وربما تسأل: هل آدم وإبراهيم وسائر الآباء الذين رقدوا على رجاء الخلاص قد دُفنوا معه مثلنا نحن الذين دُفنا معه في المعمودية للموت؟ ونجيب ونقول: نعم.. وإن كانوا لم يُدفَنوا معه بل بالحري هو الذي دُفن معهم!! من أجل ذلك قال: "لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ" (مت12: 40). لماذا؟
لأنه يريد أن يُدفَن بالجسد مع آدم ومع إبراهيم وإسحق ويعقوب وكل الذين رقدوا على رجاء الخلاص، ويقول لهم سوف آتى إليكم في الجحيم بنفسي، كقول معلمنا بطرس الرسول عن موت السيد المسيح "مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ" (1بط3: 18، 19).
فكما نتحد نحن معه بشبه موته في المعمودية، فإن السيد المسيح قد اتحد معهم بشبه موته بنزوله إلى القبر وإلى الجحيم ليس كمعاقَب محبوس ولكن كمحرِر من الحبس ومخلِّص وكارِز بالخلاص، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وهنا ينطبق قول بولس الرسول: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ" (رو6: 5).
إذن تتضح المسئولية الشخصية هنا سواء في العهد القديم للذين رقدوا على رجاء الخلاص، أو في العهد الجديد للذين نالوا البنوة والتجديد الذي ناله آباؤنا حين نزل إليهم المسيح في الجحيم ورفعهم معه وأدخلهم الفردوس، لدرجة أنه "قَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ. وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ" (مت27: 52، 53)، بمعنى إنه لم ينقل أرواحهم إلى الفردوس فقط، ولكنه أقامهم بعد قيامته وأرسلهم إلى مدينة أورشليم كشهود ليشهدوا أن الفداء قد تم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/adam/old.html
تقصير الرابط:
tak.la/xvqh4c4