* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
(1) الجهاد في الخدمة (ع 1-13)
(2) المناقشات الباطلة (ع 14-21)
(3) صفات الرعاة (ع 22-26)
1 فَتَقَوَّ أَنْتَ يَا ابْنِى بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 2 وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّى بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا. 3 فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِى صَالِحٍ لِيسُوعَ الْمَسِيحِ. 4 لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَجَنَّدُ يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ، لِكَيْ يُرْضِىَ مَنْ جَنَّدَهُ، 5 وَأَيْضًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُجَاهِدُ، لاَ يُكَلَّلُ إِنْ لَمْ يُجَاهِدْ قَانُونِيًّا. 6 يَجِبُ أَنَّ الْحَرَّاثَ الَّذِي يَتْعَبُ يَشْتَرِكُ هُوَ أَوَّلًا فِي الأَثْمَارِ. 7 افْهَمْ مَا أَقُولُ. فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَىْءٍ. 8 اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِى، 9 الَّذِى فِيهِ أَحْتَمِلُ الْمَشَقَّاتِ حَتَّى الْقُيُودَ كَمُذْنِبٍ. لَكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لاَ تُقَيَّدُ. 10 لأَجْلِ ذَلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ مَجْدٍ أَبَدِىًّ. 11 صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ، إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ، فَسَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. 12 إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ، فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ، فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا. 13 إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ، فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ.
ع1:
إذ يتكلم ق. بولس مع تلميذه تيموثاوس عن الجهاد الروحي، يظهر مشاعر أبوته الرقيقة، فيناديه "يا ابنى"، ويقدم له المعونة الضرورية للجهاد وهي نعمة الله، فالاعتماد في الجهاد ليس على القدرات الإنسانية أو الإنفعال العاطفى بل على نعمة الله.
ع2:
بشهود كثيرين: زملاء تيموثاوس الذين تتلمذوا على يد بولس.أودعه: سلمه بتدقيق.
أكفاء: لهم قدرة وكفاءة على تعليم الآخرين.
أهم أمر في الخدمة والتبشير هو تلمذة أناس وتسليمهم التعاليم الصحيحة والسلوك المسيحي، ويكون لهم القدرة أن يعلموا غيرهم.
ع3: يشبِّه بولس تلميذه تيموثاوس وكل خادم في الكنيسة بالجندى، الذي يحتمل أتعابا كثيرة في الحرب إرضاء للملك الذي تجنَّد له، فبالأولى من تجنَّد لخدمة المسيح يلزمه أن يحتمل متاعب الخدمة برضا وفرح.
ع4: كما أن الجندى يكرس فكره وحياته للجندية ولا يستطيع أن يعمل أي عمل آخر مهما كان عظيما أو صالحا، كذلك يحذر بولس تلميذه من الإنشغال بأعمال الحياة لأن هدفه الوحيد هو إرضاء المسيح الذي تجند له. فيستخدم الحياة بكل أعمالها ويكون أمينا فيها لسد احتياجات الجسد ولكن القلب كله مشغول بمحبة الله وخدمته.
ع5: يشبِّه أيضًا المجاهد روحيًّا بالمتسابق في الألعاب الرياضية، الذي لا بُد أن يلتزم بتداريب معينة ويراعى نظامًا في طعامه ونومه حتى يحرز الفوز. كذلك من يجاهد لا بُد أن يلتزم بتعاليم الكنيسة وإرشاد أب اعترافه ولا يسير بحسب هواه الشخصي لئلا يخدعه إبليس رغم جِهاده الصالح فيضله، سواء بالتقليل من الجهاد في أمر معين فيفقد حرصه أو المغالاة في تدريب فيملّ ويتثقل أو يستخدم تدريبًا روحيًّا لا يناسبه.
ع6: يعطى مثالا ثالثًا للمجاهد الروحي وهو الحرّاث، الذي يقوم بأول عملية في زراعة الأرض، فهو لا يجد ثمرا لها إلا بعد مدة طويلة بعد إتمام جميع العمليات الزراعية التي تنتهي بالحصاد، ويلزمه أن ينتظر طوال هذه المدة. لذا ينبغي على المجاهد روحيا أن يصبر، فقد تأتي معونة الله وتعزياته بعد فترة طويلة وأحيانا يحصل على المكافأة في الأبدية ولكن كل هذا محسوب عند الله ويسمح بما يناسب كل إنسان وينميه روحيًا. ويطمئن الله المجاهد أنه لا بُد أن ينال مكافأته، فأصغر تعب غالٍ جدًا عند الله. وكما أن الحراث هو المستحق أن ينال أجرته أولًا قبل كل من تعبوا بعده في العمليات الزراعية التالية، كذلك المجاهد، فالله يقدِّر مدى تعبه وصبره، فمن تعب أكثر له مكافأة أكبر.
ع7: لأجل أهمية كلام بولس الرسول عن الجهاد الروحي، يؤكد على تيموثاوس أن يفهم التفاصيل التي ذكرها ويطمئنه أن الروح القدس يمكن أن يعطيه فهمًا ما دام يطلب ذلك.
ع8: المقام: يتكلم عن المسيح الذي شابهنا بتجسده، أي أخذ صورة الضعف ولكن أقامه الله في اليوم الثالث أي قام بلاهوته. كل هذا ليشجعنا مهما كان ضعفنا أننا سنكلل بعد جهادنا وآلامنا.
نسل داود: أي نسل المُلك بل هو ملك الملوك. فإن كان قد تألم وجاهد وصبر، فبالأحرى نحن البشر نكمل جهادنا بصبر.
إنجيلى: بشارتى أي حسبما يبشر بولس، فيؤمن ويعلِّم بهذا.
يقدم المسيح، وهو المثل الأعلى في الجهاد الروحي، فبعدما احتمل كل الآلام قام بمجد عظيم.
ع9: فيه: في المسيح الذي أبشِّر به.
لأن المسيح قد جاهد وتألم ثم قام، فبولس يحتمل أتعاب الخدمة ويبدو كمذنب ملقى في السجن مع أنه برئ. ثم يستدرك فيقول أن تقييد يديه بالسلاسل لا يمنعه من مواصلة التبشير لأن كلمة الله لا يمكن أن تُقيَّد ولساننا يظل يشهد للحق حتى لو قيدوا جسدنا أو عذبونا.
ع10: أوضح بولس أنه يحتمل الآلام من أجل المسيح الذي تألم لأجله، ويبين في هذه الآية غرض آخر لاحتمال أتعاب الجهاد وهو خلاص نفوس من يبشرهم، الذين سيؤمنون لأن الله اختارهم، فينالون الخلاص أيضًا مثلما نناله نحن، وأكثر من هذا ينالون معنا المجد في ملكوت السموات.
ع11: صادقة هي الكلمة: لإظهار أهمية ما سيقوله.
إذ كان بولس مقيدا في السجن واقترب وقت استشهاده، فيعلن أننا إن كنا نتألم حتى الموت، فإن الحياة الأبدية مع المسيح تنتظرنا في السماء.
ع12: يؤكد هنا المكافأة لكل من يصبر في جهاده وخدمته وهي أنه سيملك مع المسيح في الأبدية.
من ناحية أخرى، إن أنكرنا المسيح بإهمال حياتنا الروحية أو التهاون في خدمتنا ومسئولياتنا، فالعدل الإلهي يتم فينا بأن ينكرنا هو في السماء ولا يعطينا مكانا معه، وبالتالي نُلقَى في العذاب الأبدي. وطبعًا الأتعاب التي نقاسيها اليوم لا تُقَاس بمجد السماء، وعلى الجانب الآخر التهاون والسقوط في اللذات والراحة اليوم لا يقاس بالعذاب الأبدي.
ع13: إن لم نستمر في التمسك بإيماننا وجهادنا وخدمتنا، فالله سيظل أمينًا في تنفيذ كلامه معنا، أي يعترف في السماء بمن يعترف به على الأرض وينكر ويرفض في السماء من ينكره على الأرض.
وكذلك عدم أمانتنا في خدمتنا لا تعطل أمانة الله، الذي لا يحرم النفوس التي أهملناها من محبته ويرسل لهم من يدعوهم إليه ليخلصوا، أما نحن فسيرفضنا لعدم أمانتنا.
† جهادك وتعبك هو شركة في صليب المسيح ومعونته ستسندك في هذا الجهاد، فثق في اهتمامه بتعبك ومكافأته لك بتعزيات في الأرض وأمجاد في السماء. انتهز كل فرصة لتتعب من أجله، بل تُفَضِّل التعب عن الراحة لتتمتع بعشرته وتفرح فرحًا حقيقيًا.
14 فَكِّرْ بِهَذِهِ الأُمُورِ، مُنَاشِدًا قُدَّامَ الرَّبِّ أَنْ لاَ يَتَمَاحَكُوا بِالْكَلاَمِ، الأَمْرُ غَيْرُ النَّافِعِ لِشَىْءٍ، لِهَدْمِ السَّامِعِينَ. 15 اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكًّى، عَامِلًا لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلًا كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ. 16 وَأَمَّا الأَقْوَالُ الْبَاطِلَةُ الدَّنِسَةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ، 17 وَكَلِمَتُهُمْ تَرْعَى كَآكِلَةٍ، الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ، 18 اللَّذَانِ زَاغَا عَنِ الْحَقِّ، قَائِلَيْنِ: «إِنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ صَارَتْ» فَيَقْلِبَانِ إِيمَانَ قَوْمٍ. 19 وَلَكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هَذَا الْخَتْمُ. يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ. وَلْيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّى اسْمَ الْمَسِيحِ. 20 وَلَكِنْ، فِي بَيْتٍ كَبِيرٍ، لَيْسَ آنِيَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَقَطْ، بَلْ مِنْ خَشَبٍ وَخَزَفٍ أَيْضًا، وَتِلْكَ لِلْكَرَامَةِ وَهَذِهِ لِلْهَوَانِ. 21 فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ يَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.
ع14: هذه الأمور: الجهاد الروحي وأهميته ومكافأته المذكورة (ع1-13).
قدام الرب: يكلم الناس وهو شاعر بوجود الله أمامه، فيتكلم بقوة وتدقيق.
يتماحكوا: يتناقشوا مناقشات تؤدى إلى الإحتداد والإنشقاقات.
يطالب تيموثاوس أن يعلِّم ويذكِّر الشعب في أفسس بما قاله له عن الجهاد الروحي ويطالبهم بشدة أن يرفضوا المناقشات الفلسفية المضرَّة التي ينادى بها الغنوسيون، مدَّعين أن هذه هي المعرفة مع أنها مناقشات باطلة تزعج الناس وتبعدهم عن الإهتمام بحياتهم الروحية، فتخرِّب نفوسهم وتؤدى بهم إلى الهلاك. وهؤلاء الغنوسيون كانوا ينادون بأن المعرفة هي اساس الخلاص وانحرفوا في معتقداتهم فظنوا أن المسيح إله مخلوق من الله.
ع15: يطالب تيموثاوس أيضًا أن يهتم بخلاص نفسه، أي حياته الروحية، ليكون مرضيا لله ومقبولا أمامه بل خادما عاملا خدمته بأمانة، فيكون له الفخر أمام الله وليس الخزي. ويركز في توضيح كلام الله بكل تفاصيله لنفع السامعين دون أي غرض أو فكر شخصى منه.
ع16: يحذره أيضًا من مناقشات الغنوسيين الغير مجدية، بل منحرفة عن الحق وتلوث فكر الإنسان، وإذ تبعده عن الله يكون معرضًا للسقوط في خطايا كثيرة بل استباحتها، لأنهم اعتبروا الجسد دنسًا وانزلقوا في خطايا كثيرة.
ع17، 18: آكلة: مرض عبارة عن قرح في الجلد تفسده حتى يموت هذا الجزء من الجسم.
يشبه كلام الغنوسيين بمرض يفسد نفوس السامعين ويهلكهم، ويعطى مثالا لهؤلاء الغنوسيين شخصين هما هيمينايس وفيليتس، وهما معلمان مسيحيان كاذبان، إذ يعتقدان بالفكر الغنوسى وادَّعا أن القيامة قد حدثت للأرواح فقط ولا حاجة بالتالي لقيامة الأجساد، لأن الجسد في نظرهم نجس وحقير وتراب ولا يستحق أن يقوم كما نعتقد نحن في القيامة الأخيرة، وبهذا يفسدان ويضلاّن المؤمنين في الكنيسة.
أما نحن فنعتقد بالقيامة الأولى، أي التوبة، والقيامة الثانية في يوم الدينونة وهي قيامة الجسد والروح.
ع19: أساس الله: الإيمان بالمسيح.
الختم: الروح القدس.
يسمى اسم المسيح: أي مسيحي.
يطمئن بولس الرسول تيموثاوس وكل المؤمنين أن الإيمان الذي قبلوه ثابت داخلهم، ما داموا خاضعين لختم الروح القدس الذي نالوه في سر الميرون، فهو يرشدهم لرفض هذه الانحرافات الإيمانية وبدع الغنوسيين. ويطمئنهم ايضًا أن الله يعرف أولاده المؤمنين الحقيقيين ويصبر على المبتدعين الغنوسيين الذين هم داخل الكنيسة.
ولكن يحذر المؤمنين من الإختلاط أو مناقشة هؤلاء الغنوسيين الهراطقة حتى لا يتشوش ذهنهم بكلامهم وينشغل عن الله.
ع20: ذهب: يرمز للحياة السمائية.
فضه: يرمز لكلام الله.
خشب: يرمز للمعرضين بسهولة للإحتراق بالشهوات والخطايا.
الخزف: يرمز للمعرضين بسهولة للكسر والسحق فيعودون إلى حياتهم الترابية الجسدية، تاركين طبيعتهم الروحية التي نالوها في المعمودية.
حتى لا ينزعج شعب الكنيسة من انحراف البعض وراء الأفكار الغنوسية، يقرر حقيقة وهي ضرورة وجود الأشرار مع الأبرار داخل الكنيسة ويشبه الكنيسة ببيت فيه أوانى كثيرة بعضها مكرمة وعظيمة مثل المصنوعة من الذهب والفضة، وأخرى حقيرة مصنوعة من الخشب والخزف، فهذا أيضًا موجود في الكنيسة؛ فبعض المعلمين والشعب متمسكون بالإيمان ولهم حياتهم الروحية القوية مثل آنية الفضة والذهب، والبعض الآخر معرضون للهلاك حرقًا مثل الخشب، أو الكسر والسحق فيصيرون كالتراب مثل الخزف.
ع21: هذه: أفكار الغنوسيين ومناقشاتهم الباطلة.
السيد: المسيح.
يختم الرسول كلامه عن أفكار الغنوسيين الباطلة بتشجيع المؤمنين على رفض هذا الكلام وتطهير أذهانهم وحياتهم منها، وبهذا يصيرون آنية كريمة في نظر الله يملأها بنعمته، وتصير قلوبهم مخصصة للمسيح ويستخدمهم في كل أعمال الخير والخدمة لنفع الكنيسة.
† راجع نفسك هل كلامك ومناقشاتك تبنى حياتك ومن يسمعونك، أم تعثرك وتعثرهم؟؟ واعلم أن كلامك تعبير عما في داخلك، فنقِ نفسك من الأفكار الردية وعبرِّ عن كل ما هو صالح داخلك بكلام للبنيان، وابعد عمن يعثرونك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
22 أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِىًّ. 23 وَالْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَالسَّخِيفَةُ اجْتَنِبْهَا، عَالِمًا أَنَّهَا تُوَلِّدُ خُصُومَاتٍ، 24 وَعَبْدُ الرَّبِّ لاَ يَجِبُ أَنْ يُخَاصِمَ، بَلْ يَكُونُ مُتَرَفِّقًا بِالْجَمِيعِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، صَبُورًا عَلَى الْمَشَقَّاتِ، 25 مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ الْمُقَاوِمِينَ، عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، 26 فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ، إِذْ قَدِ اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِهِ.
ع22:
الصفة الأولى لأولاد الله هي احتراسهم من الشهوات الشبابية، سواء بالنظر أو الفكر أو أي خلطة مع الأشرار الغارقين في شهوات النجاسة. فلابد أن يحرص كل إنسان حتى لو كان ذا رتبة كهنوتية مثل تيموثاوس الأسقف، أو حتى لو كان كبير السن، لأن الشيطان يحارب الكل. فمن يهرب باتضاع من مصادر الشر يحفظه الله نقيا، فهذا الهرب دليل على قوته الروحية.الصفة الثانية التي يشجع عليها ق. بولس هي الجانب الإيجابى ويشمل:
البر: أي أعمال الخير والصلاح.
الإيمان: كل الممارسات الروحية من صلوات وأصوام وقراءات وارتباط بالأسرار المقدسة.
المحبة: العلاقات الطيبة مع المؤمنين والتسامح مع المخطئين وأن يكون القلب مفتوح مع الجميع.
السلام: السعى نحو السلام مع الكل حتى الأعداء والمسيئين، فرغم الابتعاد عن مخالطتهم وشرورهم ولكن قلوبنا تكون نقية نحوهم ونصلي من أجلهم.
يدعون الرب من قلب نقى: الإرتباط بالمؤمنين المصلين لله بقلوب نقية أي تائبة عن الخطية وطالبة الإلتصاق بالله ومحبة الناس.
ع23: الصفة الثالثة التي يطالب بها ق. بولس تلميذه تيموثاوس وكل أولاد الله هي تجنب المناقشات الغير مفيدة لأنها تنشئ إحتداد ونزاعات وخصومات بين الناس حتى داخل الكنيسة.
ع24: الصفة الرابعة لأولاد الله هي الحنان والتشجيع للخطاة حتى يتوبوا ولا نسقط معهم في نزاع أو خصام، بل بهدوئنا نزيل اضطرابهم ونعيدهم للحق والسلام.
الصفة الخامسة للكهنة ومثالهم تيموثاوس الأسقف هي أن يكونوا قادرين على تعليم الآخرين كلام الله لينالوا الخلاص.
الصفة السادسة هى الإحتمال والصبر على أتعاب الجهاد الروحي والخدمة.
ع25، 26: فخ إبليس: الخطية أو الانحراف عن الايمان.
اقتنصهم لإرادته: صاروا ينادون بالشر ويريدونه ويتمسكون به.
الصفة السابعة للرعاة والخدام هي الحزم والتأديب للمخطئين والمنحرفين عن الإيمان، ولكن هذا التأديب يكون مصحوبا بوداعة وهدوء حتى يرى فيهم المقاومون أبوة تعيدهم إلى المسيح والكنيسة ويتركوا ضلالهم ليحيوا في الحق الإلهي. وبهذا يخلصون من مصيدة الشيطان التي وقعوا فيها ويرجعون لله.
† إهتم بنمو حياتك الروحية ومحبتك لله واحترس من مصادر الخطية بكل تدقيق، بهذا تحتفظ بسلامك بل وتستطيع أن تخدم الآخرين وتكسبهم للمسيح.
← تفاسير أصحاحات تيموثاوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير تيموثاوس الثانية 3 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير تيموثاوس الثانية 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/timothy2/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/2y82nkp