"ثم إن يوسف الذي من الرامة، وهو تلميذ يسوع، ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، سأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع، فأذن بيلاطس، فجاء وأخذ جسد يسوع" (يو19: 38).
كان سكان الرامة يحبون اسم يوسف للرجال وراحيل للنساء، لأن راحيل حينما ولدت بنيامين تعسرت ولادتها وتوفيت ودفنت في الرامة بجوار بيت لحم. وكان يوسف هو ابنها البكر المحبوب من أبيه يعقوب ورمز إلى السيد المسيح، وصار ملكًا على مصر وسجد له إخوته كما أعلن له الرب.
في بيت لحم ولد السيد المسيح، وعندما ذبح هيرودس الملك أطفال بيت لحم طمعًا في القضاء على الطفل الملك المولود تحققت نبوة إرميا النبي القائلة "صوت سُمع في الرامة نوح بكاء مر، راحيل تبكي على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها، لأنهم ليسوا بموجودين" (أر31: 15، انظرمت 2: 18).
لم تكن مصادفة أن يدفن يوسف الرامي جسد يسوع.. لأن راحيل الحقيقية الآن هي مريم أم يسوع تبكي وحيدها الذي قتله اليهود.. ونساء اليهودية يبكين معها من أجل الملك الذبيح. ولكن وعد القيامة كان هو مصدر العزاء، لأن الذي مات بحسب الجسد كان هو الحي الذي لا يموت الذي قهر الموت بسلطان لاهوته وقام من الأموات منتصرًا، لم تعد راحيل العهد الجديد لا تريد أن تتعزى، بل هذا هو وقت العزاء والفرح بالخلاص الذي تم.
كان يوسف الرامي تلميذًا ليسوع ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، ولكنه لما أخذ جسد يسوع تحول من الخوف إلى المجاهرة، وذهب ليدفن على مرأى ومسمع من اليهود المنافقين.
إن من يأخذ جسد يسوع في سر القربان المقدس مثل يوسف يتحول الخوف فيه إلى شجاعة، فلا يعود يرهب الشياطين، وقوات الظلمة الروحية، بل يصير تلميذًا قويًا شاهدًا للرب.
التناول من جسد يسوع يمنح قوة وشجاعة وثباتًا في المسيح ومجاهرة بالإيمان به كفادٍ ومخلص..
فلنفهم إذًا قوة هذا الجسد، وكيف تعمل فينا عجبًا في سر القربان المقدس!!
لقد حمل يوسف ونيقوديموس جسد يسوع ووضعاه في القبر، ولكن قوة القيامة كانت في ذلك الجسد الذي حملاه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لاشك أن الكنيسة قد منحتهما الكهنوت فيما بعد لأنهما حملا جسد الرب بإيمان ووضعاه في الأكفان.. طوباك يا يوسف الرامي وطوباك يا نيقوديموس.
"وجاء أيضًا نيقوديموس، الذي أتى أولًا إلى يسوع ليلًا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منًا. فأخذا جسد يسوع، ولفاه بأكفان مع الأطياب، كما لليهود عادة أن يكفنوا" (يو19: 39، 40).
كان اليهود يغسلون جسد المتوفي ثم يلفوه بأكفان. الغسل بالماء للتطهير واللف بالأكفان لستر العري.
ولكن في دفن جسد السيد المسيح لم يكن هناك وقت لغسل الجسد، وهو غير المحتاج إلى تطهير، بل هو الذي طهّر الخطاة بدمه المسفوك عنهم، وكان السيد المسيح قد صلب عاريًا من ملابسه - إذ تعرى من ثيابه ليستر عري آدم. أو حمل هو عري آدم ليدفع ثمن خطيته التي شعر بسببها أنه عريان. ولذلك لم يكن الكفن بالنسبة للسيد المسيح لستر العري بل بالأكثر ليكون شاهدًا على القيامة.
الكفن بالنسبة لليهود كان علامة للموت، وبالنسبة للسيد المسيح كان علامة للقيامة، وكل من رأى الكفن من تلاميذه موضوعًا في القبر الفارغ آمن بالقيامة.
لقد ترك السيد المسيح على الكفن المقدس تذكار موته وقيامته المجيدة بصورة إعجازية انبهر لها العلماء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/body.html
تقصير الرابط:
tak.la/8rmmfyg