مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ألقاب المسيح ووظائفه - الأنبا بيمن أسقف ملوي

14- المسيح: الطبيب الإلهي

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

الطبيب الإلهي في العهد القديم الرب يسوع الطبيب الحقيقي كيف نلتقي بالطبيب الحقيقي؟

الطبيب الإلهي

كما كان يسوع معلما، هكذا كان طبيبا... كان يعلم في المجامع، ثم يشفي كل المرضى الذين يتقدمون إليه... عندما تذمر اليهود عليه لأنه يدخل بيوت العشارين والخطاة قال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، لأني لم آت لأدعوا ابرارا بل خطاة إلى التوبة (مت 9: 9-13، مر 3: 14-17، لو 5: 27-32).

في العهد القديم:

وفي العهد القديم كان الأنبياء ينتظرون ذاك المسيا الذي يشفي امراضهم الروحية والجسدية والنفسية:

فأرميا يتساءل أليس بلسان في جلعاد؟ أم ليس هناك طبيب؟ فلماذا لم تعصب بنت شعبى (أر 8: 22). وإشعياء كان حزينا لأن شعبه ليس من يشفيه... "كل الرأس مريض، وكل القلب سقيم، من أسفل القدم إلى الرأس، ليس فيه صحة بل جرح وأحباط، وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت" (أش 1: 6).

وكان الفكر السائد عند اليهود، أن الخطيئة هي سبب كل مرض. فعند ما تلاقى التلاميذ مع المولود أعمى، سألوه "أهذا أخطأ أم ابواه!". وترسب في ذهنية الشعب أنه ليس يصح استدعاء الطبيب.

إنما يطلب الله وحده. وأما الملك آسا فعندما إشتد عليه المرض لم يطلب الرب بل طلب الأطباء فمات (2 أي 16: 12).

St-Takla.org Image: Jesus Christ. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يسوع.

ولكننا لا نستطيع أن نستند على تفسير خاطئ لهذه الآية، ونرفض إحضار الأطباء عندما يشتد المرض على أحد أحبائنا وذلك لما يلي:

1- انه لم يوجد في قوانين الكنيسة كليتا ما يمنع استدعاء الطبيب.

2- ان الفكر اليهودى تعدل فيما بعد وامتدح يشوع بن سيراخ الطبيب مبين ان الله يستطيع ان يجرى مقاصده من خلاله.

"أعط الطبيب كرامته لأجل فوائده لان الرب خلقه، لان الطب آت من عند العلى الرب خلق الأدوية من الأرض والرجل الفطن لا يكرهها".

3- ان لوقا البشير احد الإنجيليين الاربعة كان طبيبا.

4- إن ما تمنعه الكنيسة وتحرمه هو استدعاء الدجالين والمشعوذين والسحرة واتباع الجان والعرافة لانه مهما قدموا هؤلاء فيهم اعداء كل بر ومضلون ومضللون ولعل هذا ما أخطأ فيه آسا الملك.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

الرب يسوع الطبيب الحقيقي:

* كما ان الطبيب يكشف على كل مريض ويراه على حقيقته، هكذا الرب يسوع يعرفنا على حقيقتنا ويفحص اعماق نفوسنا خالية من كل غش ورياء ومظهرية انه يعرفنا على طبيعتنا وكلمة طبيب في اليونانية تعني من درس الطبيعة.

* وكما ان الطبيب يعالج الجميع بلا أستثناء هكذا الرب يسوع هو الطبيب الحقيقي لكل البشرية وعنده وحده الدواء لكل بنى البشر.

* وكما ان الطبيب يكشف المرض ويقدم الدواء الشافي هكذا الرب يعرف حقيقة امراض نفوسنا واجسادنا انه يقدم لنا علاجا معجزيا.

وكما أن الطبيب يحنو على مرضاه، بل وكثيرًا ما يخاطر بنفسه لأجل شفائهم، هكذا يسوع بذل ذاته على الصليب لأجل خلاصنا ولا يتقزز من أي خاطئ يقبل إليه. إنه القائل "تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم".

وكما أن الطبيب يعرف فرادة كل حالة على حدة ويعطى العلاج الخاص بحيث ان ما يصلح لواحد لا يصلح لآخر، هكذا الرب يسوع مخلص نفوسنا، شافي أرواحنا وأجسادنا، يعرف احتياج كل واحد منا.

انه يقدر هذه الفرادة ولا يقيد كيان الشخصية، وإنما يصلح اعوجاجنا فقط... هكذا تحتفظ الشخصية في دائرة النعمة بطابعها الفريد، لأن مسرة الله أن تخصب شخصيتنا التي خلقها على صورته ومثاله، وأن تمتلئ ليكمل بنيانها في أصالة وحق وعمق.

كيف نلتقي بالطبيب الحقيقي؟

في مخدع الصلاة، نعرض له أمراض نفوسنا، والحروب التي تقابلنا والجراح التي أصابتنا من قتال العدو... وهو قادر وحده بروحه القدوس أن يطهرنا من كل دنس الجسد والروح. في التأمل والخضوع الحقيقي لكلمة الله. فهي سيف ذو حدين خارجة إلى مفرق النفس والروح، هي مشرط الجراح الأمين الشافي الذي يدين ويعزى، يجرح ويعصب، يستأصل الفساد ويداوى كل ضعف. في التوبة بدموع وندم، وبالاعتراف الذي يعمل من خلاله الطبيب الإلهي في تقديم حلول لمشكلاتنا، وعلاج لأمراض نفوسنا، وتوجيهات وتداريب لازمة لأرواحنا، وحمل لرباطات خطايانا وآثامنا.

في ممارسة سر مسحة المرضى، حسب أمر يعقوب الرسول، ولا يزال المسيحيون في الريف يسرعون إلى الكاهن، يستدعونه عند حالة كل مرض... وأما في المدينة، فإن تعذر حضور الكاهن في حالة كل مرض، فلا أقل من أن يحتفظ بزيت مسحة المرضى الذي عمل مرة في المنزل، ويمكن لرئيس الأسرة أن يدهن المريض أو نفسه...

اسمع الكنيسة الحانية مصلية عن المرضى قائلة "تعهدهم بالمراحم والرأفات، أشفهم إنزع عنهم وعنا كل مرض وكل سقم، وروح الأمراض اطرده والذين مطروحين في الأمراض، أقمهم وعزهم، والمعذبون من الأرواح النجسة اعتقهم جميعا. أنت الذي تحل المربوطين وتقيم الساقطين... يا رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين عزاء صغيرى النفوس ميناء الذين في العاصف. نحن يا رب أمراض نفوسنا أشفها، والتي لأجسادنا عافها، أيها الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا، يا مدبر كل جسد تعهدنا بخلاصك.

نور العالم

ألقاب المسيح ووظائفه كتب الأنبا بيمن أسقف ملوي

الراعي الصالح

---