St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

241- لي الحياة هي المسيح

 

إننا نستمد الحياة من المسيح الذي أعطانا جسده ودمه لنحيا بهما وقال: "من يأكلني فهو يحيا بي" (يو6: 57).

المسيح هو (شجرة الحياة التي لا يموت آكلوها)، وحينما يقول: "أنا هو.. الحياة" (يو11: 25) فذلك لأننا نحيا به، كما قال معلمنا بولس الرسول: "لي الحياة هي المسيح" (فى1: 21). وقال أيضًا: "متى أُظهِر المسيح حياتُنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كو3: 4).

وكما قال السيد المسيح: "أنا هو.. الحياة" قال أيضًا: "أنا هو القيامة" لأننا نجدد قوة الاتحاد بالمسيح في موته وقيامته التي نلناها في المعمودية، وذلك كلما تناولنا من جسده المحيي المصلوب الحي القائم من الأموات.

القيامة بمعنى حياة النصرة على الخطية والنصرة على الموت الروحي تتحقق بالتوبة والاعتراف والتناول من جسد الرب ودمه.

فحينما نتناول من جسد السيد المسيح فإننا نتمتع بالقيامة ونحيا القيامة ونعترف بها بصورة عملية (بموتك يا رب نبشر، وبقيامتك المقدسة.. نعترف) (القداس الإلهي).

إن السيد المسيح القائم من الأموات يكون حاضرًا في سر التناول المقدس ويمنحنا أن نحيا القيامة ونعايشها، لأن سر القربان هو امتداد لذبيحة الصليب أي لجسد الرب المصلوب المقام من الأموات.

البعض يشتاق أن يعيش أحداث القيامة مع مريم المجدلية وبطرس ويوحنا الرسولين وتلميذيّ عمواس وسائر الرسل والتلاميذ. ونحن نعيشها بالفعل في القداس الإلهي، بل ونتناول هذه القيامة لأن الرب قال عن نفسه: "أنا هو القيامة".

St-Takla.org Image: Jesus appearing to His disciples - Consolator - by Carl Heinrich Bloch (May 23, 1834 - February 22, 1890)

St-Takla.org Image: Jesus appearing to His disciples - Consolator - by Carl Heinrich Bloch (May 23, 1834 - February 22, 1890)

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يظهر للتلاميذ، المعزي، رسم الفنان كارل هينريش بلو (23 مايو 1834 - 22 فبراير 1890)

لهذا يصرخ الأب الكاهن عند نهاية القداس في الاعتراف الأخير وهو يحمل الصينية وفيها الجسد المقدس: (يعطي عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه).

إننا نتناول القيامة ونتناول الحياة لأننا نتناول المسيح، لهذا ينبغي علينا أن نستعد بالتوبة الحقيقية لأن القدسات تُمنَح للقديسين المستعدين لدخول ملكوت السماوات.

أليس التناول من جسد الرب هو عربون الأبدية.. وهو وسيلة للتمرن على الدخول إلى الحياة الأبدية وملكوت السماوات؟ فكم مرة يدعونا الرب لنختبر قوة قيامته في حياتنا؟

إن الاشتراك مع الله في الحياة الأبدية هو العطية الثمينة والعظمى التي طلب السيد المسيح من أجلها قبل صلبه حينما خاطب الله الآب قائلًا بشأن تلاميذه: "أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24).

إن اشتراكنا مع الله في الخلود وفي الحياة الأبدية هو العطية التي ننالها في المسيح وبالمسيح، بقوة دم صليبه المحيي الذي نقلنا من الموت إلى الحياة "لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).

وقد شرح معلمنا بطرس الرسول إن اشتراكنا في الحياة الأبدية يستلزم أن نهرب من الفساد الذي في العالم بالشهوة مقدرين قيمة الخلاص الثمين، ومتمسكين بالمواعيد الإلهية فقال: "سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، إلى الذين نالوا معنا إيمانًا ثمينًا مساويًا لنا، ببر إلهنا والمخلّص يسوع المسيح؛ لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العُظمى والثمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" (2بط1: 1-4).

إن معلمنا بطرس الرسول يقصد أن حياة القداسة ضرورية لننال الوعد بميراث ملكوت الله. وهذا يقتضي الهروب من الفساد الذي في العالم بالشهوة، والسلوك في حياة المجد والفضائل الروحية.

وقد أكّد الرسول بطرس نفسه هذا المعنى في رسالته الأولى بقوله: "فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح. كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم، بل نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة، لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1بط1: 13-16).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/is.html

تقصير الرابط:
tak.la/4qft43a