St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   childhood
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   childhood

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الطفولة من منظار مسيحي - الأنبا بيمن أسقف ملوي

13- خاتمة

 

لعل فيما أشار اليه هذا الكتاب من قضايا الطفولة، والأطفال أن يكون حافزاً إلى بذل المزيد من الجهود سواء في مجال الدولة والمدرسة العامة، أو في مجال الكنيسة وكل المؤسسات التربوية كالجمعيات والنوادي على المستوى الخاص.

 

St-Takla.org Image: A Christmas party with Father Cherubim Al-Bachoomy and Fr. Kyrellos Qolta, at St. Takla Haymanot Church's kindergarten, Alexandria. صورة في موقع الأنبا تكلا: حفلات عيد الميلاد بحضانة كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإسكندرية، مع القمص شاروبيم الباخومى وكيل البطريركية والقس كيرلس قلته.

St-Takla.org Image: A Christmas party with Father Cherubim Al-Bachoomy and Fr. Kyrellos Qolta, at St. Takla Haymanot Church's kindergarten, Alexandria.

صورة في موقع الأنبا تكلا: حفلات عيد الميلاد بحضانة كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإسكندرية، مع القمص شاروبيم الباخومى وكيل البطريركية والقس كيرلس قلته.

ان الطفل في مصر لا يزال يعاني من الكثير من المشكلات:

- سوء فهم المحيطين به لطبيعة طفولته.

- دونية شعوره بنفسه لما يصيبه من احباط بسبب عدم اشباع الكبار لحاجاته النفسية.

- انعدام وسائل الترفيه التي تشعره بالسعادة.

- اتباع الوسائل التقليدية في تعليمه بالمدرسة وفي مقدمتها التلقين والضرب.

- تحميله مشقة اجتياز العديد من الامتحانات التي ينوء بها كاهله الصغير، وهذه الظاهرة واضحة أكثر في المدارس الخاصة.

- عدم اتاحة الفرصة له للكشف عن قدراته وهو بعد في مراحل النمو المبكر (أى حتى سن 15 سنة) لتنميتها بحيث يوجه في كبره التوجيه السليم نحو فرع التخصص الذي يتلاءم مع هذه القدرات.

- الاعلام المفسد فيما يعرض أحياناً من أفلام منحدرة وبرامج هابطة، في أوقات يمكنه خلالها مشاهدتها بسهولة مما يؤدی به إلى (التوحد) مع شخصياتها ومواقفها وهذا بالتالى يؤدی به إلى الاقتداء بها في سلوكه وأساليب تعامله مع المجتمع المحيط به.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

ان هذه المشكلات، وغيرها كثير، يجب أن تصحو بلادنا إلى محاولة إيجاد الحلول لها: 

- توفير دار الحضانة المناسبة لأطفال الأمهات العاملات، وأعدادهن في ازدياد بين عام وآخر، حتى لا يضيع هؤلاء الأطفال ضحية الدادات الجاهلات أو الأقارب الذين ليسوا على الوعي الكافي بالطرق التربوية المثلى.

- توفير اللعبة الرخيصة لتشتريها الأسرة الفقيرة، اذ أن أغلب أطفالنا يعيشون في أسر فقيرة أو دون المتوسطة في مستوى المعيشة.

- الاهتمام بايجاد الحدائق والمساحات الخضراء النظيفة لتنقية الهواء وافساح المجال أمام الأطفال للعب والانطلاق في جو صحی تنمو فيه أجسامهم ويستمتعون بطفولتهم في رحابه.

- فتح المدارس صيفاً لاستخدام أفنيتها وحجراتها كأندية يقضون بها وقت فراغهم وتعرض عليهم الأفلام المفيدة التي تبنی شخصياتهم ويقسمون إلى أسر تتنافس في مجال الهوايات والرياضة.

- التحفظ في عرض الأفلام والبرامج المناسبة للكبار فقط في أوقات معينة لا تشغل أطفالنا خلالها ولعل المثل لذلك ما فعلته فرنسا التي تحيط برامج الكبار في نهاية اليوم بعلامة معينة دليلاً على أنها ليست للأطفال.

أما دور الكنيسة فهو تدعيم الجهود التربوية التي تقوم بها الدولة واصطناع الجديد من هذه الجهود بما يتناسب مع غيرتها على خلاص نفوس أطفالها والرغبة الجادة في قيادتهم إلى الحياة الأفضل:

- محاولة توحيد الاتجاهات التربوية بين الكنيسة والأسرة لتنظيم اجتماعات دورية للآباء والأمهات.

- اعادة النظر في مناهج التربية الكنسية لتصبح ملائمة لطفل أواخر القرن العشرين حيث ينبغي أن يكون فاعلاً ايجابياً خلال الدرس فيشترك بالتلوين أو التمثيل أو الايقاع الحركي على أنغام الموسيقى، وكذلك أن تتوفر له الوسائل التعليمية الحديثة: كالفيلم والشرائح العاكسة (الفانوس السحرى) والرحلة إلى الأماكن الأثرية القديمة وكلها مواقف تربوية تنفتح عليها خبراته واستعداداته الكامنة.

- اقامة القداسات الخاصة لكل فئة عمرية بحيث نضمن تلامس الأطفال - على مختلف مراحل النمو التي عرض لها الكتاب - مع خدمة اللتيورجية مما يتيح الفرصة أمام كل طفل ليتدرب على العبادة ويحب الصلاة وتعتاد أذنه النغم النقى المؤثر.

- تخصيص الآباء الكهنة وقتا محددا للفتيان والفتيات بين سن 9، 11 سنة لتعليمهم كيفية ممارسة سر الاعتراف حتى اذا وصلوا إلى مرحلة المراهقة كانوا اصدقاء للاب الكاهن فلا يجدون حرجاً في الكشف له عن مشاكلهم ومتاعبهم.

- اقامة نادى التربية الكنسية صيفاً وربط الأطفال به بما تجهزه الكنيسة لهم من ألعاب داخلية، يمكن أن يحددها الأطفال أنفسهم، كما يمكن فتح باب التبرع أمام والديهم للاسهام ببعضها، وعمل مكتبة للقراءة تضم القصص المناسبة، والتنافس على عمل صحف الحائط، ووضع المسابقات، والتشجيع على الأعداد لمعرض الكنيسة في نهاية العطلة (يمكن إقامته في عيد النيروز مثلا) - ذلك أن من شأن هذه الأنشطة توجيه أولادنا على حسن صرف وقت فراغهم، وأعطائهم الفرصة أن ينموا في رحاب الكنيسة فيحبونها ويحبون كل ما يقترن بها بل ويعتادون على خدمتها والشعور بفضلها عليهم.

ان مسئولية رعاية الطفولة والأطفال تتزايد جيلاً بعد جيل، وتضع على المربين الكثير من الالتزامات التي ينبغي عليهم، والدین ومدرسين ورعاة وخدام، مراعاتها بل والتفرغ لها أحياناً، ضماناً لتعبيد الطريق أمام كنيسة الغد، وتسليمها ايمان القديسين نقياً بلا عيب أو انحراف.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bimen/childhood/epilogue.html

تقصير الرابط:
tak.la/384y3ph