محتويات: (إظهار/إخفاء) |
النور في العهد القديم المسيح هو النور الحقيقي |
نور العالم
"أنا هو نور العالم، من يتبعنى فلا يمشى في الظلمة" (يو 8: 12).
من الألقاب التي عرف بها الرب يسوع في الكتاب المقدس، أنه نور العالم إنه النور الحقيقي، الذي يضئ في الظلمة، والظلمة لا تدركه ولا تعرفه... وهذا اللقب ذكره المسيح له المجد عن نفسه، عندما قدموا له المرأة التي أمسكت في الزنا، وكانوا يطلبون رجمها... أشار الرب في سرية روحية، أن الظلمة لم تكن في المرأة الزانية التي تابت، وإنما في الفريسيين الذين يعيشون في حياة مظلمة داخلية، ويدعون أنهم يعرفون النور والحق والوصايا. وأطلق هذا اللقب مرة أخرى، عندما رأى المولود أعمى... وواجه الفريسيين الحاقدين، الذين لم يفرحوا لأن الرب أعاد البصر لهذا المسكين، إنما أظلمت قلوبهم بالحقد، وأدانوا المخلص أنه عمل المعجزة يوم سبت...
فالقضية إذن مسيحيا ليست هي قضية بصر العينين الجسديتين، إنما البصيرة التي في الداخل، التي تعرف الإنسان الحق، وتلهمه الصلاح وتقوده إلى الطريق، وتحفظه في النور والحق والحب والحياة الحقيقية... وحتى يستكمل المقال أبعاده، نسأل:
1- ما الذي جاء عن النور في العهد القديم، وإشاراته ورموزه عن المخلص؟
2- ما أعلنه السيد الرب لنا عن شخصه كنور للعالم، وعلاقة هذا بالمفاهيم اللاهوتية الأساسية، مثل الحق والحب والحياة؟
3- ما هي التداريب الروحية، التي نخرج بها من دراستنا هذه، كي نحيا في النور ونسلك كأبناء نور؟
في سفر التكوين، نقرأ عن أن الله الذي هو نور لا يدنى منه، إذ رأى الأرض خربة وخالية، مشوشة ومضطربة... أخذ روح الله يرف على وجه المياه... ومعنى هذا أن الحياة بدأت تدب في الخراب والفوضى...
وأعد روح الله الأرض، ليقول الأب بابنه الكلمة ليكن نور فكان نور... وهكذا كان النور إفصاحًا عن طبيعة الله.
فالله هو النور الحقيقي، وخلق النور كان من عمل يديه، وكل ما يعمله الله حسن، فهو حسن لأنه صنعة يديه، ولأنه يعلن عن طبيعة الله النورانية الحقانية، ولأنه يمهد لأعمال الخلقة العظيمة الآتية من بعد، ولأن سيكون متعة وجمالا للإنسان الذي أراد خلقته على صورته ومثاله، لينعم بكل ما يخلقه له.
الله يسكن في نور لا يدنى منه، وهو النور الحقيقي. ولكنه إذ أراد أن يكشف للإنسان عن شيء من طبيعته النورانية، أعطاه النور الحي، ليكون واسطة وأيضاحًا عن امكانية التلامس مع النور الإلهي، هذا النور حقيقي الذي كل من يتبعه لا يمشى في الظلمة البتة.
وكان الرمز صريحًا في خيمة الاجتماع، فالمغارة الذهبية بشعبها الست وسرجها السبعة، كانت تشير في وضوح إلى الرب يسوع المسيح، الذي هو نور العالم، والنور الحقيقي الذي ينير كل إنسان (يو 1: 9) كان نورها مستمرا من المساء إلى الثباخ باستمرار... وكانت من ذهب نقى، تشير إلى المسيح الآتي كنور العالم، وإلى النقاوة الكاملة في شخص المسيح، وإلى المؤمنين الذين سيضيئون كأنوار في العالم (في 2: 15). وكذلك كان نور الله ومجده يحل بين الكروبين على غطاء تابوت الشهادة (خر 40: 35) فلم يقدر موسى أن يدخل خيمة الاجتماع، لأن السحابة حلت فيه، وبهاء الرب ملأ المسكن.
وورد بسفر العدد أنه عند إقامة المسكن غطته السحابة، وفي المساء كان المسكن كمنظر نار إلى الصباح، "وهكذا كان دائما السحاب تغطيه ومنظر النار ليلا" (عدد 9: 15- 22).
لقد كان النور نهارا في السحابة، واللهيب ليلا في عمود النار، إشارة إلى نور المسيح الذي يضئ في قلوب المؤمنين نهارا وليلا يهدى مواكبهم طرق السلام.
وفي عيد المظال أيضًا، كان اليهود يوقدون المنارة، ثم يسكبون الماء على درج الهيكل، ليذكرهم العيد كيف أخرج الرب لهم الماء من الصخر، وكيف هداهم بعمود النور ليلا والسحابة نهارا... وفي هذا اليوم من العيد العظيم، وقف يسوع بجوار المنارة وشاهد الطقس يجرى، وأعلن عن نفسه أنه نور العالم، وأن من يؤمن به تخرج من بطنه أنهار ماء حي.
لقد كان النور مرتبطا بالمسيا أرتباطًا شديدًا طيلة العهد القديم، وبالأخص في سفر إشعياء النبي الإنجيلي.
* "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" (أش 9: 2).
* قد جعلتك نورا للأمم، لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض (أش 49: 6) أنظر أيضًا (أش 60: 1)، (أش 42: 6).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هو نور في شخصية المبارك "الرب نورى وخلاصي".
وهو نور في طبيعته "الله نور وليس فيه ظلمة البتة".
وهو نور في معرفته "كل حق هو نور. إنه ينير لكل إنسان آتيا إلى العالم لهذا كل من يتبعه، يحيا في النور ويصبح هو أيضًا نورا للآخرين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/light-of-the-world.html
تقصير الرابط:
tak.la/98arfw3