يقول لك الله:- وإن كنتُ لم آخذ برأيك في أن تولد من نسل آدم، هذا حق. لم يستشيرك أبواك أن تولد منهما بموافقتي، أو بسماح منى. ولا أنا أخذت برأيك أن تكون إنسانًا، ولو أنك بالطبع إنسان بحكم التسلسل الطبيعي الذي بحسب الناموس الطبيعي، والوضع الأصلي الذي وضعته في آدم وحواء عندما قلت لهم: "أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ" (تك1: 28). لكن وإن كنت أنا لم آخذ برأيك في هذا، لكنى سأمنحك نعمة تغطى على الأولى وتزيد، فلا تحتج فيما بعد بأني لم آخذ برأيك...
- ما هي يا رب؟
- يقول أترضى أن تولد منى أنا في الميلاد الثاني الجديد، أترضى بذلك؟ "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يو3: 3). "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ" (يو3: 6)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. إن كنتَ حزينًا لأنك وُلدت من نسل خاطئ وجنس خاطئ محكوم عليه بالموت، فهل ترضى أن تولد منى أنا ميلادًا جديدًا سماويًا. لا تولد من جنس الملائكة، إنما أنا مستعد أن أعطيك نعمة البنوة والتجديد؛ تصير شريك الطبيعة الإلهية في الصفات والحب والعمل بصورة نسبية.
وبفرح الرجاء تجيبه: ليتك تحقق لي هذا الوعد وإن كنتُ أنا غير مستحق... وفي فرحك تسأله:
- إذا كنتُ حزينًا إنني وُلدت من نسل آدم وحواء، هل تعطيني أن أكون ابنك أنت؟! وكل الماضي يُمحَى؟
- نعم.
- وكأن لم يحدث شيء؟!
- نعم نعم، وكأن لم يحدث شيء. ويشهد على ذلك قول بولس الرسول: "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ" (أف1: 3، 4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/adam/birth.html
تقصير الرابط:
tak.la/k3ayaz6