(3) وبالتالي إذا كان هناك نوع من القرابة بين نوعي التعاليم، فمعرفتهما ينبغي أن تكون نافعة لنا. وإذا لم يكن كذلك، فعلى الأقل بوضعهما جنبًا إلى جنب يكون في مقدورنا أن نكتشف الفرق بينهما، وهذا له أهمية كبيرة في تعزيز موقف التعليم الأفضل. لكن بأي شيء يمكن أن تقارنوا منظومتي التعليم وتكتشفوا حقيقة التشابهات الحقيقية بينهما؟ ربما كما أن الميزة الحقيقية للشجرة أن تكون مُحملة بالثمار الجميلة، برغم أنها تتزين أيضًا بكسوة من الأوراق التي تتموج حول أغصانها، هكذا بالمثل ثمر النفس، فإن الحقيقة هي ثمرتها في المقام الأول، غير أنها تكون متوشحة بلباس الحكمة- الذي هو بالتأكيد ليس غير جميل- المستقاة من الخارج،[4] التي يمكن أن نشبهها بالأوراق التي توفر حماية للثمار وجانبًا لا يخلو من الجمال. لقد قيل إن موسى أيضًا، هذا الرجل الشهير، والذي بهرته في الحكمة هي الأعظم بين البشر جميعًا، درَّب ذهنه أولاً بتعليم المصريين، ثم تقدم إلى تأمل (الله) الكائن.[5] ومثله في الأزمنة اللاحقة، يقولون إن دانيال الحكيم تعلم أولاً في بابل حكمة الكلدانيين،[6] ثم كرَّس حياته للتعاليم الإلهية.
_____
[4] أي الحكمة المُسْتَقَاة من آداب اليونانيين.
[5] قارن (خر 3: 14).
[6] قارن (دا 1: 4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/adel-zekri/basil-greek-literature/education.html
تقصير الرابط:
tak.la/5r2z34t