St-Takla.org  >   books  >   amir-nasr  >   monasticism
 
St-Takla.org  >   books  >   amir-nasr  >   monasticism

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كلمة في الرهبنة - الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي - إعداد: أ. أمير نصر

15- الأدلة التاريخية على فكرة الرهبنة

 

أولًا: من الثابت تاريخيًا أن الرهبنة قد نشأت في عصر القديس أثناسيوس الرسولي وكان مؤسسها الأنبا أنطونيوس معاصرًا لهذا البطريرك الذي إشتهر بمناضلته عن الإيمان المستقيم ودحض كل تعليم غريب ولو تحمل في سبيل ذلك أقسى العذابات، ولقد دون لنا التاريخ موقفه العظيم بإزاء بدعة أريوس، فأرانا كيف جاهد لحفظ الإيمان نقيًا دون أن تشوبه أية شائبة مقتبلًا الطرد والنفى والآلام حتى استحق أن يدعى بحق: ‹‹الرسولى وحامى الإيمان!››

فلو رأى القديس في الرهبنة ما يغاير تعاليم الكتاب المقدس أو ينافى الإيمان القويم لما تأخر عن محاربتها وإظهار فسادها.

ولكن نراه على العكس يمتدح الرهبنة ويزور أقطابها في أديرتهم، وفوق هذا يدون بيده الكريمة تاريخ مؤسسها العظيم القديس أنطونيوس ويحمله معه إلى روميه ويقول في بدايته ما نصه:

St-Takla.org Image: Ancient icons (right to left): Saint Paul the First Hermit - Saint Anthony the Father of Monks - Saint Serapion of Thmuis (disciple of St. Anthony) ​- Icons from Saint Paul Coptic Orthodox Monastery, Red Sea, Egypt (image 8) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - July 2010. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية تصور (من اليمين): الأنبا بولا أول السواح - الأنبا أنطونيوس أب الرهبان - القديس الأنبا سيرابيون أسقف تيمي (تلميذ أنبا أنطونيوس) - أيقونات من دير الأنبا بولا، البحر الأحمر، مصر (صورة 8) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - يوليو 2010 م

St-Takla.org Image: Ancient icons (right to left): Saint Paul the First Hermit - Saint Anthony the Father of Monks - Saint Serapion of Thmuis (disciple of St. Anthony) ​- Icons from Saint Paul Coptic Orthodox Monastery, Red Sea, Egypt (image 8) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - July 2010.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية تصور (من اليمين): الأنبا بولا أول السواح - الأنبا أنطونيوس أب الرهبان - القديس الأنبا سيرابيون أسقف تيمي (تلميذ أنبا أنطونيوس) - أيقونات من دير الأنبا بولا، البحر الأحمر، مصر (صورة 8) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - يوليو 2010 م

‹‹أرى أنكم قد نهجتم نهجًا مفيدًا مقدسًا إذ حاولتم أن تأنسوا بنساك مصر بل أن تسموهم فضيلة ونشاطًا وقد كثرت في بلادكم المناسك وعظم عندكم إسم معتزلى العالم، على ذلك إنى واثق بأن عزيمتكم هذه سيثنى عليها ثناء طيبًا وأن الرب يستجيب صلواتكم››.

‹‹ولما كنتم قد طلبتم إلى شديدًا أن أكتب لكم حياة أنطونيوس الطوباوي مع أقواله إرادة أن تُعلموا ما كان من بداية أمره وثبات عزمه ونهاية حياته لتحكموا إذا كان حقًا ما أذاعه عنه الرواة من الأخبار فتجاروه وتماثلوه في خطته المقدسة، رأيت مع عظيم الإبتهاج أن أجيب سؤال أخوتكم لأنى أعد مجرد التذكر بأنطونيوس من جليل المنافع لنفسى، وأعلم أنكم ستدهشون بما كان من كبير أعماله وتجهدون النفس بتعقب آثاره لأنه من الثابت أن الوقوف على صفات أنطونيوس لمن أكمل السبل التي ترشد إلى الفضيلة، فأقول لكم بإيجاز ثقوا بما تسمعون من خبر أعماله وتحققوا أنكم لم تسمعوا إلا قليلًا من كثير فإننا نحن لم نقدر أن نعرف كل شيء، وما نكتبه لكم إجابة لطلبكم في هذه الرسالة وإن حوت أموراُ عظيمة لا يفى حق فضله، ولكن لا يفوتكم إذ تستطلعوا بإجتهاد كلى من يشخصون من هذه البلاد إلى أنحائكم حتى إذا عرفتم ما يرويه كل واحد مما يعلم يكون لكم ما يلزم من الأخبار عن إسمه وشهرته، وقد كنت بعد أن قرأت كتبكم قد عزمت على أن أستدعى بعض النساك ولا سيما من دنوا منه كثيرًا حتى إذا ظهرت على جلية الأمور كلها أرسلت لكم هدية أفخر، ولكن لما كان حامل الكتب وقد أذن أوان السفر يأبى إنتظارًا كتبت لكم على عجل كل ما تسنى لى أن أعرفه أبان زياراتى له العديدة وما سمعته خاصة من رجل حاضر عنده من زمن يسير حاملًا إليه الماء، ولقد جهدت ألا أقول إلا الحقيقة دون زيادة أو نقصان مخافة أن الزيادة إذا بانت للقارىء تدفعه إلى أن لا يصدق بما جرى على يد هذا الباسل القديس من كثرة العجاب الباهرة، والنقصان قد يؤدى أن يظن أن شهرة أنطونيوس تفوق حقيقة خبر حياته››(1).

 

ثانيًا: في حياة مؤسسي الرهبانية إنعقدت المجامع المسكونية لدحض البدع المنافية للإيمان، وثمة نظرة بسيطة لتلك المجامع كافية لأن تبين ثبات الرهبنة:

فالمجمع المسكونى الأول الذي انعقد في مدينة نيقية سنة 325م من 318 أسقفًا لمحاكمة أريوس المبتدع كان ضمن جدول أعماله النظر في الطلب المقدم من أغلب الأعضاء بالمطالبة بأن يكون جميع الكهنوت من البتوليين! وكاد يتم هذا الأمر لولا قيام بفنوتيوس أسقف الصعيد بمعارضته بقوله: ‹‹إنه لا يجب أن يقتل على ذوى الكهنوت بهذا المقدار لئلا يأتي ضرر للبيعة بدل النفع، وقد سمع لصوته وعدل عن رأيه وسمح للكهنة بالزواج مكتفيًا بإثبات بتولية الأساقفة وعدم زواج الكهنة المترملين››(2).

ويشهد التاريخ أن أغلب أعضاء هذا المجمع وبقية المجامع المسكونية كانوا من أقطاب الرهبانية شرقًا وغربًا، كما ثبت أيضًا أن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين قد رافق القديس كيرلس الكبير عمود الدين في حضور مجمع أفسس المسكونى كما كان من أعظم نصراء خلفه القديس ديوسقورس ضد مجمع خلقيدون(3).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) يذكر بعض المؤرخين أن القديس أثناسيوس الرسولي (السيرة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت) كتب تاريخ الأنبا أنطونيوس إجابة لطلب نساك مصر عند زيارته لهم؛ ويقول البعض الآخر إنه كتبها بناء على طلب مسيحيى رومية. ويبين الفرق الثالث أن أثناسيوس كتب تاريخين للقديس أحدهما لنساك مصر والثانى لمسيحيى روميه ويقول القديس ايرونيموس ‹‹إنه لما هرب هذا البطريرك (القديس أثناسيوس) إلى رومية أخذ موجز سيرة القديس أنطونيوس الذي كان قد ألفه وأن أناسًا كثيرين بعد أن قرأوا الخبر هجروا العالم وترهبوا››.

(2) الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة الجزء الأول ص 295.

(3) الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة الجزء الأول ص 575.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/amir-nasr/monasticism/proofs-historical.html

تقصير الرابط:
tak.la/h2n3nmd