بعد ذلك صرخ السيد المسيح بصوتٍ عظيم قائلًا: "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" (لو23: 46)، لقد أعلن بداية عهد جديد للبشرية تذهب بها أرواح الناس بين يدي الآب وليس إلى الجحيم، تذهب إلى القديسين. والآب الذي أعطاها هو أعظم من الكل ولا يستطيع أحد أن يخطف من يده شيء. وكانت هذه هي صرخة الانتصار على إبليس. "ونكس رأسه وأسلم الروح" (يو19: 30) خرج السيد المسيح من الجسد ليس كمهزوم ولكن كمنتصر ذهب إلى الجحيم ودمّره، أخرج الذين في السجن ونقلهم إلى الفردوس بروحه الإنسانية المتحدة باللاهوت.
وهذه الصرخة أيضًا أفزعت الشيطان وكل مملكته لأنه لأول مرة خرجت النفس الناسوتية ولم يستطع الشيطان أن يمسكها. لأنه منذ سقوط أبوينا الأولين، لم يستطع أحد أن يقولها عند موته. فكل من مات لم يستطع أن يستودع روحه في يديّ الآب، بل كان إبليس يقبض على تلك النفوس، ويحبسها في الجحيم، حتى جاء السيد المسيح وأخرج أنفس الذين رقدوا على رجاء الخلاص.
لذلك قال معلمنا بطرس الرسول عن السيد المسيح: "مماتًا في الجسد ولكن محييً في الروح. الذي فيه أيضًا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن" (1بط3: 18، 19).
لقد نزل السيد المسيح إلى الجحيم من قبل الصليب بروحه الإنساني المتحد باللاهوت وقد سحق الجحيم ببرق لاهوته عندما انحدر إليه ليخلّص الذين انتظروا مجيئه وخلاصه العجيب.
من أراد أن يستزيد بتأملات غزيرة عن "كلمات السيد المسيح السبعة على الصليب"؛ فليرجع إلى كتاب قداسة البابا شنودة الثالث -أطال الرب حياة قداسته- الذي الموجود هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت بهذا الشأن.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/hands.html
تقصير الرابط:
tak.la/cvdnp8c