محتويات: (إظهار/إخفاء) |
النور والحق النور والحب تداريب روحية نور المسيح يهدى طرقي نور المسيح يبهج حياتي |
النور والحياة
ان المتأمل في اللاهوت الأرثوذكسى يجد ثمة إرتباطًا شديدًا بين النور والحياة، النور والحق، النور والحب. فالمسيح هو النور وهو الحياة وقد أعلن عن هذا بوضوح عند قبر لعازر... حيث المعركة التي واجهت فيها الحياة الحقيقية ظلمة الموت والخطيئة.
فهو عندما يعلن عن حبيبه لعازر أنه قد نام، أي قد مات، يقول إن كان أحد يمشى في النهار لا يعثر، لأنه ينظر نور العالم، ولكن إن كان أحد يمشى في الليل يعثر لأن النور ليس فيه...
فالخطيئة هي التي أثمرت الموت، إذ يقول الكتاب أجرة الخطية موت، أما هبة الله فهي حياة أبدية، وأما الذي يؤمن بالابن فله حياة أبدية ولو مات فسوف يحيا. لأن الحياة هي في شخص الرب يسوع... ونوره ونلبس أسلحة النور ولنمسك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد، بل ألبسوا الرب يسوع المسيح. ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات. (رو 13: 13، 14).
المسيح هو النور الحقيقي، وهو الحق كما هو الحب والحياة... والارتباط وثيق تمامًا بين النور والحق. فهما طريق الرب.
وقد سلم للكنسية الروح القدس، وسلمه الآباء لتلاميذهم، حتى سميت المسيحية في عصر الرسل طريقة الرب... إنها الحياة التي فيها النور، للقداسة، الوضوح والصراحة والاستقامة، الحق الذي لا يعرف غشا أو أهواء أو خداعا أو دبلوماسية، وإشعياء في القديم بروح النبوة، حذر بشدة من الدخول في طريق الألتواء، طريق الخداع ومجاملة الناس على حسب الوصية وحق الله...
"ويل للقائلين للشر خيرا، وللخير شرا، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، والجاعلين المر والحلو مرا، ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفساد عند هوائهم" (أش 5: 20).
ولقد أوضح الرب هذه الحقيقة، عندما واجه الكتبة والفريسيين، الذين تنطبق عليهم ويلات إشعياء، عندما قال:
وهذه هي الدينونة، أن النور قد جاء العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة (يو 3: 19- 20).
وفي الأرتباط بين النور والحق، قال الرب له المجد، وأما من يفعل حق، فيقبل إلى النور، لكي تظهر أعماله أنه بالله معمولة (يو 3: 21).
والنور الذي أعلن لنا في شخص المسيح، ليس اضاءة مادية، بل هو طريق ومنهج وحياة وسلوك واختيار...
"سيروا ما دام لكم النور، لئلا يدرككم الظلام، والذي يسير في ظلام، لا يعلم إلى أين يذهب. ما دام لكم النور، آمنوا بالنور، بشروا أبناء النور" (يو 12: 35).
ويقول بولس الرسول لأهل أفسس "لانكم كنتم قبلا ظلمة أما الآن فنور في الرب اسلكوا كإولاد نور" (أف 5: 8).
ويقول معلمنا يوحنا البشير "ولكن ان سلكنا في النور، كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو 1: 7).
ويربط الرسول بولس في إلهام بديع، بين حياة القداسة واليقظة الروحية من ناحية، والنور والنهار من ناحية أخرى.
ويشير بالليل إلى النجاسة وظلمة الخطية، بقوله "فلستم في ظلمة، حتى يدرككم ذلك اليوم كلص. جميعكم أبناء نور وأبناء نهار. لسنا من ليل، ولا ظلمة، فلا ننم إذا كالباقين، بل لنسهر ونصح، لأن الذين ينامون فبالليل ينامون، والذين يسكرون فبالليل يسكرون" (1 تس 5: 5، 6).
وهذه صرخته المدوية التي ايقظت أوغسطينوس، وأعطته حياة التوبة، قد تناهى الليل، وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لم نجد رسولا ربط بين النور الإلهي والحب المقدس، مثلما فعل القديس يوحنا الرسول. فرسالته الأولى يدور محورها الأساسى حول هذه القضية اللاهوتية... إن النور والحب الحقيقي هما واحد في شخص المسيح، وأن كل من في النور يحب، ومن يحب يحيا في النور، ومن لا يحب فلم يعرف النور، وفي الظلمة يسلك.
* "أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضا، لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله، ومن لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة".
"من قال إنه في النور، وهو يبغض أخاه، فهو إلى الآن في الظلمة، من يحب أخاه يثبت في النور، وليس فيه عثرة وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة، وفي الظلمة يسلك، ولا يعلم أين يمضى، لأن الظلمة أعمت عينيه" (1يو 4: 7-8)، (1يو 2: 9-11).
نور المسيح يكشف ظلمتى الداخلية:
إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي (مى 7: 8)..
هل أنا أحب الأخوة؟ هل أنا أسلك في الحق؟ هل أنا أسمح لنور المسيح أن يستعلن في داخلى بروح القداسة، حتى يظهر رائحة المسيح الذكية للناس؟
"لتشرق فينا الحواس المضيئة، والأفكار النورانية، ولا تعطينا ظلمة الآلام".
* سراج لرجلى كلامك، نور لسبيلى (مز 119: 105).
* الوصية مصباح، والشريعة نور، وتوبيخات الأدب كريق الحياة (أم 6: 23).
* هل أجلس متنعمًا كل يوم عند أقدامه، أطلب منه بإلحاح أن يقود خطواتى بنوره الإلهي؟ أم أن دوافعى ذاتية، وتحركات قلبي أرضية بشرية؟
أيها النور الحقيقي، الذي يضئ لكل إنسان آت إلى العالم، أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر، وكل الخليقة تهللت بمجيئك، أعطنى أن أبتهج بنور محبتك، وليبدد نور حبك ظلمات الحقد والحسد والقلق.
هبنا لنا كل يوم حاضر أن نرضيك فيه، لنكون أبناء نور وأبناء قيامة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/light-life.html
تقصير الرابط:
tak.la/3sqt96a