مقدمة الطبعة الثانية (مزيدة)
نشكر الرب الذي أرشدنا
هذا الكتاب هو ثمرة لتعاليم وتشجيع وتوجيه صاحب القداسة البابا شنودة الثالث وهو مجموعة مقالات بعنوان "تأملات في حياة وخدمة السيد المسيح". نشرت بمجلة الكرازة في المدة من 10 يناير 1992 إلى 17 مارس 2006، تحت إشراف قداسة البابا رئيس التحرير، فلقداسته كل شكر وتقدير. وقد أضفنا إلى ذلك مقالًا عن "ظهور الرب ليشوع بن نون" تم إعداده تحت إشراف وتوجيه قداسة البابا.
ونظرًا لأن موضوعات الكتاب قد تطرّقت إلى ظهورات المسيح السابقة للتجسد وعلاقتها بظهوره في الجسد في العهد الجديد، كان من المناسب أن يكون عنوان الكتاب: المسيح مشتهى الأجيال – منظور أرثوذكسي.
أما ما نشر في مجلة الكرازة عن "المسيح في سفر إشعياء" فسوف يصدر عن ذلك كتاب خاص عند الانتهاء من هذه السلسلة من المقالات. ويمكن أن تضاف بعد ذلك إلى الطبعة التالية من هذا الكتاب بمشيئة الرب.. فالكتاب ممتد ومفتوح إن شاء الرب وعشنا.
وقد تم دمج المقالات التي نُشرت بعد 16 مارس 1996 م. ضمن الكتاب في مواضعها، بحيث أن الطبعة الحالية من الكتاب ليست جزءًا ثانيًا من كتاب "حياة وخدمة السيد المسيح" الذي تم طبعه سنة 1996 م. لأن المقالات الأحدث قد دُمجت في مواضع متعددة تناسب موضوعاتها.
ونظرًا لأن الكتاب يشمل مقالات نشرت على مدى 18 عامًا فإنه من المناسب أن يصدر على جزئين إلى جوار المجلد الجامع للجزئين معًا، مع ملاحظة أن ترقيم الصفحات في الجزء الثاني سوف يكون استمرارًا للترقيم في الجزء الأول مع استخدام الحروف الأبجدية في ترقيم المقدمات.
وإذ نقدّم هذا الكتاب المتواضع للقارئ العزيز ندرك تمامًا أن السيد المسيح لا تسعه كل الكتب المكتوبة في العالم، بل أن العالم نفسه لا يسع الكتب المكتوبة. لأن المسيح هو الذي وضع قوانين الطبيعة والحياة وهو الذي به نحيا ونتحرك ونوجد وله في حياة كل إنسان وكل مخلوق عمل عجيب. كل ذرة في الخليقة تدين بوجودها ونظامها للإله الكلمة الذي "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3).
أيضًا كل ما يعمله المسيح في حياة كل إنسان: في معرفته، في صلواته، في توبته، في خدمته، في علاقته مع الله... كيف نحصر هذا المحيط اللانهائي المملوء بالأسرار؟!
ومع ذلك فإن هذا الكتاب يركّز على ما ورد في الكتب المقدسة عن السيد المسيح. بقصد التأمل في حياة وخدمة السيد المسيح وأسمينا كل مقالاته "أضواء من الإنجيل". وحتى في حديثنا عن المسيح في العهد القديم فقد فعلنا ذلك في ضوء الإنجيل الذي هو بشارة الخلاص الذي أعده الله من قبل تأسيس العالم.
إذًا مع السيد المسيح نتأمل في عمله وظهوراته عبر العصور منذ عصر آدم ومن بعده البطاركة الأولْ، مرورًا بعمله مع موسى، وإنذاره لبلعام، وعمله مع يشوع والقضاة والأنبياء (مثل ظهوره لإشعياء النبي في الرؤيا)، ثم في تجسده وولاته من العذراء مريم، ونشأته، وعماده، ومسحه بالروح القدس، وصومه على الجبل، وهزيمته للشيطان هناك، وبداية خدمته ودعوته للآباء الرسل، ومعجزاته، وشروحاته اللاهوتية عن الآب وعن نفسه باعتباره الابن الوحيد وعن الروح القدس، وحواراته مع اليهود، وتعاليمه السامية، وكلماته الخالدة، ومناجاته مع الآب، وتأسيس سر العشاء الرباني وآلامه، ومحاكمته، وصلبه، ودفنه، وقيامته، وتعاليمه عن الأمور المختصة بملكوت الله، وشرح أسرار الكنيسة، وإرساله الرسل إلى العالم، وإرساله الروح القدس إلى الكنيسة قبل أن يبدأ الرسل إرساليتهم حسب موعد الآب السماوي. ثم مجيئه الثاني في نهاية العالم، وما يسبق هذا المجيء الثاني من علامات.
وليرافق الرب يسوع المسيح حياتنا جميعًا بنعمته بصلوات صاحب القداسة البابا شنودة الثالث معلِّم هذا الجيل، أطال الرب حياة قداسته، ومتّعه بموفور الصحة على مدى الأيام، حارسًا للإيمان وراعيًا للقطيع إلى بر الأمان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/intro2.html
تقصير الرابط:
tak.la/8f3mytn