St-Takla.org  >   books  >   adel-zekri  >   origen-free-will
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أوريجانوس وحرية الإرادة والحتمية السوتيريولوجية - د. عادل زكري

9- الحجج الفلسفية لشرح موضوع حرية الاختيار

 

St-Takla.org Image: Origen teaching his students, Dutch illustration by Jan Luyken, 1700. صورة في موقع الأنبا تكلا: أوريجانوس العلامة يعلِّم تلاميذه، صورة توضيحية هولندية للفنان يان لوكين، 1700 م.

St-Takla.org Image: Origen teaching his students, Dutch illustration by Jan Luyken, 1700.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أوريجانوس العلامة يعلِّم تلاميذه، صورة توضيحية هولندية للفنان يان لوكين، 1700 م.

أولاً الحجج الفلسفية:

 

يعدد أوريجانوس 4 أنواع من حركة الكائنات: 1- كائنات تتلقى حركتها من خارج وهي الكائنات غير الحية أو الجمادات مثل الحجارة والخشب. 2- كائنات تمتلك في ذاتها علة حركتها مثل النباتات والحيوانات والإنسان، النباتات تحركها الطبيعة، والحيوانات تحركها الطبيعة والنفس، والإنسان تحركه الطبيعة والنفس ثم العقل الذي يميز ويتحكم في حركات الطبيعة والنفس. ”ذلك بأننا بحكم هذا العقل نستخدم الدوافع التي تأتينا من خارج، لكي نقوم بما رضي العقل نفسه عنه؛ وبه تتجه حركتنا الطبيعية، حسب ما يطيب له، نحو الصالح أو نحو الطالح“[51] فالعقل يُنصِّب محكمة في القلب، ويذل الإنسان حين تتواطئ الإرادة مع العقل الذي لم يُصِب في حكمه أمام الإيحاء الفاسد للرغبة.[52]

يستنتج أوريجانوس أننا إذا نسبنا تبعة أفعالنا للأحداث الخارجية، فكأننا نقول إننا نشبه الخشب والحجارة. وإذا جعلنا أسباب الخطية في طبيعة الجسد نفسه، فكيف نفسر تحوُّل مَن تربوا على الخلاعة والقسوة إلى العفة والوداعة؟ ثم يستنتج أوريجانوس أخيرًا ”إن منطق العقل يدلنا، إذاً، على أن ما يأتينا من الخارج ليس لنا حُول عليه، وإنما استخدامه حسنًا أو سيئًا يتعلق بنا، ما دام العقل الذي في داخلنا يميز كيف يجب استخدامه ويحكم فيه“.[53]

يتعرض أوريجانوس للحديث عن أنواع الحركة في سياق دفاعه عن أهمية الصلاة، ويصل إلى أن إنكار حرية الإرادة يصل بنا إلى نتائج حمقاء. فلن نكون من جنس المخلوقات الحية ولا جنس المخلوقات العاقلة، لأننا بحسب المعترضين سنتحرك بفعل عامل خارجي. وبالتالي نحن لا نتحرك من ذواتنا، و”لكننا نعمل ما يُظن أننا نعمله بسبب هذه العلة الخارجية“.[54]

هنا يحتكم أوريجانوس إلى الخبرة الشخصية لأنه ما مِن أحد يستطيع أن يقول أنه ليس هو الذي يأكل ويمشي ويقبل أراءً بعينها بينما يعتبر آراءً أخرى خاطئة. وأننا إذا أنكرنا حرية الإرادة ”سيكون من المستحيل أن يقبل أي أحد آراءً بعينها حتى إذا دعمها بآلاف الأسانيد اللوذعية ووظف الحجج المقنعة، وبالمثل سيكون من المستحيل لأي أحد أن يكون له أية قناعات عن الحياة البشرية“.[55]

نجد صدى لهذه الفكرة في كتابات غريغوريوس النيسي، في عظته التعليمية، وربطه بين حرية الإرادة والتفكير واستخدام العقل:

”البعض يقول: الله قادر أن يجذب جبرًا الذين يعاندون في قبول الكرازة، ولكن أين حرية الإرادة في هذا؟ أين الفضيلة؟ وعلى أي شيء يكون مديح المستقمين؟ فالجوامد والعجماوات فقط هي التي تقودها إرادة غريبة حسب غرضها. أما الطبيعة العاقلة والمفكرة عندما تفقد إرادتها الحرة، فإنها تفقد معها نعمة التفكير، لأنه في أي شيء سيستخدم المرء عقله طالما أن قدرة اتخاذ القرار أصبحت تحت تصرف شخص آخر؟“[56]

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[51] المبادئ 3: 1: 3.

[52] المبادئ 3: 1: 4.

[53] المبادئ 3: 1: 5

[54] Rowan Greer, Origen, On prayer, preface 6: 2, p. 93.

[55] Ibid. p. 94.

[56] غريغوريوس النيسي، ”تعليم الموعوظين“ 31- 1، 2، ترجمة د جورج فرج،  ص 205، 206.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/adel-zekri/origen-free-will/philosophical-arguments.html

تقصير الرابط:
tak.la/cnzgc2c