(7)
التربية الكنسية والطفل في سنواته الأولى
تهییء الكنيسة للطفل - منذ ولادته - مجال النمو الروحي (عن طريق العضوية والانتماء) وهذا هو عمق رسالتها الروحية فهى تؤمن أن العضوية الحسية هي من خلال شركة الأسرار والحياة المقدسة المنتصرة لهذا تحرص الكنيسة على أن يكون الفرد عضواً حياً في جسد المسيح الذي هو رأس الكنيسة لا عضوية شكلية ولا انتمائية مظهريه. ويتجلى ذلك في حرصها على:
أولا:
في الأشهر الأولى من ولادتهم
ثانياً: التربية الكنسية
والطفل في سنواته الأولى
ثالثاً: دور الكنيسة في طفولته المتأخرة
رابعاً: مجال الأنشطة الاجتماعية
خامساً: بالنسبة للعناية بالصحة
فهي لا تحرم الطفل الذي دعاه الله إلى الملكوت وأوصى تلاميذه قائلا «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس» (مت 28: 19) مجددة طبيعته الجسدية لطبيعة اخرى روحانية لأن «المولود من الروح هو روح» (يو 3: 6) ويصبح الطفل بالتالى ابناً لله بالتبني وينضم إلى جيش الخلاص. وترتبط عملية العماد بعملية تربوية هامة فالوالدان يتعهدان بالمحافظة على سلامة الطفل وتنتهز الكنيسة هذه الفرصة فتعهد بالطفل الى «اشبين» او وصي للاشراف على تربيته وتسليمه الايمان حتى يصل إلى قرب سن البلوغ ويسلمه إلى أب الاعتراف.
حيث يقوم الكاهن بدهن الطفل المعمد بزيت الميرون 36 رشمه وهذه العملية تعني ان كل الجسد أصبح مكرساً لله وهيكلاً لسكنی روح الله القدوس.
وهذا شرط اساسي في طقس الكنيسة حيث تحرص على أن يتناول المعمد من الأسرار الالهية لان المعمودية لا بُد أن تعمل من خلال شركة الافخارستيا. وعلينا أن نفهم أن جميع أسرار الكنيسة اساسها هي الافخارستيا لذلك تسمى سر الأسرار ولان مسيحيتنا لیست ديانة فردية وانما هي ديانة مشتركة فحينما يتناول الطفل جسد المسيح ودمه الأقدسين فهى تغرس فيه أن الكنيسة في حياته وأنه لا يستطيع أن يستمد مصدر شبعه وفرحه وانطلاقه الا من خلالهما.
يميل الطفل إلى التعرف على الله كأب حنون يعتني به. لهذا تصلح له قصص نوح والفلك، وموسى في السلة، آدم في الجنة. ويجب ايضا ان يسمع عن الملائكة ولهذا يلزمنا أن نحكى له عن الملاك الحارس وعمل الملائكة في حراسة الأطفال الذين أحبهم المسيح ودعاهم.
ولا نترك الطفل بان نشجعه على الذهاب إلى الكنيسة مع والديه ويقف مع الشمامسة ليصبح معهم ويرنم الانغام، حتى لو لم يعرف معنى الكلمات والطقوس والصلوات.
- لندعه يقبل الصليب والايقونة ويشم البخور العطر ويجرى نحو الأب الكاهن ويأكل القربانه حتى تصبح الكنيسة مكاناً محبباً له.
- لنعرض عليه الأفلام الدينية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
حيث يميل الطفل إلى حب الاستطلاع إلى القراءة ومن الممكن أن نجعل للقراءة التأثير الفعال على الطفل. وحيث أن فكر الطفل قد اتسع وخياله قد نشط. فأصبح واجب الكنيسة أن تقدم له الكتب للقراءة وأن تختار له الكتب التي تثير فيه النوازع المقدسة والتوجيهات الصحيحة.
- ويميل الطفل ايضا إلى الأسئلة وخاصة الأسئلة العقيدية ولهذا يلزم خادم التربية الكنسية أن يكون قادراً على الإجابة عن الاسئلة اللاهوتية (مثل التثليث، التجسد، الاختلافات العقائدية) بمستوى يتناسب ومرحلة نموه.
تقدم الكنيسة ايضاً للطفل بعض الأنشطة كالرحلات والحفلات والأوبريتات والمعسكرات والمكتبات والافلام.. وهی تهدف من وراء ذلك الى:
ا- اكتشاف الشخصية واكتشاف المواهب الصحيحة بحيث يعمل كل واحد حسب وزنته.
2 - اكتشاف الانحرافات: للكشف عن الأخطاء والانحرافات البعيدة عن مبادىء الوحدة المسيحية ويجب ألا تكون مجالاً لفضح العيوب وانما يجب معالجة تلك العيوب. كما يعالج الأب الحكيم أحد أبنائه.
3- كما أن هذه الأنشطة تنمي عند الأطفال الاتجاهات السليمة الى العالم والجنس والأسرة.
فبالنسبة إلى العالم تحرص الكنيسة على أن توضح ان هذه الحياة عبور لذيذ إلى الحياة الأبدية. وأنه وجد ليتدرب من الآن على تلك الحياة بكل ما فيها من قداسة وبر وتسبيح.
وأما عن الجنس فان يدرك أن الجنس ليس نجساً ولكنه مقدس للغاية. كما يدرك أن الاباحية ليست وسيلة الاشباع الحقيقي. وانما الشبع الحقيقي يكمن في الشركة مع الله وحده.
وعن الأسرة: ليتبين أن الزواج سر مقدس، ويكتسب اتجاه البذل والعطاء من أجل حياة ملؤها السعادة والفرح.
ليس على الكنيسة أن تأخذ اختصاصات الدولة ومسئولیتها فالكتاب يوصينا و اعط ما لقيصر ما لله لله... » ولكن على الكنيسة أن تساند الخدمات الحكومية والأهلية والشعبية لأن رسالتها هي الإنسان ككل متكامل.
- واذا كانت الحكومة تقوم بعمليات التطعيم للأطفال والاهتمام بهم صحياً عن طريق التوعية ووسائل الاعلام المختلفة وتقديم الخدمات عن طريق الوحدات الصحية والمستشفيات، لهذا يلزم على الكنيسة أن تقدم مساعدتها للمواطنين بتشجيع ابناء الكنيسة من الأطباء على نشر الوعي بين السيدات وخاصة في موضوع المرض وآثاره على الحياة الدينية فتدعو إلى ندوات صحية عن العناية بالطفل، والتوعية بدور أهمية تنظيم الأسرة اجتماعياً وروحياً، وبأن هذا التنظيم لا يتعارض مع الكتاب المقدس وتعاليمه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/childhood/early-years.html
تقصير الرابط:
tak.la/j5q88t3