|
محتويات: (إظهار/إخفاء) |
|
معنى كلمة "كاهن" كهنوت العهد القديم الصراع بين النبي والكاهن المسيح هو الكاهن والنبي معًا تداريب عملية |
نود بمشيئة الرب أن نتابع في سلسلة من المقالات ألقاب ووظائف الرب يسوع، مُرَكِّزين على الجوانب اللاهوتية والروحية التي تفيدنا في حياتنا العملية... وفي هذا المقال نعرض لوظيفة السيد الرب كرئيس كهنة وفاعلية هذا المركز العظيم في حياتنا.
إن كلمة كاهن ιερεύς "ايرفس" اليونانية تعني ناطق الحق، أو الرائي، أو أي شخص له صلة بكلمة الله "Truthsayer or seer"، وهذا واضح جدا فيما يتعلق بالكهنوت اللاوى الملتزم بالمكان المقدس الخاص بكلمة الله، فكل ما كان يفعله الكاهن من عمل شعائرى، إنما هو استجابة للكلمة المعطاة للكاهن الذي يحمل هذه الكلمة كوسيط للإنسان... وبهذه الصلة وحدها تجاه وظيفته الأصلية يحق له تأدية الوظائف الأخرى من تقدمات وذبائح... وفي سفر الرؤيا عندما تكلم عن حبرنا الأعظم وصفه بأنه الأمين الشاهد الصادق (رؤ 3: 14).
يفهم هذا الكهنوت من منطلق وظيفة العهد فقط، ومن خلال الصلة المؤدية للخلاص بكلمة الله الفعالة التي أوجدها هذا العهد لإسرائيل، وبذلك أصبح إسرائيل في القديم مملكة كهنوتية وشعبا مقدسا لأنهم كما قال بولس الرسول "قد إستؤمنوا على أقوال الله" (رو 3: 2) فلم تكن الخدمة الطقسية في العهد القديم عملا بشريا، بل إن الله نفسه هو الذي هيأ الذبيحة، ولذلك توصف الخدمة كلها بأنها استجابة محددة لكلمة الله (خروج 25: 22 وعدد 7: 89)، ولم تكن للتقدمات والذبائح فاعلية في حد ذاتها بل كانت فاعليتها مرتكزة على كونها إطاعة للأوامر الإلهية، فهي شهادة تؤدى في خيمة الشهادة ومسكن العهد، والكهنوت في العهد القديم في عمله المزدوج بوصفه وساطة لكلمة الله، وشهادة لإرادته المستعلنة موضح تمامًا في حياة موسى وهرون...
 |
فموسى رئيس كهنة تبدو وظيفته الشفاعية في استعطافه الله للعفو عن إسرائيل، حتى إن اقتضى الأمر محو اسمه بالذات من كتاب الله، وفي رفع يديه أمام الله عندما كان الشعب يحارب العماليق...
ومقابل موسى يقف هرون الكاهن الشعائرى الذي يؤدى بلا انقطاع العبادات الشاهدة على الوساطة الممنوحة لموسى، ويبدو هذا بأجلى وضوح في صعود هرون إلى قدس الأقداس مرة في السنة في يوم الكفارة، وإذ ياخذ من الله الكلام بتجديد العهد يعود من خلف الحجاب إلى الشعب المنتظر البركة واضعا اسم الله عليهم ومباركا أياهم (عدد 6: 22).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ولقد قام صراع منذ البداية بين النبي والكاهن، بين الوساطة الكهنوتية لكلمة الله، والشفاعة الكهنوتية بالذبائح... لأن الجزء الثاني حاول التحرر من الأول... وتتضح هذه الحقيقة بصورة خاصة في حادثة العجل المسبوك التي أدت قيام موسى بالشفاعة، ثم تمرد هرون ومريم وتحديها موسى، فعوقبت مريم بالبرص، وغضب الرب على هرون، فعاد موسى مرة أخرى للشفاعة من أجلهما. وفي كلتا الحالتين وضح أن استمرار الكهنوت الذبائحى مستقلا بنفسه غير تابع لوساطة الكلمة، إنها مأساة إسرائيل عبر كل العصور والأجيال... الرغبة في جعل الكهنوت الذبائحى مستقلًا عن كلمة الله النبوية وهي تمثل أيضًا ممارسة الإنسان لطقوس العبادة مع هربه من المقابلة المباشرة مع الله الحي.
الموقف في العهد القديم:
والذي عمله الله في العهد القديم ازاء هذا الإنحراف؟! أرسل الأنبياء ومعظمهم خارج الكهنوت نفسه للإحتجاج على تحويل الشعائر إلى إحتراف ووثنية وأشكال روتينية جافة جامدة. وكانت كلمات الله على ألسنة الانبياء قاسية. "بَغَضْتُ، كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ، وَلَسْتُ أَلْتَذُّ بِاعْتِكَافَاتِكُمْ: إِنِّي إِذَا قَدَّمْتُمْ... مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لاَ أَرْتَضِي، وَذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لاَ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا" (عاموس 5: 21) وكان إنذار الله دائما في العهد القديم أنه ما لم تفعل كلمة الله في كينونة إسرائيل بذاتها، فالشهادة الكهنوتية للعبادة عنده سخرية وعمل مرفوض ربما أن الانبياء لا يلقون غير التحقير والإضطهاد. فالله منذر أخير بخراب الهيكل وهدم الأمان الزائف لإسرائيل (أرميا 7: 1).
هذا هو الموقف الذي ولد فيه يسوع المسيح... صار ابن الله إنسانا ليتجمع فيه عمل الله الفدائى نحو الإنسان وطاعة الإنسان التامة لله (يو 5: 17-47) إنه الصورة الكاملة للعمل الإلهي، الوحدة الكاملة بين الله والإنسان، كلمة الله المملوءة نعمة وحقا، وشهادة الإنسان الكاملة لنعمة الله وحقه في آن واحد.
جاء المسيح ليوبخ الكهنة والكتبة والفريسيين على الانفصام والثنائية الحادثة بين العمل الشعائرى والعمل النبوى بين الخدمة الطقسية وطاعة الكلمة...
جاء المسيح يجمع في نفسه الوظيفتين المباركتين، ويحقق في حياته العمل المزدوج. والرسالة إلى العبرانيين توضح بجلاء كيف أنه الكاهن الأعظم، وكيف أنه الشفيع السماوي. يقول الكتاب "من ثم أيها الإخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية، لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع حال كونه أمينا للذي أقامه كما كان موسى أيضًا في كل بيته (عب 3: 1).
هو ليس كلمتنا لله فقط، بل هو كلمة الله لنا أيضًا!! فأمام الله هو شفيعنا ورئيس كهنتنا، وأمام الإنسان هو الضمان للسلام الإلهي إذ منه لنا القبول والرضى أمام الآب.
1- أن أكون صادقا في حياتي، عبادتى وممارستى الطقسية تعبير أمين عن محبتى وطاعتى للوصية.
2- ان اخضع لكل صوت نبوى يمزق أية اغلفة أو رياء أو نفاق ينتج عن إنفصام الحياة الشعائرية عن الحياة النبوية والشهادة الحق.
3- إن كنت خادما الرب فليكن المسيح وحده هو العامل في خدمتى حتى تكون الخدمة الرعوية الصورة المرئية وإستعلان للنعمة والحق المعاش في الداخل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/high-priest.html
تقصير الرابط:
tak.la/mm6t48s
