يريدنا أن نطلب ملء الروح القدس في كل مراحل حياتنا، وقيادة الروح القدس وإرشاده ومعونته. يريدنا أن نطلب ثمار الروح القدس في حياة الفضيلة. يريدنا أن نطلب بنيانًا للكنيسة وانتشارًا لملكوته وخلاصًا لأنفس الكثيرين. يريدنا أن نطلب مواهبه وعطاياه لمنفعة الكنيسة وبنيانها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. يريدنا أن نطلب نقاوة في التعليم وأن نطلب أن يرسل فعلة إلى حصاده، لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون. يريدنا أن نطلب من أجل أعدائنا لكي يحوّل الرب الأعداء إلى أصدقاء مثلما حوّل حياة شاول الطرسوسي بصلاة اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء ليصير شاول مضطهد الكنيسة هو بولس رسول يسوع المسيح والمبشر بالإنجيل إلى الأمم. يريدنا أن نطلب لكي يعطي الرب قوة للكارزين والشاهدين لقيامة المسيح من الأموات. يريدنا أن نطلب منه معونة في وقت الضيق لينقذنا.
كل هذه العطايا الإلهية وكثير غيرها، لا يمكننا أن نحصل عليها من العالم وبأي وسائل بشرية. أما وعد السيد المسيح فيؤكد لنا الحصول عليها حينما نسأل أو نطلب من الآب باسمه، أو منه هو شخصيًا، أو من الروح القدس باسمه.
بهذا نرى أهمية الصلاة في حياتنا، في علاقتنا بالله، وفي اقتناء الفضائل، وفي خدمتنا لأجل ملكوت الله، وفي علاقتنا بالآخرين، وفي بنيان الكنيسة.
الصلاة ليست فروضًا نؤديها بلا روح أو بلا عاطفة، بل هي ضرورية لحياتنا الروحية وهي مصدر للخير والبركة والامتلاء من الروح القدس والنمو في محبة الله.
إنها علاقة الأبناء بأبيهم السمائي.. يحيون في بيته ويتنعمون بخيراته وهباته وعطاياه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/request.html
تقصير الرابط:
tak.la/4nh6pvg